Saint Laurent... إخفاقات ومبالغات

نشر في 17-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 17-05-2015 | 00:01
{سان لوران} (Saint Laurent) فيلم يمتحن صبرك يمر مرور الكرام على سنوات مجد مصمم الملابس الفرنسي، يركز على السنوات الباهتة الأخيرة من عمره، ويخفق في نقل التفاصيل عن صدمته الكبرى.
يحظى مصمم الملابس الفرنسي إيف سان لوران بفيلم عن حياته يضاهي فيلم {غاندي} طولاً، فضلاً عن أنه غير مترابط وتكثر فيه اللمحات الفنية.

مع أن فيلم Saint Laurent يدوم ساعتين ونصف الساعة، إلا أنه المخرج بيرتران بونيلو يخفق في نقل كثير من المسائل المهمة، يتفادى منافسي لوران، بمن فيهم أندي ورهول (باستثناء بعض الرسالة المقروءة)، ويصب اهتمامه كله على مبالغات عملاق الموضة المبدع وإنما العاثر الحظ أحياناً، فضلاً عن حياته الجنسية.

ولكن مع أداء غاسبار يوليال الدور الرئيس، تجتمع لقطات الفيلم الكثيرة والفاشلة ومشاهده الانطباعية في صورة رمزية واحدة. بتجسيد شخصية سان لوران في ذروة الستينيات والسبعينيات، يبدو يوليال (Hannibal Rising) بالتميز والجمال عينهما كما الملابس التي ترتديها هذه الشخصية، حتى بزات السبعينيات البشعة. فيوليال، بطوله، نحوله، وبروز وجهه، يجسد تصاميم إيف سان لوران.

تختلط الأقمشة، التي تنسدل على الكتفين وتعانق الوركين وتطول برقة، بالألوان والأشكال في {جمال وأناقة} تمثلان سعي سان لوران طوال حياته. ويعرض لنا بونيلو على الأقل الملابس التي صنعت الأسطورة، معتمداً عادة على إعادة تصوير لعروض الموضة التي صنعت اسمه.

فقبل أن تبرز الأحرف YSL على عدد كبير من المنتجات إلى درجة أنها فقدت معناها، وقبل أن يضنيه نمط الحياة الصعب المليء بالمخدرات والمشروب، وقبل أن تتخطاه الموضة بحد ذاتها، كان إيف سان لوران سيد الموضة، وهذا ما يذكرنا به فيلم {سان لوران}. فيُظهر عمله على توسيع ماركته، وانتقاله من ملابس باهظة الثمن تملأ عروض الأزياء إلى الملابس العادية، العطور، وبيعه ماركته إلى شركة أميركية. اعتاد سان لوران، بتوجيه من شريكه في الحياة والعمل بيار بيرج (جيريمي رينيه) يبع منتجاته كافة بسرعة وسهولة، حتى إنه ضاهى كوكو شانيل ثراء.

ملهمات

نلتقي في الفيلم بـ{ملهمتيه}، العارضة الشقراء الممشوقة القامة بيتي كاترو (أيميلين فالاد)، التي دعاها توأمه، والمصممة الملهمة لولو دو لا فاليز (ليا سيدو).

لكننا نمضي وقتاً طويلاً في الاستماع إلى المحادثات في ملاهي تلك الأيام، ومشاهد الإسراف في الشرب، تناول الحبوب، والتدخين، التدخين، ثم التدخين. ولا بد من وضع تحذير بهذا الشأن على فيلم {سان لوران}.

نراقب بعد ذلك سان لوران وهو يهيم في الحياة ويدخل في علاقة حب مليئة بالمخدرات والحبوب مع عشيق كارل لاغيرفيلج، جاك دو باشر (لوي غاريل).

تبدو إخفاقات الفيلم في البداية ممتعة، حين ينزل سان لوران المتوتر في أحد فنادق باريس ويبيح بأسراره كافة لمراسل، أو هذا ما قيل لنا. لكن هذه {القصة} لم تُنشر مطلقاً أو تُروى، فضلاً عن أننا نحصل على لمحة عابرة فحسب عن أسابيع المأساوية عندما تحول المصمم الشاب إلى مجند في الجيش، وتعرض لاحقاً لعلاج بالأدوية والصدمات الكهربائية إثر ما أصابه من كآبة حادة.

لا يتناول الفيلم فترة تدربه تحت إشراف ديور، وهوسه بالكاتب مارسيل بروست، كما ذُكر مرات عدة من دون أي توضيحات.

يشبه {سان لوران} أحد الأفلام عن كرة السلة، إنما مع ملابس أنيقة. تكثر فيه اللقطات السريعة وتندر اللحظات الملهمة.

ولعل اختيار ترجمة باللون الأبيض لفيلم فرنسي عن مصمم اعتاد خياطوه، عارضاته، وشققه الاكتساء بالأبيض أكبر إخفاقات الفيلم في مجال التصميم والموضة.

back to top