قصة أحمد

نشر في 27-05-2015
آخر تحديث 27-05-2015 | 00:01
 علي محمود خاجه المشهد الأول: أحمد في المدرسة

أحمد يبلغ من العمر عشرة أعوام عاد للمدرسة بعد الإجازة الصيفية ليستلم جدوله الدراسي، وكان كالآتي: دين– عربي– حساب- فرصة– اجتماعيات– علوم– موسيقى– إنكليزي.

وبدأت حصة الدين التي يدرسها الأستاذ مصطفى ليقدم فيها الأستاذ بعد التحية جرعات من الدعوة للدين والتشجيع على الصلاة في المساجد، وعدم تفويت الفرصة أبدا، مشجعا طلبته ومن بينهم أحمد على الصلاة في المسجد والاستماع للدروس الدينية التي تقام هناك، وما في ذلك من أجر وحسنات في ميزان الأعمال.

المشهد الثاني: شغف أحمد

تحمس أحمد وبعض التلاميذ وباتوا يرتادون المساجد دائما داخل المدرسة وخارجها، يصلّون ويتلقون الدروس الدينية المتنوعة طمعا في الأجر والثواب، فتارة يسمع عن أحكام الصلاة، وأخرى عن فضل الصيام، ومرة عن نعمة الإسلام، وأخرى عن محاولة الكفار طمس الدين، فتعلق أحمد بالأمور الدينية، وكبر معها واستمر في تلقي علومها من شيوخ المساجد إبراهيم ويوسف ومحمد وأساتذة الدين المتعاقبين مصطفى وأسامة وناصر ويعقوب، وباتت القنوات الدينية عبر التلفاز هي قنواته المحببة التي يتابع ما يبث عبرها بشغف ليتلعم عن الإسلام ومذاهبه وفروعه، ويبحث عن الفرقة الناجية وكيفية التعاطي مع الأديان والمذاهب الأخرى.

المشهد الثالث: ضيق أحمد

وبات يناقش زملاءه ممن يختلفون معه في المذهب، ويحاول أن يقنعهم بصواب مذهبه وفساد مذاهبهم، وينظر للأديان الأخرى بازدراء وسخرية وغضب أحيانا، فكيف لقوم أن يعبدوا البقر أو النار، وكيف لآخرين أن يرتضوا غير الإسلام دينا؟ وأصبحت القنوات والكتب والمناهج وكل ما هو مرتبط بالدين من حوله يحثه على اتجاه واحد، وهو نشر الدعوة والجهاد في سبيل الله، وهي أعظم درجات الإسلام كما علمه أساتذته وشيوخه وقنواته.

بات أحمد يشعر بالضيق مما يدور حوله، فالمبتعدون عن الإسلام الصحيح بنظره كثر، سواء من جيرانه أو حتى الدول المحيطة به، وكان يعبر عن هذا الضيق لكل من حوله، وكانوا يبادلونه الشعور بالضيق وضرورة العمل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها السليم، مستعينين بكل القصص والروايات المحفزة لإعلاء الدين الصحيح، وضرورة محاربة من يدعو لغير ذلك، فإما أن يعودوا إلى الدين الصحيح أو أن يستشهد دون ذلك فيحظى بالنعيم ويخلد فيه.

المشهد الرابع: قرار أحمد

وبالفعل لم يجد أحمد بداً من التحرك ضد كل ما يخالف معتقداته، فبات يحاربهم بلسانه وبقلبه، ولم يكتف بأضعف الإيمان، فهو يريد أن يحارب المنكر بشكل أكبر، ولابد من استخدام يده فانضوى تحت لواء بعض رفاقه ليحارب الخارجين عن الملة بيده إلى أن جاء اليوم الموعود ليتجه إلى مدينة مجاورة لمدينته تنتهج منهجا عقائديا آخر، وبحث عن أكبر مكان يجتمع فيه أهلها ليفجر نفسه بينهم، ويسقط أكثر عدد منهم، وعلى وجهه ابتسامة رضا وفي قلبه فرح كبير بالشهادة.

المشهد الأخير: قناة دينية

تبث قناة أحمد الدينية المفضلة برنامجا على الهواء مباشرة يظهر فيه كل الشيوخ والأساتذة الذين تتلمذ على أيديهم أحمد، الشيخ إبراهيم والشيخ يوسف والشيخ محمد والأستاذ مصطفى والأستاذ أسامة والأستاذ ناصر والأستاذ يعقوب منددين بالإرهاب، وفي أعلى الشاشة تظهر صورة أحمد تغطيها علامة X.

خارج نطاق التغطية:

نصيحة لكل مهتم بالشأن السياسي في الكويت، أي تحليل سياسي يكتبه "بوعمر" خذوا عكسه تماما، فعكس ما يكتب هو الصحيح دائما.

back to top