المريخ... وطنٌ بديل؟

نشر في 25-05-2015 | 00:02
آخر تحديث 25-05-2015 | 00:02
على ارتفاع 400 كيلومتر يُنسى التوتر. فيما يستعد رائد الفضاء الروسي ميكايل كورنيانكو ورائد الفضاء من ناسا سكوت كيلي لبدء إقامتهما الطويلة التي تدوم سنة على متن محطة الفضاء الدولية، يسارعان إلى تبديد أي مخاوف عن أن تنامي العداء بين بلديهما قد يؤثر في عملهما معاً. يقول كورنيانكو: {ما من حدود في الفضاء بيننا}.
بدأت هذه المسائل تتخذ أهمية أكبر مع اقترابنا من مهام أطول وأكثر طموحاً تنفذها فرق عمل. على سبيل المثال، تدعي Mars One أنها سترسل فريقاً في مهمة إلى الكوكب الأحمر عام 2026.
نعرف جيداً أن الرحلة إلى الفضاء التي تدوم سبعة أشهر تعرض الرواد إلى تلف في الحمض النووي بسبب التعرض المستمر للأشعة، ما إن يخرجوا من درع جو الأرض الحامية وحقلها المغناطيسي، فضلاً عن أن عضلاتهم وكثافة عظامهم تتراجع مع انخفاض الجاذبية. لكن ما نتغاضى عنه عموماً أو نتناساه التأثيرات في نفسية الإنسان بسبب السأم، التقارب الطويل الأمد، والتنافس على الموارد النادرة. ولا ينطبق هذا على رحلة مماثلة، بل ينعكس على أي مستعمرة قد تُؤسس في الفضاء وتبدأ بالنمو.

يعتبر تشارلز كوكل، عالم فضاء في جامعة إدنبرغ، أن الإغفال عن مسائل مماثلة خطأ. يذكر: {سيكون الوجه البشري من أي مستعمرة في الفضاء على القدر ذاته من الأهمية كما البعد العلمي والتقني}. يعتقد كوكل أن الوقت قد حان لنوسع معرفتنا بالعلاقات الإنسانية في بيئة الفضاء الضاغطة بغية اكتشاف المبادئ التي قد تمنع أول مستعمرة بشرية خارج الأرض من الوقوع في الفوضى.

أعطتنا الاختبارات الأولى التي تحاكي المهام الطويلة في الفضاء سبباً لنعتقد أننا لا نستطيع دوماً الاعتماد على الخبرة أو التدريب. في ليلة رأس السنة عام 1999، بعد شهر على بدأ تجربة {110 أيام}، انتهت الاحتفالات على متن سفينة فضاء افتراضية على أطراف موسكو بادعاء إحدى النساء في الفريق التعرض لاعتداء جنسي، فضلاً عن وقوع شجار بين الرواد الروس السكارى أدى على ما يبدو إلى تضرج الجدران بالدماء. وقد قرر أحد أعضاء الفريق اليابانيين ترك التجربة بعد ما أصابه من اشمئزاز.

لكنَّ المشاركين في تجربة مارس 500 حققوا نتائج أفضل. بين عامَي 2010 و2011، أمضى فريق من ستة أشخاص 520 يوماً محتجزاً في مركبة فضائية افتراضية أخرى، إلا أنه لم يواجه أي مشاكل غير الحسد العابر الذي تصادفه في أي مكتب عادي. لكن هذه التجربة والتجربة الروسية ليستا سوى محاكاة أولية.

 

تعب المهمة

 

تأخذنا {مهمة السنة} التابعة لناسا، والتي بدأت في 28 مارس، إلى مستوى أعلى. صحيح أن كيلي وكورنيانكو لن يكسرا رقم رائد الفضاء فاليري بولياكوف القياسي (438 يوماً) على متن سفينة الفضاء الروسية مير بين عامي 1994 و1995، غير أن من المقرر أن تكون إقامتهما الأطول على متن محطة الفضاء الدولية. وخلالها، سيخضعان لمراقبة مستمرة بغية تقييم حالتهما الجسدية والنفسية.

وبمقارنة عينات دم ولعاب من كيلي وشقيقه التوأم، وهو أيضاً رائد فضاء، إلا أنه سيبقى على الأرض، من الممكن اكتشاف مثلاً تأثيرات تمضية وقت في الفضاء على العوامل الجينية مثلاً. كذلك سيُقارن العلماء أي تبدلات في الكتلة العظمية والعضلية، أنماط النوم، واللياقة القلبية الوعائية. وبغية مراقبة صحتهما العقلية، سيواجه كيلي وكورنيانكو مجموعة من الاختبارات بغية تقييم تأثير انخفاض الجاذبية ونقص النوم في الحالة المعرفية والسلوك. كذلك سيدوِّن كل منهما يوميات ستُحلل بغية تقييم حالتهما العاطفية والنفسية.

يجب أن تكشف لنا هذه القياسات المزيد عن كيفية تأقلم رواد الفضاء في هذه البيئات المقفلة التي تدور حول الأرض. لكن نقل البشرية إلى المريخ يشكل تحدياً مختلفاً تماماً: أولاً، ستمر سبعة أشهر قبل أن يتمكَّن أحد من بلوغ تلك المستعمرة لإعادة فرض النظام، إذا بدأت الأوضاع تنهار.

وفي المستعمرة خارج الأرض، التي يمكن تشبيهها بقدر ضغط، قد يبرر هذا اللجوء إلى تدابير وقائية مثل المراقبة النفسية على مدار الساعة. على سبيل المثال، تموِّل ناسا راهناً تطوير تكنولوجيا يمكن لبسها وتساعد رواد الفضاء على التحكم بفاعلية بخيرهم العقلي وعلاقاتهم مع سائر أعضاء الفريق.

يعمل ستيف كوزلوفسكي، عالم فيزيولوجيا في جامعة ولاية ميشيغان في إيست لانسينغ، على تصميم أجهزة استشعار تراقب باستمرار مجموعة من العوامل المتغيرة، بما فيها حركات رائد الفضاء، نشاطه الصوتي، نبض قلبه، والتفاعل وجهاً لوجه مع الآخرين. وسيلتقط أي إشارات إنذار متكررة، مثل ارتفاع الصوت، تسارع نبض القلب، أو تمضية فترات طويلة وحيداً، برنامج إلكتروني يراقب تفاعلات الفريق، ما يُطلق ما تدعوه ناسا «إجراءات مضادة». على سبيل المثال، قد يبلغ النظام قائد الفريق الذي سيتولى عندئذٍ التحقق من وضع عضو الفريق المعني.

هدف هذه الخطوات منح الأفراد أدوات تساعدهم على البقاء أصحاء. ولكن هل هذه كافية؟ يجيب كوزلوفسكي: «لا يمكنك الخروج لتنشق بعض الهواء».

نتيجة لذلك، يعتقد كوكل وآخرون أن علينا بذل مجهود إضافي للتحقق من الطريقة الفضلى التي يمكننا من خلالها التحكم في العلاقات الإنسانية في الفضاء. يتمحور بحث كوكل الأساسي حول كيفية استمرار مستعمرات الميكروبات في البيئات القاسية. لكنه بدأ يفكر في بنية المجتمع الإنساني قبل نحو 10 سنوات، وخصوصاً مسألة الحرية. يوضح: «اتضح لي حينذاك أننا لم نفكر كثيراً في مسألة الحرية في الفضاء».

 

أرض محتملة للطغيان

 

يتابع كوكل: {من المرجح أن تتعرَّض البيئة خارج الأرض لظروف مستبدة}. يرجع ذلك في جزء منه إلى أن السلطة تعود تلقائياً إلى مَن يتحكَّم في أنظمة دعم الحياة. سيحتاج الجميع إلى إمدادات محدودة من الطعام والماء والهواء، التي قد تقننها مجموعة صغيرة من الناس. كذلك من الممكن أيضاً للأحوال المميتة أن تشجع على تعزيز إجراءات السلامة ومعدلات الإشراف إلى مستويات لم يسبق لها مثيل على الأرض، وفق كوكل.

قد نميل إلى القول إن الحريات الشخصية تتحوَّل في بيئة مماثلة إلى ترف نستطيع الاستغناء عنه. ولكن بالنسبة إلى كوكل، قد يعرض هذا الأمر نجاح أول مركز علمي خارج الأرض للخطر، فكم بالأحرى المجتمع المزدهر؟ يوضح: {إن تحولت مستعمرة من الناس إلى مجموعة صغيرة من العبيد الخاضعين لسيطرة مستبدة، فلا شك في أن هذا سيؤثر في نوع المجتمع الذي يبنونه}.

يكمن التحدي في صوغ دور للفرد وسط محاولات المطابقة والضوابط الصارمة الضرورية لاستمرار الحياة في مستعمرة خارج الأرض، وفق كوكل. يسهم هذا العالِم اليوم في تنظيم المؤتمر السنوي للحرية خارج الأرض، حيث يلتقي باحثون يملكون أفكاراً مشابهة بغية مناقشة الاستقلال، الديمقراطية، والحكومة الجيدة، عندما ينجح البشر أخيراً في غرس علمهم عميقاً في أرض المريخ أو في أي كوكب آخر. في مؤتمر السنة الماضية، بدأ الباحثون يعدون عقداً اجتماعياً موقتاً يشبه إلى حد ما لائحة بالحقوق والمسؤوليات الخاصة بمستشفي الفضاء.

من بين المشاركين في المؤتمر كان خافير مارتن-توريس، عالِم من جامعة لوليا للتكنولوجيا في كيرونا بالسويد يعمل مع مسبار روفر التابع لناسا. وهو يعتبر أن مصدر القلق الرئيس يرتبط بالتمتع بقدرة متساوية على الاستفادة من تدابير دعم الحياة. يوضح: {إذا لم ننجح في التوصل إلى أحوال بيئية مريحة، فستبقى المستعمرة في حالة ذعر دائم. ولا شك في أن الخوف من الفضاء لن يحقق أي هدف غير تمكين مَن يتحكمون في الأحوال}.

يعتقد مارتن-توريس أن من الممكن معالجة هذه المشكلة بالحرص على أن تتمتع هذه البيئات بوفرة من الحماية. على سبيل المثال، قد تُصمَّم أنظمة دعم الحياة بطريقة تتيح احتواء خسارة الضغط أو تسرب الأوكسجين في منطقة يمكن إقفالها من دون التأثير في عمل المستعمرة. ويضيف: {كذلك يجب ألا تكون أي من المؤن نادرة}.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون ضمان استمرار هذا الكيان ككل من مسؤولية الجميع. فمن الضروري أن يرتكز كل نشاط (من ضغط الغرف إلى تنظيف بزات الفضاء وتقديم التقارير عن الاكتشافات العلمية) على مبدأ {المستعمرة أولاً}. ففي بيئة قاسية مماثلة، {تُعتبر روح الجماعة بالغة الأهمية}، وفق مارتن-توريس.

إن بدا هذا أقرب إلى المشاعر الجميلة التي لا يمكن تطبيقها في النهاية، فمن الضروري أن نتنبه لعامل آخر أيضاً. يعتقد ستيوارت أرمسترونغ من معهد المستقبل التابع لجامعة أكسفورد أن أي ميل نحو الاستبداد سيتراجع أمام اعتماد المستعمرة على شركائها في كوكب الأرض. ولا شك في أن هذا سيردع المستعمرات من الانزلاق نحو بنى اجتماعية أو تبني عمليات سياسية تختلف جذرياً عن تلك التابعة للحكومة على الأرض.

يقول أرمسترونغ: «يميل معظم المستعمرات إلى الاشتراكية بعض الشيء». فستُضطر المستعمرات إلى العمل بما يتلاءم مع مصالح مجتمعها العظمى، إلا أنها ستتوقع في المقابل رعاية اجتماعية كبيرة، فضلاً عن مستويات عالية من المراقبة. إذاً، كي تتمكَّن المستعمرات من الاستمرار طويلاً، يجب أن تولد ظروفاً تتيح للأفراد عيش حياة سعيدة رغم كل هذه الضوابط والقيود. يقول أرمسترونغ: «بما ان إرسال شخص إلى المريخ مكلف جداً، فسنرسل أشخاصاً يتمتعون بمهارات عالية. لكن هؤلاء لم يرضوا بالانتقال إلى خارج الأرض، إلا إذا اعتقدوا أن الفوائد تفوق الكلفة».

رغم ذلك، ترتبط هذه المسألة بالمسؤولية بقدر ارتباطها بالحقوق. سيكون الرابط الموحد في مستعمرات الفضاء في البداية علمياً على الأرجح. وبما أن الأبحاث ستكون الهدف الوحيد للمستعمرات الباكرة، فمن الطبيعي أن تُتخذ القرارات بما يتماشى مع هذا الهدف. لا شك في أن خير المقيمين في المستعمرة سيكون بالغ الأهمية، إلا أن الحرص على ألا تتعرض مجالات الاهتمام العلمي للتلوث أو لضرر لا يمكن إصلاحه سيشكل المحوّر الموجه الأساس.

أما في ما يتعلق بحقوق الإنسان ومسؤولياته خارج الأرض، فلا نسير على عمانا. يؤكد كوكل: {لا يشكل الفضاء صفحة بيضاء}. ثمة أنظمة قانونية قائمة ووكالات متفانية تابعة للأمم المتحدة من مسؤوليتها أن تضمن بقاء حماسة الأمم التي تخطط لغزو الفضاء حميدة. فقد حُدد في هذا الصدد أن من الضروري بقاء الحقوق والديمومة هدفاً واضحاً، مهما بدا الفضاء مربحاً كأداة للتنمية الاقتصادية والعلمية.

أذاً، من الضروري أن يكون الهدف الوحيد وراء استكشاف الفضاء واستغلاله تحسين البشرية ككل، وفق سيمونيتا دي بيبو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي. ترتبط وكالتها بلجنة الأمم المتحدة لاستخدامات الفضاء الخارجي السلمية التي أنشئت في مطلع سباق الفضاء، والتي أدت دوراً بارزاً في وضع مسودة معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967.

 

بداية جديدة

 

حدد هذا الاتفاق المتعدد الأطراف بعض القواعد الأساسية، منها حظر أسلحة الدمار الشامل والحؤول دون إعلان أي دول فردية سيادتها على الأجرام السماوية. تقول جوان غابرينوفيتش، رئيسة التحرير السابقة في مجلة «قانون الفضاء»، أن من الضروري أن توجه روح المعاهدة كل مَن يرغبون في بناء مستعمرات في المريخ. وتضيف: «يشكل الانتقال إلى الفضاء فرصة تسمح للإنسان بتفادي تكرار بعض النتائج المدمرة للاستعمال في شمال أفريقيا وقارات أخرى، مثل السيطرة على الأراضي والاستهتار بالحياة الأصلية على ذلك الكوكب».

إذاً، بالإضافة إلى حماية خير الإنسان، على المستعمرات في المريخ أن تحمي الكوكب أيضاً. بفضل بيانات جمعتها المركبات الفضائية طوال أربعة عقود، ندرك أن الحياة الأصلية على هذا الكوكب ستقتصر على البكتيرياً في أفضل الأحوال. رغم ذلك، تشير غابرينوفيتش إلى بنود محددة في معاهدة الفضاء الخارجية تحدد واجبات المستعمرين. على سبيل المثال، تطالب بـ{الاهتمام والاستشارة الملائمين» في حالة هدَّدت نشاطات أحد الأطراف حياة الآخرين، مهما كان هذا التهديد بسيطاً.

أمنيات

 

لا شك في أن الجزء الأكبر من كل هذا ما زال مجرد أمنيات. حتى لو وافقت الأطراف المعنية على ميثاق حقوق، فما من ضمان يؤكد أن المستعمرات البعيدة ستلتزم به. فالقانون الدولي يُنتهك على الأرض، فكم بالأحرى الفضاء؟ ولكن رغم الصعاب، يعتبر البعض أن هجرتنا الجماعية إلى الفضاء محتمة، وأن هذه الخطوة ستشمل تعديل معاييرنا القائمة لتتخطى حاجات مستعمرة صغيرة في الفضاء.

في هذه الأثناء، بدأ كوكل وآخرون مناقشة حول الشكل الذي ستتخذه الحرية عندما نغادر الأرض في النهاية. وقد تشكل جهودهم الجماعية هذه ذات يوم أساس شرعة حقوق أو وثيقة عظمى للمريخ تضمن ألا يفتقد المستعمرون الأوائل الذين يغادرون الأرض إلا راحة منازلهم، لا حقوق الإنسان الأساسية.

يشير الكاتب راون جوزف: «من وجهة النظر البيولوجية، يشكل استعمار كواكب أخرى جزءاً من طبيعة الحياة. باستعمارنا عوالم أخرى، نحقق مصيرنا الكوني والبيولوجي لا أكثر: المضي قدماً والتكاثر». لكننا لا نعلم الكثير عن مدى تأثير تراجع الجاذبية والأشعة الكونية في خصوبة المستعمرين ونجاحهم في التكاثر.

شعب المريخ الأول

 

وضع جوزف فصلاً عن التكاثر البشري في كتاب يحمل العنوانHuman Mission to Mars: Colonizing Red Planet (مهمة بشرية إلى المريخ: استعمار الكوكب الأحمر)، وهو عمل جماعي يرتكز على أفكار عشرات العلماء، الأكاديميين، ورواد الفضاء. يقول إن الأولاد المولودين على المريخ قد يعانون في أسوأ الأحوال تشوهات جينية، جسدية، وفكرية خطيرة. أما البديل فهو الانتقاء الجيني المتكيّف، الذي قد يؤدي بمرور الوقت إلى تطور جنس جديد: شعب المريخ الأوال.

ولكن ما سيميز هؤلاء الناس عنا؟ أولن تتبدل نظم الإيمان البشري الأساسية عندما تتأصل الحياة في أرض في الفضاء الخارجي مثلاً؟ يجيب ديفيد وينتروب من جامعة فاندربلت في ناشفيل بتينيسي: {من الضروري أن تتطوَّر الممارسات الدينية. ستتبدل هذه بمرور الوقت كرد فعل تجاه الضغوط النفسية التي يتعرَّض لها مَن يقيمون في هذه المستعمرات البعيدة عن الأرض}.

علاوة على ذلك، يجب أن تتبدَّل العادات أيضاً، وفق وينتروب. على سبيل المثال، السنة المريخية 687 يوماً. وبما أن معظم العطل الدينية يرتبط بروزنامتنا، فقد يبتكر مستعمرو المريخ عطلاً إضافية لسد الفجوة الكبيرة بين احتفال سنوي وآخر. كذلك من الضروري أن يحظى الناس في المريخ بالحرية كي يعدلوا آلاف السنين من التقاليد من دون أن يشعروا أنهم يقطعون كل الروابط مع إرثهم.

 

back to top