بغداد تلبي رغبات طهران وواشنطن... وتغرق في التشاؤم

نشر في 26-05-2015 | 00:07
آخر تحديث 26-05-2015 | 00:07
No Image Caption
 رغم مرور أسبوع على سقوط الرمادي، فإن المحللين لا يزالون يحاولون استيعاب الصدمة، التي منحت «داعش» سلاحاً يكفيه عاماً كاملاً، حسب قياديين في حزب الدعوة الحاكم، وسط أجواء تصريحات متناقضة وسخط وحذر بين البغداديين خصوصاً، نتيجة الخوف من معارك على مشارف العاصمة.

 وشكّل الأمر إحراجاً حقيقياً للتيار الداعم لرئيس الوزراء حيدر العبادي، وهو تيار كان مناوئاً لسلفه نوري المالكي، ومتحمساً للتحقيق معه في سقوط الموصل العام الماضي، ما جعل كثيرين يسألون أنصار العبادي: ألا تستحق الرمادي تحقيقاً مع العبادي الذي كان يرفض دخول الحشد الشعبي الشيعي إلى الأنبار، تلبية لرغبة أميركية، ويرفض تسليح عشائر الأنبار تلبية لرغبة إيرانية، ولا يملك تفسيراً لانسحاب جيشه من تلك المدينة الاستراتيجية؟!

والأمر عينه سبق أن أحرج رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، إذ ظل يسخر أسابيع من انهيار الجيش العراقي في يونيو 2014، لكن القوات الكردية سرعان ما مُنيت بخسارة رهيبة في أغسطس من العام نفسه، واجتاح «داعش» منطقة شاسعة تسكنها الأقليات المسيحية والأيزيدية، ثم أصبح المسلحون على مشارف أربيل لولا تدخل الجيش الأميركي.

وقتذاك برر البرزاني بالقول إن «داعش» غنم مدافع أميركية فتاكة ودقيقة، ولم يكن لدى البيشمركة سلاح مكافئ، أما العبادي فلم يبرر حتى اليوم، خصوصاً بعد تصريحات ساخرة للجنرال الأميركي مارتن ديمبسي اعتبر فيها أن القوات العراقية لم تكن مجبرة على الانسحاب من الرمادي، وأنها تخيلت أن العواصف الترابية ستمنع طيران الائتلاف من المساعدة، ولو سألوا قيادة الائتلاف لأكدت لهم إمكانية الإسناد حتى في ظل العواصف تلك!

والمفارقة أن وزير الدفاع العراقي حاول في أول الأمر استخدام تعبير «الانسحاب التعبوي أو التكتيكي» لوصف تراجع قواته، لكنه نهار السبت، أبلغ صحافيين التقاهم في مكتبه، أن انسحاب القطعات غير مبرر، وأن العبادي ناشدهم الحفاظ على مواقعهم دون جدوى! أما الساخرون على مواقع التواصل الاجتماعي فقالوا، إن نتائج التحقيق في سقوط الأنبار، ستظهر «بعد سقوط بغداد» في إشارة مؤلمة لنوع جديد من الحذر بدأ يظهر في العاصمة، حول احتمال معركة فاصلة على مشارف «دار السلام» التي لم تعرف السلام منذ عقود.

ومما يساهم في الجو المتشائم، انقسام غير مسبوق في الحشد الشعبي وتبادل الاتهامات مع مؤيدي العبادي الذي برفضه المزدوج لدخول الحشد إلى الأنبار وتسليح عشائرها، كفل تحقيق خرق كبير لـ«داعش»، الذي كان يفترض أنه ينصب مأتم العزاء على خسارته في تكريت الشهر الماضي.

back to top