انقطاع الطمث... خففي الأعراض

نشر في 23-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 23-05-2015 | 00:01
No Image Caption
قد تمرّ عشر سنوات أو أكثر قبل أن تتلاشى نوبات الحر والأعراض الأخرى لكن ما من سبب يدعو المرأة لتحمّل المعاناة بصمت. ثمة خيارات جديدة لاستعادة الراحة وأدوات حديثة لتوجيهك.
ما نعرفه عن انقطاع الطمث تغير كثيراً خلال العقود القليلة الماضية بفضل الأبحاث الوافرة في هذا المجال. تشير بعض الدراسات التي جرت في الأشهر الأخيرة مثلاً إلى أن نوبات الحر وغيرها من أعراض انقطاع الطمث تدوم أكثر مما كان يظن الجميع، ما يؤثر على عدد كبير من النساء في عمر الستينيات.

كذلك كشفت تجارب عيادية عشوائية أن العلاج الهرموني قد يكون طريقة آمنة وفاعلة للسيطرة على الأعراض، مع أنه لم يعد محبذاً لتقليص خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. تقول الدكتورة جوان مانسون، أستاذة متخصصة في صحة النساء في كلية الطب التابعة لجامعة هارفارد: {تتوافر الآن أبحاث نقدية هائلة، وهي تشير إلى أن منافع العلاج الهرموني تتفوق على مخاطره بالنسبة إلى بعض النساء لمعالجة نوبات الحر وتحسين نوعية الحياة}.

أحدث المعلومات عن نوبات الحر

صدر تقرير حديث عن {دراسة صحة النساء على المستوى الوطني}، أو {سوان}، نسف المفهوم القديم الذي يعتبر أن نوبات الحر وأعراض انقطاع الطمث الأخرى قصيرة الأمد وخفيفة نسبياً.

تتعقب دراسة {سوان} نساءً من انتماءات عرقية وإثنية مختلفة خلال مرحلة انقطاع الطمث، وقد اكتشفت أن نوبات الحر وغيرها من أعراض انقطاع الطمث تدوم عموماً سبع سنوات (وقد تمتد لفترة تصل إلى 14 سنة). كذلك، وجدت دراسة أسترالية أن 7% من النساء بين عمر 60 و65 عاماً يواجهن أعراضاً معتدلة أو حادة. كذلك تشير الاستطلاعات إلى أن معظم النساء لا يطلبن مساعدة طبية لمعالجة أعراضهن، ما ينعكس سلباً على مستوى الإنتاجية. تقول الدكتورة مانسون: {من الواضح أن تلك الأعراض قد تؤثر على العمل والحياة الاجتماعية، لكن تتعدد الخيارات المتاحة لمعالجتها}.

العلاج الهرموني

يُعتبر العلاج الهرموني أحد أكثر العلاجات فاعلية لمعالجة أعراض ما بعد انقطاع الطمث. صُممت {مبادرة صحة النساء} لتحديد ما إذا كانت أشكال العلاج الهرموني الأكثر شيوعاً (الأستروجين مع البروجستين (بريمبرو) لتقليص خطر سرطان بطانة الرحم لدى المرأة التي تحتفظ برحمها، والأستروجين وحده (بريمارين) للمرأة التي خضعت لجراحة استئصال الرحم) تساهم أيضاً في تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب وكسور العظام والسرطان. تشير النتائج إلى أن هذين النوعين من العلاج الهرموني يرفعان خطر الإصابة بجلطة دماغية وتخثر الدم لكنهما يخفضان خطر الكسور. تبين أن دواء {بريمبرو} يرفع خطر سرطان الثدي أيضاً.

تراجع استعمال العلاج الهرموني لتخفيف أعراض انقطاع الطمث فجأةً بعد إعلان نتائج {مبادرة صحة النساء}. لكن تذكر الدكتورة مانسون التي كانت من أبرز المحققين في تلك المبادرة، أن المخاطر التي تواجهها النساء الأصغر سناً في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث تبقى ضئيلة وغالباً ما تتفوق عليها منافع العلاج: {لا أظن أن المرأة يجب أن تحرم نفسها من هذه العلاجات إذا كانت تواجه أعراضاً مزعجة وإذا كان خطر تعرّضها لأحداث سلبية منخفضاً}.

خيارات غير هرمونية

صادقت إدارة الغذاء والدواء حديثاً على دواء الباروكسيتين (بريسديل) الذي يشمل جرعة مخففة، وهو أول علاج غير هرموني لنوبات الحر (يحتوي مضاد الاكتئاب باكسيل على جرعة أعلى من الباروكستين). تشير الأدلة إلى أن بعض مضادات الاكتئاب الأخرى وأدوية مثل الغابابنتين (نورونتين) المضاد للنوبات تكون فاعلة أيضاً للسيطرة على نوبات الحر.

توضح الدكتورة مانسون: {قد ترغبين في التحكم بنوبات الحر عبر أخذ العلاج الهرموني خلال بضع سنوات بعد انقطاع الطمث مباشرةً، ثم استعمال إحدى المقاربات الأخرى لاحقاً}.

اعتبارات أخرى

توصي مانسون بمحاولة تغيير أسلوب الحياة خلال الأشهر الثلاثة التي تلي بدء العوراض، على الأقل، قبل تجربة العلاج الهرموني. من خلال القيام بذلك، ستحصلين على فرصة تحديد العوامل التي تسبب نوبات الحر مثل القهوة أو الكحول أو المأكولات الحارة، وستتمكنين من تجربة بعض التغيرات السلوكية مثل ارتداء ملابس بطبقات متعددة، تخفيض جهاز تنظيم الحرارة، ممارسة الرياضة، واستعمال تقنيات تستهدف العقل والجسم مثل التأمل.

إذا كنت تفكرين باللجوء إلى العلاج الهرموني، قد تستفيدين من معرفة المعلومات الآتية:

• تحمل بعض أشكال الأستروجين مخاطر ضئيلة. ويمكن أن تساهم تحاميل الأستروجين (فاجيفام) والكريمات (إستراس، نيو إسترون) والحلقات (إسترينغ) في تخفيف جفاف المهبل. لا يتم امتصاصها في مجرى الدم بكميات كبيرة لتوزيعها في أنحاء الجسم. نتيجةً لذلك، تبقى آثارها محدودة على مجموع المخاطر.

• يتراجع خطر تخثر الدم بسبب رقع الأستروجين (ألورا، كليمارا، إستراديم، فيفال–دوت) ورقع الأستروجين والبروجستين (كليمارا برو، كومبيباتش) مقارنةً بالخطر الذي تطرحه الأقراص لأن الهرمونات لا تمرّ بالكبد.

• يجمع دواء حديث اسمه دوافي بين الأستروجين والبازدوكسيفين (منظِّم لمستقبلات الأستروجين الانتقائية) بدل البروجستين. يحمي البازدوكسيفين من سرطان بطانة الرحم ولا يعزز الانزعاج على مستوى الثدي أو يزيد كثافته في فحص الماموغرام.

• برز بعض الأدوات الجديدة لمساعدة المرأة على اتخاذ قرارها، وقد تطورت بناءً على أبحاث وتجارب مئات آلاف النساء طوال عقود.

هل العلاج الهرموني مناسب لك؟

إذا لم يكن لديك تاريخ في سرطان الثدي أو بطانة الرحم أو أمراض القلب أو الجلطة الدماغية أو تخثر الدم، فيمكن تقييم حجم المنافع المتوقعة من العلاج الهرموني عبر احتساب المعدل الذي يعكس خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (يمكن احتسابه على موقع health.harvard.edu/heartrisk). كذلك، يشمل تطبيقMenoPro  أداة لتقدير خطر إصابتك بأمراض القلب والأوعية الدموية خلال عشر سنوات.

back to top