إرهابي القطيف

نشر في 29-05-2015
آخر تحديث 29-05-2015 | 00:01
 أ. د. فيصل الشريفي تجفيف منبع الإرهاب بالداخل يبدأ بفتح ملف التكفير على مصراعيه دون مجاملة، فأمن الأوطان يتقدم على ما سواه من الملفات، وأول الخيط معرفة بمن تأثر هؤلاء الانتحاريون؟ ومن يمدهم ويفتي لهم؟  

قال تعالى: "وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ". سورة الأعراف (الآية 155).

في البداية نعزي إخواننا في المملكة العربية السعودية لمصابهم الجلل في مسجد القطيف، سائلين المولى عز وجل أن يتقبل الشهداء ويعجل في شفاء المصابين، وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان.  

هذه الحادثة لم تكن الأولى في المملكة العربية السعودية، بل سبقتها عمليات استشهد فيها مجموعة من رجال الأمن، فالإرهاب لم يفرق بين الشيعة والسنّة، والفاعل واحد يقف خلفه فكر تكفيري، لم تعد خافية على أحد أهدافه وأطماعه وأسلوبه للوصول إلى غايته من خلال زعزعة الأمن ونشر ثقافة الحقد الطائفي التي بذرتها أبواق الفتنة.

لو سلمنا فرضاً بأن "داعش" صنيعة استخبارية زرعها أعداء الإسلام لتمزيق المنطقة العربية، فهل المطلوب منا الاستسلام لهذا الفكر دون أن نحرك ساكناً تجاه هذا الخطر؟

استهداف الشيعة تارة والسنّة تارة أخرى لم يعد الهدف منه خافياً على أحد، وهو يتطلب تحركاً من مؤسسات الدولة الرسمية والشعبية للتصدي له، فالأمن والتعايش السلمي لا يمكن إلا أن يسيرا جنباً إلى جنب لضمان وأد الفتنة والخروج من هذه الأزمة.

تجفيف منبع الإرهاب بالداخل يبدأ بفتح ملف التكفير على مصراعيه دون مجاملة، فأمن الأوطان يتقدم على ما سواه من الملفات، وأول الخيط معرفة بمن تأثر هؤلاء الانتحاريون؟ ومن يمدهم ويفتي لهم؟

الاستنكارات التي صاحبت تفجير مسجد القديح لم تكن على مستوى الحدث، حيث جاءت خجولة، ولم تتضمن مصطلح شهيد، ولا تخدم مشروع التسامح والقبول بالآخر كشريك في الوطن، وسيفسره التكفيريون على أنه مباركة لما حدث.

مجمل التصريحات السابقة لمجموعة ليست بالقليلة من دعاة "تويتر" و"فيسبوك" التي سبقت حادثة التفجير لم تخرج عن فكرة التكفير والتخوين؛ لذا لا بد أن يتصدر العلماء الربانيون من السنّة والشيعة لكشف هؤلاء التكفيريين وإظهارهم لعامة الناس، والحل بسيط وغير معقد كما يريد تصويره أعداء الإسلام، فالاختلاف يمكن أن ينتهي بقولهم إن السنّة والشيعة مسلمون وإن الخلاف العقائدي لا يخرج أياً منهم من الإسلام.

أخيراً لا يسعنا إلا نتوجه إلى البارئ عز وجل أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يأمنا في أوطاننا وينزل سكينته علينا ويؤلف بين قلوبنا، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

ودمتم سالمين.

back to top