«كتارا» تثير عاصفة من الجدل في القاهرة

نشر في 29-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 29-05-2015 | 00:01
• مثقفون يرفضون حصول إبراهيم عبدالمجيد عليها

أثار حصول الأديب إبراهيم عبد المجيد على جائزة كتارا القطرية عاصفة من الجدل في مصر. وفي حين استنكر البعض الأمر بسبب السياسات القطرية التي يرونها معادية للدولة المصرية، أيَّده البعض الآخر رافضاً ربط الجوائز الأدبية بسياسات الدول.
رفض الناقد عبدالمنعم تليمة قبول الروائي إبراهيم عبدالمجيد جائزة كتارا الأدبية، موضحاً أنه لا يجوز أن يكون الخلاف بين الدولتين واضحاً في الأمور كافة، ثم بعد ذلك نترك الباب مفتوحاً في الثقافة، معللاً ذلك بأن حصول مصري على هذه الجائزة في هذه الأيام بالتحديد هي مسألة مريبة ومقلقة.

أضاف تليمة: {أهداف الحكومة القطرية جراء هذه الجائزة ليس بسيطاً أو سهلاً لأنهم يريدون بيع وشراء الأدباء المصريين}، موضحاً أن هذه الجائزة نجحت فعلاً في استقطاب واستمالة بعض الأدباء المصريين الذين شاركوا فيها، لا سيما أنهم يعلمون جيداً أن قطر تريد بهذه الأموال عمل توازن بين السياسة والثقافة.

أما الروائي محمد مهنا فيقول: {لا أتخيل أن يتقدم أحد الأدباء المصريين لنيل جائزة مثل كتارا معروف تمويلها وهدفها ومن يقف وراءها}، متسائلاً: {هل من يأوى الإرهابيين في دياره يمكن أن يكون جاداً في تشجيع الأدب العربي وتنمية وتحفيز الأدباء بضخ نقود كثيرة في هذه الجائزة، طالباً من عبدالمجيد التنازل عنها قائلاً: {أولى به أن ينأى بنفسه عن هذه النقود المشؤومة}.

يرى مهنا أن من يشارك في مثل هذه الجوائز يكون محوراً أساسياً في مخططات الخراب الأميركية للمنطقة العربية، مطالباً المسؤولين بفتح تحقيق فوري مع هؤلاء الأشخاص الذين رضوا لأنفسهم ولبلدهم الذل والمهانة، لا سيما أن الجميع يعرف جيداً ما وراء هذه الجائزة وما الدافع الحقيقي جراء تدشينها.

من جانبه، يتعجب الكاتب صلاح عيسى، رئيس مجلس إدارة جريدة {القاهرة} الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية، من الحملة الشرسة التي يتعرض لها إبراهيم عبدالمجيد مؤكداً أن من تقدم من الأدباء المصريين لنيل {كتارا} لم يكونوا مخطئين ولا يجوز أن يقول أحد إنهم دمروا أسماءهم أو انتحروا أدبياً، متسائلاً: {هل يمكن أن نقول ذلك على من يحصل على جائزة نجيب محفوظ التي تقدمها الجامعة الأميركية فرع القاهرة}.

يستكمل عيسى: {لا علاقة بين أي جائزة أدبية وسياسة الدولة التي تمولها وتقدمها فالمحك في ذلك هو مكانة وحياد أعضاء لجنة التحكيم التي تفاضل بين المتقدمين للجائزة}، مؤكداً أن {كتارا} ملك الشعب القطري الذي يمولها من أمواله والشعب المصري لم يعاد الأشقاء القطريين، فيما الخلاف قائم بين نظامي الحكم في الدولتين}.

يؤكد عيسى أن من اعترض على قبول عبدالمجيد للجائزة غضب انطلاقاً من مشاعر مشروعة بسبب تحميل المصريين للنظام القطري جانباً كبيراً من الحرب القذرة التي يشنها الإرهابيون المنتمون إلى جماعة {الإخوان المسلمين}، مشدداً على أنه من الأفضل لنا أن تنفق قطر أموالها على تشجيع الآداب والفنون بدلاً من أن تنفقها على دعم جماعة إرهابية.

ويرى الناقد الأدبي الدكتور سيد ضيف الله أنه ربما يكون الهدف من وراء منح كاتب مصري لجائزة {كتارا} بداية لتدارك قطر ﻷخطائها تجاه مصر والمصريين، فالثقافة قادرة على علاج أخطاء السياسة أحياناً، مشيراً إلى أن إبراهيم عبد المجيد أدبياً أكبر من جائزة كتارا أو غيرها من جوائز عربية، ومن حقه كشخص أن يقبل أي جائزة وليس ثمة لوائح باتحاد الكتاب تدين كاتباً مصرياً ولو رمزياً على قبوله جائزة، ما عدا الجوائز الإسرائيلية.

يؤكد ضيف الله أن لا أحد يزايد على وطنية إبراهيم عبد المجيد، والأخير لا يحتاج إلى من يرشده أحد بواقع اﻷمة العربية، والسؤال ليس حول قبوله الجائزة من عدمه فهو شأن شخصي والحملات الرافضة هي مؤشرات عامة. السؤال الحقيقي هو: ما موقف المثقفين المصريين من {المبادرة القطرية} الثقافية لتصحيح أخطائها السياسية؟ وهل حقا {كتارا} هذا العام مبادرة ثقافية لتصحيح الأخطاء أم حظيرة قطرية للمثقفين العرب؟ ومن يستطيع أن يجيب عن هذا السؤال هي فقط وزارة الخارجية المصرية وليس إبراهيم عبد المجيد.

back to top