تحديث: القوات العراقية تبدأ محاصرة الأنبار لتحريرها

نشر في 26-05-2015 | 13:04
آخر تحديث 26-05-2015 | 13:04
No Image Caption
تحديث 1

أعلن أحمد الأسدي المتحدث باسم قيادة قوات "الحشد الشعبي" المؤلفة من فصائل شيعية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، الثلاثاء انطلاق عملية "لبيك يا حسين" الهادفة لمحاصرة محافظة الأنبار غرب البلاد بهدف تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي لفرانس برس "انطلقت عملية +لبيك يا حسين+ في مناطق شمال صلاح الدين وجنوب غرب تكريت وشمال شرق الرمادي، والتي ستطوق الرمادي من الجهة الشرقية".

وأشار الأسدي إلى مشاركة قوات من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وأغلب فصائل الحشد الشعبي في عملية "لبيك يا حسين".

وأضاف الأسدي وهو نائب عن حزب الدعوة، أن "الجزيرة التي تربط بين صلاح الدين والأنبار سيتم تحريرها في هذه العملية التي تهدف إلى تطويق محافظة الأنبار".

وأكد على أن "العملية مقدمة لتطويق محافظة الأنبار من أجل تحريرها".

وتشترك محافظة الأنبار بحدود طويلة مع محافظة صلاح الدين، كبرى مدنها تكريت (160 كلم شمال بغداد) التي أعلن تحريرها رسمياً نهاية مارس، من سيطرة الدولة الإسلامية.

وعن بدء عمليات تحرير الانبار، قال الأسدي "بعد اكتمال عملية +لبيك ياحسين+ ستبدأ عملية تحرير الأنبار" وتابع "أتوقع بدئها خلال أيام".

وشدد المتحدث قائلاً أن "انتصاراتنا ستكون سريعة لأن استعداداتنا قوية".

في غضون ذلك، أعلن ضابط برتبة مقدم في الجيش متواجد في الأنبار أن "قوات من الجيش والحشد الشعبي، استطاعت تحرير منطقة العنكور (جنوب الرمادي) والدخول إلى منطقة الطاش" الواقعة إلى الجنوب من الرمادي.

كما فرضت القوات العراقية سيطرتها على امتداد 35 كلم في منطقة واقعة على الطريق السريع غرب الرمادي، وفقاً للمصدر.

وأكد الضابط "قطع جميع خطوط امداد داعش من الجانب الجنوبي لمدينة الرمادي".

وشدد على أن "القوات العراقية تفرض الآن حصاراً خانقاً على داعش من الجهة الشرقية والغربية والجنوبية لمدينة الرمادي، وتمكنت من قطع طريق التعزيزات ومرور المسلحين إلى الرمادي" من الجهة الجنوبية للمدينة.

وتنفذ القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي عمليات في مناطق شرق وجنوب منطقة الرمادي، مركز محافظة الأنبار التي يسيطر الجهاديون على أغلبها.

وتسيطر القوات الحكومة على مناطق محددة في محافظة الأنبار، بينها مناطق تقع إلى الشرق من الرمادي وحديثة وقاعدة الأسد العسكرية حيث يتواجد المستشارون العسكريون الأميركيون.

وتشترك الأنبار، أكبر محافظات العراقية، بحدود مع سورية والأردن والسعودية.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

سعت الإدارة الاميركية إلى التهدئة وذلك بعد رفض بغداد اتهامات وزير الدفاع الأميركي الذي قال الأحد أن الجيش العراقي لم "يبد إرادة للقتال" في الرمادي فيما انتقد الجنرال الإيراني قاسم سليماني واشنطن لأنها "لم تفعل شيئاً" لانقاذ المدينة التي سقطت قبل أسبوع بايدي تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي سورية، استمر القتال حول مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص وسط البلاد وحيث أعدم تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من 200 جندي ومدني، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتعليقاً على تصريحات وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقابلة مع هيئة بي بي سي "أنا مندهش من قوله ذلك ... أعني أنه كان داعماً للعراق بقوة (...) أنا متأكد بأنه زود بمعلومات خاطئة".

واعتبر كارتر الأحد أن سقوط الرمادي في 17 مايو هي اسوأ هزيمة منيت بها القوات العراقية منذ قرابة سنة وكان من الممكن تجنبها.

وقال الوزير الأميركي في مقابلة مع شبكة سي ان ان "ما حصل على ما يبدو أن القوات العراقية لم تبد إرادة للقتال (...) لدينا مشكلة مع إرادة العراقيين في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وفي الدفاع عن أنفسهم".

وسعى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الأثنين إلى انهاء الخلاف المحرج بين واشنطن وبغداد بسبب هذه التصريحات.

وقال البيت الأبيض أن بايدن اتصل هاتفياً برئيس الوزراء العراقي، مضيفاً أنه "أقر بالتضحيات الكبيرة للجيش العراقي وبشجاعته خلال الأشهر الـ 18 الماضية في الرمادي وغيرها من المناطق".

وقال البيت الأبيض أن اتصال بايدن هدف إلى تخفيف تصريحات كارتر و"تجديد التأكيد على الدعم الأميركي لقتال الحكومة العراقية" ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وتعد واشنطن من أبرز شركاء بغداد في الحرب لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وهي تقود تحالفاً دولياً يشن غارات جوية على مواقع التنظيم لاضعافه، لكن أكثر من ثلاثة آلاف غارة لم تمنع التنظيم المتطرف من التوسع في الأراضي التي أعلن إقامة "خلافته" عليها.

ولكن الانتقاد الأكثر حدة جاء من الجنرال قاسم سليماني المسؤول الكبير في قوات حرس الثورة الإسلامية، والذي قال أن الولايات المتحدة "لم تفعل شيئاً" لمساعدة الجيش العراقي للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في الرمادي.

وقال الجنرال سليماني قائد فيلق القدس المكلف العمليات الخارجية في حرس الثورة في خطاب ألقاه الأحد في كرمان جنوب البلاد "السيد باراك أوباما، ما هي المسافة بين الرمادي وقاعدة الأسد التي تتمركز فيها الطائرات الأميركية؟ كيف يمكنكم أن تتمركزوا هناك بحجة حماية العراقيين وأن لا تفعلوا شيئاً، هذا لا يعني سوى المشاركة في المؤامرة".

ورداً على تصريح كارتر، قال الجنرال سليماني أن الولايات المتحدة "ليست لديها إرادة لقتال داعش"، وأكد على أن التنظيم الذي يسيطر على مناطق نفطية في العراق وسورية "يصدر نفطه من خلال الدول الأعضاء في التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن.

وقال الجنرال سليماني أن الحرب على التنظيم هي "مصلحة وطنية" وأنه "ليس هناك سوى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة هذه الظاهرة الخطرة".

وأثارت خسارة الرمادي تساؤلات حول جدوى الاستراتيجية المعتمدة من قبل بغداد وواشنطن كذلك، في مواجهة التنظيم الجهادي، لا سيما وأن المدينة تقع على بعد نحو 100 كلم غرب بغداد وسقطت في 17 مايو في أيدي التنظيم المتطرف رغم الغارات التي تشنها الطائرات الأميركية انطلاقاً من قاعدة الأسد حيث يتمركز المئات من المستشارين العسكريين الأميركيين.

وقال المحلل السياسي أحمد علي أن "تصريحات وزير الدفاع الأميركي مفاجئة ومن المحتمل أنها ذات تأثير معنوي سلبي على قوات الأمن العراقية".

وأضاف أحمد علي وهو زميل في مركز التعليم من أجل السلام في العراق، أن "هناك أمثلة متعددة على بسالة القوات العراقية ومنها صمودها في مصفاة بيجي التي صمدت فيها قوات النخبة لعدة أشهر ضد هجمات التنظيم".

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي، أن "الإرادة المفقودة التي تحدث عنها وزير الدفاع الأميركي، هي الإرادة المكسورة التي أراد أعداء العراق زرعها في القوات العراقية".

ووصف ضابط عراقي يعمل في قيادة عمليات الأنبار تصريحات كارتر "بالاستفزازية  للجيش العراقي والشعب العراقي لأنه يُراد منها فقدان ثقة الشعب بالجيش من خلال ايصال رسالة للشعب بأن الجيش هو جيش طائفي ولا يستطيع قتال تنظيم داعش وتحرير مناطق العراق".

ولم تجد الحكومة العراقية سوى اقرارها بالتقصير متعهدة بإجراء تحقيق حول أسباب الانسحاب من الرمادي ومعاقبة "المتخاذلين".

والآن وبعد عام من القتال، اضطر العبادي إلى تغيير المسار من خلال دعوة قوات الحشد الشعبي للمشاركة في القتال وهي التي تريد واشنطن ابعادها عن معاقل السنة في الأنبار.

وانتشرت قوات الحشد الشعبي التي تتألف بغالبيتها من فصائل شيعية في الأنبار استعداداً لاستعادة الرمادي.

وقال العبادي في مقابلته مع البي بي سي "خسارتنا للرمادي جعلت قلبي ينزف، لكني أستطيع أن أتعهد بأن الرمادي سوف تستعاد خلال أيام".

وبدأت القوات العراقية النظامية مدعومة بمقاتلي الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر السنية في الأنبار باستعادة بعض المناطق شرق الرمادي خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال العبادي أن الهجوم المضاد الكبير سوف يبدأ في الأنبار في غضون أيام.

وجسد الاستيلاء على الرمادي غرب بغداد، وتدمر في شرق سورية من جهة أخرى قبضة الجهاديين على قلب ما يسمونه "أرض خلافتهم".

ففي سورية، شن الطيران الحربي السوري 15 غارة جوية على الأقل على مدينة تدمر الأثرية وأطرافها في وسط البلاد.

وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة الخميس على تدمر بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام تمكن خلالها من السيطرة على مناطق عدة وحقول للغاز في ريف حمص الشرقي.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "إنها المرة الأولى التي يستهدف فيها الطيران الحربي التابع للنظام المدينة بهذا العدد من الغارات الجوية".

وأكد مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس أن "العمليات الحربية مستمرة ضد تنظيم داعش بما فيها الغارات الجوية في محيط بلدة السخنة وحقلي الهيل والارك (للغاز) وحول مدينة تدمر، وفي كل الطرق المؤدية إليها".

ولكن رغم هذه الغارات سيطر تنظيم الدولة الأثنين على أحد أكبر مناجم الفوسفات في سورية، والواقع على بعد سبعين كيلومتراً جنوب مدينة تدمر الأثرية في وسط البلاد، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو ما قد يعوض عليه خسارته حقولاً للنفط.

دبلوماسياً، قالت متحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه خلال اتصال هاتفي من الرئيس الروسي فلادمير "اتفق القائدان على أنه من مصلحة المملكة المتحدة وروسيا المساعدة في التوصل إلى حل للحرب الأهلية في سورية وخصوصاً وقف تنامي" تنظيم الدولة.

وأضافت انهما "اتفقا على ضرورة أن يلتقي مستشاريهما للشؤون الأمنية لإعادة إطلاق المباحثات حول النزاع السوري".

back to top