محمد عبدالحافظ : تحديث العمل الثقافي رهن بالسياسة

نشر في 29-05-2015 | 00:02
آخر تحديث 29-05-2015 | 00:02
«مشروع {أهالينا} يتضمن زيارة القرى المصرية في الأفرع الثقافية بالمحافظات المختلفة

قال رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية الكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ إنه يعمل وفق رؤية استراتيجية ينفذها على مستوى الهيئة لتطوير العمل الثقافي وحل مشكلاته، والنهوض بالقصور والبيوت الثقافية، كي تستطيع أداء دورها المنوط بها. وأكد في حوار مع «الجريدة» أنه غير راض عن وضع ومستوى الثقافة في مصر، لافتاً إلى أن تحقيق وحدة وتكامل ثقافي عربي مرهون بتحقق الوحدة السياسية أولا، وإلى نص الحوار:
أخبرنا عن الخطط والمشروعات التي تعتمدون عليها للنهوض بالعمل الثقافي؟

 

نعمل وفق رؤية تعتمد على التطوير والاستدامة لتكون الأنشطة متواترة. بمعنى، لو بدأ المهرجان الأول لهدف ما، فلا بد من أن يستتبعه المهرجان الثاني والثالث والرابع. على سبيل المثال، لو أخذنا فكرة السينما التي كانت في الهيئة العامة لقصور الثقافة قبل فترة، كانت مجرد مجموعة عروض وأسابيع للمشاهدة لا أكثر ولا أقل، ثم بدأت وأنا رئيس إقليم مع الشاعر سعد عبدالرحمن في تنظيم مهرجانات للأفلام القصيرة التي ينتجها الشباب في مصر، وأطلقنا المهرجان الأول في المنصورة عام 2013، وختمنا هذا العام المهرجان الثالث الذي ترأسته الفنانة تيسير فهمي.

 وثمة مشروع {أهالينا} الذي يتضمن زيارة القرى المصرية في الأفرع الثقافية بالمحافظات المختلفة. وهذه الزيارات مهمة للغاية، لأنها تقصد أماكن لم تر الثقافة سابقاً، ونفذنا منها أربع مراحل.

 كذلك أطلقنا معرض الثقافة الجماهيرية الأول للكتاب في 27 موقعاً دفعة واحدة. واختلف الأداء من مكان إلى آخر، وكل حسب اجتهاده ورؤيته، بخلاف مشروع {أولادنا}، الذي تضمن زيارة المدارس، والفكرة الأساسية هي التركيز على النزول للناس على الأرض، والتواجد بينهم كضرورة ملحة للنجاح. 

 

هل تستطيع الهيئة وحدها النهوض بالعمل الثقافي في مصر؟

 

لن أستطيع تقديم الأنشطة الثقافية كافة في مصر، والنهوض بالثقافة في اعتقادي يحتاج إلى ذراعين، الأول الهيئة، والآخر الجهات والوزارات والهيئات الأخرى، ونمد يد التعاون مع الجهات كافة.

كذلك لا ننسى دور مؤسسات المجتمع المدني والقطاعات والوزارات الأخرى وأتعاون معها بشكل كبير.

 

تتحدث دائماً عن التفكير خارج الصندوق للنهوض بالثقافة.

أحاول تغيير مفاهيم كانت موجودة قبل ذلك، والاهتمام بقصور الثقافة، ونجتهد بالإمكانات المتاحة بعمل أقصى ما يمكن فعله، ليكون لنا مكان تحت الشمس في هذه اللحظة الفارقة من عمر الوطن، لذا نعتمد على فكرة إيجاد أوجه عدة للأنشطة غير الأوجه التقليدية الموجودة. على سبيل المثال المسرح، حيث قدمنا المسرح التوعوي، وأنجزنا 30 مسرحية، وعرضت خلال 10 أيام في محافظات عدة منها مسرحية عن مقاومة الإرهاب. أؤكد هنا على استعادة قيمة المسرح ودوره في خدمة المجتمع، وهذا تفسير لفكرة المسرح التوعوي باستخدام الأدوات المتاحة لتحقيق أغراض غير الأهداف العادية.

 

ماذا عن إصدارات الهيئة الثقافية، خصوصاً أزمة النشر لشباب المبدعين؟

 

تصدر الهيئة 24 سلسلة مهمة على مدار العام، وثمة مجلات عدة من بينها {قطر الندى} و{الثقافة الجديدة} ومجلتا {الخيال} و{أبيض وأسود} وسلسلات {آفاق عالمية} و{آفاق عربية} و{الفن التشكيلي} و{حروف وكتابة وموسيقى} و{آفاق السينما} وسلسلة علمية لتبسيط العلوم والذخائر وذاكرة الكتابة. وهي تغطي جزءاً كبيراً من النشر في مصر، غير أنني لا أستطيع النشر لكل الناس في الوقت نفسه، لأنه في النهاية لا تزيد أعداد الكتب المنشورة على 300 كتاب، مقارنة بعدد الأدباء والكتاب والفنانين في مصر الذي لا يقل عن 20 إلى30 ألفاً.

ما هي أبرز المعوقات التي تقف عقبة في طريق الهيئة؟

 

مشاكل خاصة بالتمويل، والدولة وعدت بمضاعفة الخطة الاستثمارية للهيئة المقبلة لتحسين أوضاع قصور الثقافة خلال العام المقبل التي ستشهد طفرة كبيرة بعد مضاعفة الميزانية (80 مليوناً) ذلك بعد توصية رئيس الجمهورية بالاهتمام بقصور الثقافة لاستكمال مشاريع قد تأخذ عامين إلى ثلاثة أعوام كي تكتمل. عموماً، سيتم الانتهاء من القصور التي تحتاج إلى أعمال وسنبدأ في مواقع متوسطة تقوم بالغرض بعيداً عن القصور الضخمة التي قد لا تحتاج إليها الأماكن التي تقام فيها.

 

متى نصل إلى وحدة ثقافية عربية؟

 

المفترض أن تتوافر رؤى سياسية متوافقة والعامل الثقافي موجود، إضافة إلى المفاهيم والأعراف والتقاليد المشتركة، وهذه الوحدة الثقافية تبرز عندما تحدث رؤية أو وحدة سياسية، ولن تكون الدول العربية دولة واحدة، ولكن على الأقل لا بد من تقارب في الرؤى السياسية، لأنه سيؤدي إلى وحدة ثقافية جيدة.

في سطور 

 

قاص وكاتب مسرحي وكاتب أطفال وسيناريست ومترجم، شغل مناصب عدة قبل توليه مسؤولية الهيئة العامة لقصور الثقافة، آخرها رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي، وقبلها وكيلا لوزارة الثقافة. وهو عضو بمجلس إدارة اتحاد الكتاب بكل من نادي القصة وأتيليه القاهرة ومجلس إدارة دار الأدباء، ونقابة المهن التمثيلية، ونقابة المعلمين.

وله عشرات الأعمال من بينها في المسرح: {المخنثون، طلوع النهار أول الليل، النهر، أرض الله، وداعا قرطبة، الفلنكات، حضرة صاحب البطاقة، أمير الحياة}، وآخرها مسرحية نصف امرأة {كوميديا سوداء}.

وفي القصة القصيرة: {مقاعد خالية}، و}من حكايات البنت المسافرة}.

 وفي آدب الطفل: {أحلام النهار، حارة الموناليزا، ابتسامة القمر، حرف النون يبتسم، ساعة الغابة، سجين الهاء والواو، برنيطة للأرض}.

وفي النقد: {العشق والقهر والموت في إبداع العقد الأخير، حكاية فنان، القناع الذهبي}.

حصل رئيس الهيئة على جوائز عدة، منها في المسرح، جائزة محمد تيمور للإبداع المسرحي لثلاث مرات أعوام 1998،1994، 2003 عن مسرحيات: المخنثون، طلوع النهار أول الليل، وداعا قرطبة. وحاز جائزة التأليف المسرحي عن المجلس الأعلى للثقافة في الأعوام 2000، 2001 ،2002، عن مسرحيات: أرض الله، الفلنكات، النهر. وحصد جائزة الشارقة عن مسرحية {صبح المساء}. وفي القصة القصيرة جائزة محمد تيمور. 

وفي الدراما التلفزيونية حصد الجائزة الذهبية من مهرجان الإعلام العربي 2010 عن مسلسل {رمضان أبو صيام} (أحسن عمل درامي للطفل).

back to top