«الحافة» و{قصائد ملونة»... رواد يستعيدون الأساطير والأحلام في القاهرة

نشر في 25-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 25-05-2015 | 00:01
• تناغم الحنين وطيوف ذكريات في رسائل بصرية {إلى الآخر}

استعاد الرواد حضورهم في المشهد التشكيلي بالقاهرة، حيث أقيمت ثلاثة معارض: «على الحافة» لصلاح المليجي، و«قصائد ملونة» لمجدي نجيب، و«إلى الآخر» لوليد جاهين. احتفت اللوحات بالأساطير والحنين إلى الماضي، وتضمنت رسائل بصرية ممهورة بالفرشاة، تحاكي الوجدان وخصوصية التجارب الحياتية.
بعد غياب ست سنوات، أقام الغرافيكي 

د. صلاح المليجي معرضه «على الحافة» في غاليري النيل بالقاهرة، وتضمن أحدث لوحاته في عالم التصوير، وأطروحات فنية تتماهى مع تجليات الأنوثة كرمز للحياة، ورؤية فلسفية ملونة للمشاعر والقيم والدلالات، والتناغم بين الواقعية والرومانسية.

تطرح لوحات «على الحافة» حالة بصرية تحاكي الوجدان، وتمنح الرائي طاقة لتجدد المشاعر، ورؤية أكثر إشراقاً للحياة، وتباين درجات الألوان بين الضوء والغيمة، والإيحاء بفضاء أسطوري، وانفلات دون دوائر اللحظة الحاضرة إلى الحنين «الميثولوغي» إلى ذكريات الطفولة والصبا. 

قال الفنان صلاح المليجي إنها تصور حالة بصرية تُحاكي الوجدان ولا تحاكي الطبيعة، وتستحضر المرأة كعنصر ملهم للفنانين عبر الزمن، إلا أنها تأتي من سنوات فائتة، وتقف على حافة الرمز والانسلاخ من حياة إلى أخرى، وتصاحبها طيور وعصافير وورود وافدة من زمن الأساطير، وقد تمنحها الرموز بعداً فلسفياً آخر.

وللمرة الأولى يكتب المليجي اسماً لأحد معارضه، ويضع العناوين للوحاته: {على حافة أن أحيا أو أن أموت}، {على حافة ذكريات}، {على حافة ماضٍ}، {على حافة ما هو آت}، {على حافة الصمت}، {على حافة الصوت}، {على حافة الحياة}.

من جهته، قال الناقد د. ياسر منجي إن المليجي استطاع بحنكة بالغة أن يُعيد صياغة ترسانته البصرية والأدائية في قالب جديد، ومارس لوناً من الانسلاخ الفني الموفق، ودراية تُبررها خبرة تراكمية ثرية، وهو ما نستطيع تمييزه فور التحامنا بهذه المجموعة من المسطحات البصرية بالغة الثراء.

أوضح منجي أن ألوان {على الحافة} بلغت ذروة الرهافة إلى درجة تستوجب التأمل، مشيراً إلى ملمح آخر يُمكن أن نراه فاعلاً بقوة، ويتضح في المزاوجة الواعية بين إمكانات الوسائط الطباعية ونظائرها التصويرية، وأدى ذلك الأداء دوراً بالغاً في إثراء السطح التصويري ملمسياً وتعبيرياً على حد سواء.

صلاح المليجي أحد أبرز الأسماء على الساحة التشكيلية العربية عموماً والمصرية خصوصاً، ورئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية السابق، وأستاذ الغرافيك بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وله رصيد كبير من المعارض الخاصة والجماعية وورش العمل على الصعيدين المحلي والدولي، ويمثل معرضه {على الحافة} أحد أهم الأحدث الثقافية هذا الموسم. 

 

شاعر الألوان

 

في سياق متصل، استضاف غاليري مصر بالقاهرة معرض «قصائد ملونة» للشاعر والفنان التشكيلي القدير مجدي نجيب، ويضم مجموعة من اللوحات الاستيعادية، والمعبرة عن أهم محطاته الإبداعية.

لفت نجيب إلى أن «قصائد ملونة» يُجسد رحلة طويلة تتجاوز الخمسين عاماً، سارت فيها الحياة ما بين محاولات تجاوز الواقع والرغبة في الحلم، وما بين ضغوط التفاصيل اليومية وفانتازيا الخيال، ومن التعثر في الخطى إلى التحليق لآفاق قد تكون جديدة، ورحلة إبداعية متناغمة بين الريشة والقلم.

من جهته، أكَّد الفنان محمد طلعت مدير غاليري مصر، أن تجربة نجيب الإبداعية شديدة الثراء والتنوع الكيفي، وتمثل قيمة رفيعة سواء في مجال التصوير بالكلمة أو التعبير بالرسم، وتفرد أسلوبه في استلهام خصائص مصرية، واستدعاء تراث الرسومات الشعبية.

يعد الشاعر مجدي نجيب أكثر شهرة من كونه فناناً تشكيلياً، وله الكثير من المجموعات الشعرية، ورصيد هائل من القصائد الغنائية، شدا بها كبار المطربين والمطربات منهم شادية وعبدالحليم حافظ ومحمد منير، وباتت من الأغاني الخالدة في الوجدان المصري والعربي.

 

جماليات مغايرة

 

برعاية وزير الثقافة المصري د. عبدالواحد النبوي، افتتحت د. سلوى الشربيني القائم بأعمال رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، معرض «إلى الآخر» للفنان د. وليد جاهين بقاعة الباب بساحة الأوبرا بالقاهرة، بحضور لفيف من النقاد والفنانين ومحبي الفنون الجميلة.

لفت الفنان وليد جاهين إلى أن معرضه يحمل رسائل بصرية حول إشكالية البحث عن الآخر، والتوق إلى التواصل الإنساني دون نزعات العنف والتعصب الفكري، وطرح لغة أكثر حميمية بين البشر، وتناغم بين الطموح الفني، وتجسيد جماليات مغايرة، والارتقاء بالمشاعر نحو فضاء للأمل والخيال والبهجة.

يذكر أن الفنان وليد جاهين مواليد الشرقية حاصل على دكتوراة في الفنون الجميلة عام 2010،  وعضو هيئة التدريس بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية قسم التصوير،  وله معارضه الخاصة ومشاركات في فعاليات محلية ودولية.

حصل جاهين على كثير من الجوائز، منها الجائزة الأولى «تصوير» بينالي بورسعيد 2003، والجائزة الأولى ببينالي طشقند الدولي السابع بدولة أوزباكستان 2013، وله عدد من المقتنيات لدى أفراد ومؤسسات في مصر والخارج. 

back to top