كيف تنهض بعد أن تسقطك إصابة؟

نشر في 26-05-2015 | 00:02
آخر تحديث 26-05-2015 | 00:02
No Image Caption
في أكتوبر الفائت، خلعت كتفي. كنت أحاول ممارسة تمارين رياضية على الأرض، فانزلقت يدي، ومن ثم قررت كتفي اتخاذ اتجاه معاكس. وكان أول ما سمعته من الناس بعد الحادث: «هل يمكنك القيام بهذا التمرين مجدداً؟».
أولاً، أنا لست كأي شخص في الثالثة والأربعين من العمر. وإخباري بأنني لا أستطيع القيام بأمر ما يدفعني إلى فعله مضاعفاً وبشكل أفضل. ثانياً، أحاول دوماً تقييم الأوضاع لمعرفة ما إذا كان بإمكاني القيام بالأمور بشكل مختلف. 

أخيراً، أطبق دوماً أوامر أطبائي ومعالجي الفيزيائي، ولا أحاول أن أعدل تماريني إلى أن أتعافي بالكامل، إلا أنني أرفض أن أحيى في الخوف.

منذ لحظة وقوع الحادث، حافظت على هدوئي. وأدركت أيضاً أن الألم موقت وأن الراحة وشيكة لا محالة. وكل ما كان علي فعله الصمود والوصول إلى المستشفى. وأنا ممتنة لكل أفراد عائلتي في DeKalb Medical Hillandale (هذا هو المستشفى الذي عملت فيه كممرضة مدرسة في وحدة العناية الفائقة وقسم الطوارئ قبل أن أفتح مركز تادا للياقة).

 

إجراءات

 

تقضي الإجراءات الطبيعية للحد من ألم انخلاع الكتف إخضاع المريض لتخدير واعٍ، ما يحمل عوامل خطر فضلاً عن إقامة أطول في المستشفى للتعافي. لذلك رفضت الخضوع للتخدير الواعي للحد من ألم كتفي. نظرت إلى طبيبي، الممرضة، والفريق الطبي، ورحت أصيح: “هيا! هيا! هيا!”.والضحك يتعالى في الغرفة، أعاد الفريق فجأة ذراعي إلى مكانها. فشعرت بالفرح والراحة في آن.

انتهى الحادث وبات تحت السيطرة. وهنا بدأ العمل الفعلي مع مرحلة ما بعد الشفاء. حملت هذه المرحلة معها عدداً من زيارات الطبيب، الدراسات التشخيصية، والعلاج الفيزيائي. كان جراح العظم صريحاً جداً معي إذ قال: “لديك تمزق صغير وعظم متضرر. ويعتمد قرار خضوعك للجراحة أو لا على مدى التزامك بالعلاج الفيزيائي”. لكن الانتقال من نمط حياة ناشط جداً كنمط حياتي إلى التعديل وطلب المساعدة يجعل الإنسان يمر بتجربة مذلة.

فتح العلاج الفيزيائي عيني على شكل آخر من اللياقة لأنه كذلك. فبقدر ما تكره التمرن عندما يكون جسمك سليماً 100%، تخيل أنك تخضع للعلاج وأنت متألم وحركتك محدودة.

 رغبت في بعض الأيام في ألا أذهب إلى العلاج، لكني أدركت أن الإنسان الوحيد الذي سيتأذى يبقى أنا نفسي.

بعد الحادث بثلاثة أشهر، دخل جراح العظم الغرفة خلال موعدي مع الطبيب وسحب صورة الرنين المغناطيسي التي خضعت لها. فضرب يده على يدي عالياً وقال: “عمل ممتاز! نجحت!”. فخرجت من صدري تنهيدة راحة كبيرة.

 أدرك أنني لم أشفَ بالكامل بعد، لكني أسير على الدرب الصحيح للشفاء التام.

 

دروس

• تنجح عملية  الشفاء إذا بذلت المجهود الكافي. إليك بعض الدروس التي تذكرتها خلال عملية التعافي هذه:

 

• تحدث الإصابات والحوادث. هذه هي الحياة. أما طريقة التعافي، فتعتمد على قراراتك. لا تكتفي بالجلوس في الأريكة بعد الإصابة، وتنجرف عائداً إلى نمط حياة خامل.

 

• ركّز على ما يمكنك القيام به وتوقف عن التفكير في ما لا تستطيع فعله. يصبح بعضنا أسرى عقولهم عندما تكون أجسامهم مستعدة للاستسلام.

 

• ابحث عن شريك محاسب: قام “فريق تادا” بعمل مذهل خلال تعافي. فقد راحوا يراقبون حالتي عن كثب، وما انفكوا يطلبون مني الاسترخاء عندما أبذل جهداً أكبر من اللازم. إلا أنهم لا يمكنونني.

 

• يقوم نحو 80% من هذه الرحلة الصحية على ما تتناوله. فقد أدركت أن علي أن أولي ما آكله أهمية أكبر، بما أني لن أتمكن من القيام بثلاث جلسات من التمرن يومياً لبعض الوقت. بالإضافة إلى ذلك، يسمح الغذاء الجيد للجسم بالتعافي بسرعة أكبر.

 

• سهّل حياتك خلال فترة التعافي. لم أستطع رفع يدي طوال فترة. لذلك بدا لي من المستحيل القيام ببعض النشاطات اليومية مثل تصفيف شعري. لذلك طلب من إحدى صديقاتي تجديل شعري. فما كان بإمكاني الخروج من البيت بحالة يرثى لها.

 

• احتفل ببعض الانتصارات الصغيرة. عندما صار بإمكاني رفع ذراعي بالكامل، رحت أصيح فرحاً. وحين صار بإمكاني تثبيت ذراعي بوضعية أفقية أو القيام بتمارين ضغط معدلة، أخبرت العالم بأسره. لن تتمكن من استعادة كامل نشاطتك دفعة واحدة، لذلك احتفل مع كل تقدم صغير تحققه.

 

• لا تسمح لنفسك بالانغماس في أي “فوضى” مهما كانت. لا تعش في الماضي أو في الخوف. فسيشل هذا حركتك فكرياً، ويجعلك تشكك في نفسك وفي قدراتك.

back to top