«الفن ميدان» تؤكد: الشارع لنا... والأمن أعطانا الدليل

نشر في 22-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 22-05-2015 | 00:01
No Image Caption
• عادت رغم المطاردات الأمنية

رغم اتساع وتعدد وسائط الإبداع، فإنهم اختاروا الشارع مسرحاً لنشاطهم الفني والثقافي والالتقاء المباشر مع الجمهور. ولكن الشارع يحتاج إلى تصريح أمني خوفاً من تحول نشاط فرقة «الفن ميدان» إلى تظاهرة، والتصاريح الأمنية تلزمها موافقة وزارة الثقافة، والوزارة تريد موافقة الحكومة، والأخيرة تخاف من التظاهرات.
تحاصر التضييقات الأمنية مجموعة «الفن ميدان» التي انطلقت كمسرح متنقل في ميدان عابدين في مصر، أحد أشهر ميادين القاهرة على مدار الأربع سنوات الماضية. ويحاول أعضاؤها من عازفين وشعراء وفناني مسرح استعادة عملهم لإقامة حفلاتهم التي شكَّلت حالة إبداعية، توقفت لأكثر من ثمانية أشهر من وزارة الداخلية والأسباب «دواعي أمنية».

بدأت مجموعة «الفن ميدان» كواحدة من الفرق الإبداعية المستقلة غير التابعة لمؤسسات ثقافية رسمية، ويتحدث أحد مؤسسي المجموعة شاعر العامية زين العابدين فؤاد، قائلاً: «كان الفن ميدان مساحة استثنائية للإبداع، انطلقت مع بداية ثورة 25 يناير، وتواجه منذ نهاية العام الماضي معارك مع الجهات الأمنية للحصول على تصريح إقامة الاحتفال».

وطاردت إشاعات تقول بتمويل «الفن ميدان» من مؤسسات ثقافية مستقلة، وإن القيمين على المهرجان الذي كان يقام السبت الأول من كل شهر، تمولهم مؤسسات أجنبية تسعى إلى خلخلة الأمن العام في مصر، الأمر الذي نفاه زين العابدين، قائلاً: «المجموعة مستقلة، ولا تمولها مؤسسات ثقافية مستقلة أو رسمية».

وفي محاولات استمرت لأشهر، اجتمع وزير الثقافة المصري السابق جابر عصفور، مع أفراد المجموعة، ووعدهم بالتفاوض مع الجهات الأمنية للحصول على تصريح إقامة الاحتفال، وفعلاً واقفت وزارة الداخلية على استخراج تصريح بشرط أن ينتقل المسرح من ميدان عابدين إلى أحد الميادين بحي الدقي، بمحافظة الجيزة.

ويقول العابدين: {بدأنا بعدها التوجه إلى وزارة الداخلية للحصول على تصريح إقامة المسرح، ولكن رفضوا حتى اللحظة إعطاءنا ورقة رسمية تمكننا من استعادة الحراك الفني للمجموعة}. وتعتبر المجموعة أن قرار عودتها إلى العمل كفنانين مستقلين لا يرجع إلى وزارة الثقافة، بل له بعد أمني وسياسي مجهول بالنسبة إليها.

ويذكر الشاعر في حديثه، أن المشاكل بدأت تطارد {الفن ميدان}، بعد صعود أحد أبرز رموز ثورة 25 يناير، الطبيب المصري أحمد حرارة، على المسرح في يوليو 2014، وانتقاده النظام الحالي وسط ما يزيد على 5000 متفرج، وبعد الشهر التالي على الفور تصاعدت وتيرة الخلافات والتضييقات الأمنية على المجموعة، وفي أكتوبر من العام نفسه رفض الأمن إقامة أي فعاليات لـ{الفن ميدان} مجدداً.

 

طعم الثورة

 

يرجع الكاتب وأحد منظمي {الفن ميدان} طه عبد المنعم أسباب توقف فاعليات المهرجان إلى أنواع النشاطات الثقافية التي قدمها {الفن ميدان} على مدار الأربع سنوات الأخيرة مثل فنون مسرحية تعرض ما يسمى بـ {الكباريه السياسي}، ورسوم كاريكاتيرية لكبار الرسامين، وفرق غنائية مستقلة... كلها عروض تمتعت بطعم الثورة المصرية والانتقادات السياسية اللاذعة لحكم {الإخوان}، واستمرت لتعارض النظام الراهن من خلال تابوهات ثقافية وفنية مختلفة.

وانتقد طه تدخل الجهات الأمنية في إقامة مهرجان ثقافي بحجة حماية الأمن العام، قائلاً: { أوقفت الدولة بشكل متعمد عملاً ثقافياً كان يواظب على حضوره الالآف من المواطنين، الأمر الذي يعكس صعوبة العمل الثقافي في الشارع بشكل عام}.

كان لـ {الفن ميدان} الفضل في تقديم فرق عدة أبرزها {الأندر غراوند}، واستضافة فنانين عرب مثل ريم بنا، وغالية بن علي وغيرهما، بالإضافة إلى تقديم العديد من الأفلام التسجيلية والوثائقية عن الثورة، والتي كانت تشهد إقبالاً كبيراً من جماهير {الفن ميدان}.

لم يتوقف سعي أعضاء {الفن ميدان} في استمرار حفلاتهم رغم ما يواجهونه من تضييقات أمنية، لكنهم انطلقوا إلى محافظات غير القاهرة، حيث قدموا حفلة في فبراير الماضي بمحافظة أسيوط، وفي مارس بسوهاج، ويستعدون الشهر المقبل لتقديم حفلتهم في محافظة الإسكندرية بعيداً عن التشديدات الأمنية في العاصمة.

back to top