سعود السنعوسي: لا أكتب للتسلية بل أقدم نصاً له رسالة

نشر في 28-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-05-2015 | 00:01
خلال نقاش مفتوح حول «فئران أمي حصة» ضمن أنشطة ديوان القراءة
أقام المكتب الثقافي المصري بالكويت أمسية لمناقشة رواية "فئران أمي حصة"، للكاتب الكويتي سعود السنعوسي أمس الأول، ضمن أنشطة ديوان القراءة، بحضور الدكتور نبيل بهجت الملحق الثقافي المصري الذي عبر عن ترحيبه بالكاتب الكويتي سعود السنعوسي، باسم السفارة المصرية والسفير المصري لدى الكويت عبدالكريم سليمان.

من جهته، عبر سعود السنعوسي أنه لا يقدم نصا للتسلية والمتعة، بل نصا له رسالة، وبالتالي لا يهتم بأن يوفر نصا مثل هذا للمتعة، وعلق في إجابته عن سؤال حول الهجوم الذي تعرضت له الرواية من بعض النقاد، قائلا إنه لا يهتم إلا بالنقد الذي يتناول النص نفسه ويبدو نتاج قراءة جادة وحقيقية للعمل، لا بالنقاد الذين يقدمون نقدهم على النوايا!

 وأكد أنه لا يهتم ببعض النقد الذي يبدو كأنه قراءة لعمل آخر! مضيفا أن بعض من يقوم بالنقد ويقول إن الكاتب عليه أن يفعل كذا، فالأجدر به أن يكتب هو الرواية التي يريدها.

وأوضح السنعوسي أن الرواية ليست تنبؤا، بل هي عمل فني يعتمد على الخيال، ويرى أن المقدمات تؤدي إلى نتائج، وأن الرواية تمثل صرخة تحذير للمجتمع لتفادي ما قد تؤدي إليه شواهد الفرقة والتمييز. 

وأثار بعض القراء ملاحظات حول استخدام السنعوسي للهجة المحلية الكويتية في الكثير من أجزاء العمل، فأكد أن النص يفرض لغته، وأنه رغم ذلك قدم تفسيرا في السرد لما يتصور انه قد يبدو غريبا للقارئ العربي مثل "قاري"، و"آجار"، وعدد من الأمثلة الشعبية المعروفة في التراث الكويتي. 

 

نبوءة للمستقبل

 

وبدوره، قدم الروائي المصري إبراهيم فرغلي ورقة نقدية عن رواية "فئران أمي حصة"، مبيناً تطور البناء السردي لدى السنعوسي في روايته الجديدة من خلال نص مركب يمتد بين زمنين، أولهما زمن واقعي يفترض أنه يحدث الآن، لكن هذا الآن سرعان ما يتجلى للقارئ بكونه نبوءة أو محاولة متخيلة لمستقبل قريب هو تقريبا عام 2020، وتتمحور وقائع هذا الآن في يوم واحد تقريبا، أما الزمن الثاني فيتضمن زمنا ماضيا يعود إلى الكويت منذ مطلع الثمانينيات حتى الغزو وما بعده بقليل.

ويتموضع هذا الزمن الآخر في هيئة نص روائي يفترض أن كاتبه هو الراوي لوقائع اليوم الواحد في كويت 2020، حيث نرى أهوالا وأحداث عنف بالغة أطرافها معسكران يتجلى لنا أنهما طائفتا السنة والشيعة "المتطرفين" الذين أغرقوا البلد في ما يبدو حربا أهلية.

 

أزمة الهوية

 

يقدم الراوي الطفل، كتكوت، عبر صوته في رواية الراوي، معادلا لصوت الهوية الكويتية الوطنية. 

وأضاف فرغلي أن الفكرة التي يتبناها هذا النص في الحقيقة تعبر عن اهتمام الرواية الكويتية بأزمة الهوية خلال السنوات الأخيرة، مع تقديم نوع من النقد الذاتي للمجتمع، وهو ما تجلى في عدة أعمال. 

وبالعودة لنص الرواية، قال فرغلي إنه بالرغم من أن رواية إرث النار تبدو رواية سيرة ذاتية فإنها في الوقت نفسه رواية رمزية بامتياز، تؤسس لمفهوم الذاكرة الكويتية عبر عشرات التفاصيل التي تمر عبورا، بينما هي في الحقيقة تبدو كقطع موزاييك صغيرة؛ يحفرها سعود بدقة وتأن، لكنها معا تصنع قطعة مهمة من ذاكرة المكان.

 

ذاكرة المجتمع

 

وأشار فرغلي إلى اهتمام النص بعدد من الرموز وخصوصا فيما يتعلق بالشخصيات، موضحا أن أمي حصة هي نفسها رمز للهوية ومعادل جوهر تراث الكويت ووعيها الثقافي، وذاكرة تاريخ المجتمع. 

أما الفئران فهي ترمز إلى فكرة الطاعون أو الوباء الذي يمكن أن تتسبب في نقله إلى مجتمع تمثله بيضات مكسورة لا تجد من يحميها بعد أن فقدت راعيها (الذاكرة والتراث ومشاعر الوطنية والمعرفة).

back to top