Children of Giant... إرث عملاق في مارفا

نشر في 12-05-2015 | 00:02
آخر تحديث 12-05-2015 | 00:02
غزت هوليوود بلدة مارفا الصغيرة غرب تكساس قبل نحو 60 سنة لتصور فيلم Giant، بالاستناد إلى كتاب إدنا فربر الذي حقق أعلى المبيعات، وروت فيه 25 سنة من حياة مالك مزرعة ماشية قوي، وإرادته الصلبة، وزوجته العنيدة، وتحوله فجأة من مالك مزرعة إلى أكبر رجال النفط.
أخرج إنتاج {شركة وارنر بروس} الضخمة هذا جورج ستيفنز (A Place in the Sun) الحائز جائزة أوسكار، ومثل فيه روك هادسون وإليزابيث تايلر بدوري بيك وليسلي بينيديكت، فضلاً عن جيمس دين الذي مات بعد بضعة أشهر في حادث سير مروع، مؤدياً دور جيت رينك المتمرد.

نزل Giant إلى الصالات في خريف 1956 وحقق نجاحاً على شباك التذاكر، وحصد 10 ترشيحات لجوائز الأوسكار، فائزاً بأوسكار أفضل مخرج لستيفنز.

كان Giant أيضاً سابقاً لعصره: إنتاج كبير في هوليوود قدّم بطلة نسائية بشخص ليسلي وتجرأ على تسليط الضوء على تحيز عنصري وتمييز ضد المتحدرين من أصول لاتينية في بلدات غرب تكساس مثل مارفا.

يعود Children of Giant، وثائقي أطلق موسماً جديداً من سلسلة Voces من PBS في 17 أبريل، إلى مارفا، التي أصبحت اليوم مجتمعاً فنياً مزدهراً، ليكتشف كيفية إنتاج الفيلم وإرثه.

سابق لزمانه

يشمل Children of Giant، الذي كتبه وأخرجه هيكتور غالان، مقابلات مع ابن المخرج جورج ستيفنز الاين، صانع أفلام حائز بدوره جوائز أوسكار، الممثلين إيرل هوليمان وإلسا كارديناس، وعدد من السكان الذين يتذكرون الصيف حين أتت هوليوود إلى البلدة.

يشير غالان إلى أن Giant يبدو ملائماً اليوم مع احتلال الهجرة وسط المسرح في المناظرة السياسية الوطنية.

يذكر المخرج أن اهتمامه بإعداد وثائقي عن Giant ازداد فيما كان يجري أبحاثاً عن مدرسة بلاكويل في مارفا، حيث كان الأولاد المتحدرون من أصول مكسيكية يذهبون إليها قبل إزالة نظام الفصل العنصري هذا، وحيث أُرغم الطلاب على التكلم بالإنكليزية، حتى إن الكلمات الإسبانية كانت تُكتب على ورق وتُدفن في مقبرة مزيفة في حرم المدرسة.

يخبر غالان: {اضطر والدي إلى ارتياد مدرسة فصل مكسيكية في سان أنجيلو في غرب تكساس. كانت البلدات، الصغيرة منها والكبيرة، في الجنوب الغربي تضم مدارس فصل مكسيكية. وهذا ما جذبني إلى هذه القصة. بدأت أرى أوجه الشبه مع ما كان جورج ستيفنز يحاول نقله: سرد قصة الفصل العنصري. ففاجأني واقع أنه كان سابقاً لزمنه}.

صحيح أن مارفا كانت تعاني الفصل العنصري، إلا أن موقع تصوير الفيلم لم يكن كذلك. يقول غالان: {اعتاد الجميع الاختلاط}.

يذكر ستيفنز: {كل يوم، كان سكان البلدة يأتون}. ويضيف أن والده  قال {إن هذا سيعزز النوايا الحسنة في البلدة، كل مَن أتى لمشاهدة التصوير سيشكل أيضاً رسولاً عن هذا الفيلم}.

كانت الممثلة المكسيكية كارديناس التي أدت دور كنة آل بينيديكت المتحدرة من أصول لاتينية، خوانا، مراهقة عندما اختيرت لهذا الدور المهم. صحيح أنها حظيت بـ{تجربة ممتازة} خلال العمل على Giant، إلا أنها صُدمت عندما أتت إلى مارفا. في الوثائقي، تتذكر أن مرافقتها البيضاء سُئلت كيف يمكنها تحمل مشاطرة الغرفة مع فتاة مكسيكية.

تخبر في رسالة إلكترونية: {لم أشعر بهذا التمييز لأنني ظننت أنها مشاهد في الفيلم. ولكن عندما أدركت أن ما يحدث حقيقي، صُدمت، تفاجأت، وشعرت لاحقاً بالحزن والغضب}.

مشاهد قوية

يضم Giant مشاهد قوية تعالج مشكلة عدم المساواة العرقية، بما فيها خوض بيك قتالاً عندما يحاول مالك أحد المطاعم طرد عائلة لاتينية من مطعمه، فضلاً عن تباين واضح بين الاستقبال العارم الذي يلقاه صهر آل بينيديكت بوب (هوليمان) في محطة القطار لدى عودته إلى المنزل من الحرب العالمية الثانية واستقبال أنجيل أوبريغون الثاني (سال مينيو).

ترحب فرقة موسيقية وحشد مهلل ببوب، وفق ستيفنز، ومن ثم {ترى قصاصة صحيفة صغيرة عن أن أنجيل أوبريغون عائد إلى أرض الوطن اليوم، فتنتظر لتراه. ثم يتوقف القطار وترى تابوتاً ملفوفاً بالعلم الأميركي}.

يؤكد غالان أن أنجيل في الكتاب لم يمت، إلا أن المخرج ستيفنز بدل ذلك لينقل رسائل {أقوى بكثير لأنه أظهر تضحية أولئك الناس الذين تعرضوا للتمييز العنصري حتى في الموت بدفنهم في مكان منفصل}. ولا يزال شريط شائك يفصل مقبرة البيض عن مقبرة اللاتينيين في مارفا.

صحافي

كان رامون رنتيريا، صحافي في صحيفة El Paso Times، في السابعة من عمره عندما شارك بشكل عابر في Giant.

يقول رنتيريا: {ترعرعت في فالنتين، بلدة مزارع صغيرة تقع على بعد 56 كيلومتراً غرب مارفا. نصبوا واجهة قرية مكسيكية وراء المقبرة الكاثوليكية، أو ما كنا ندعوه في فالنتين المقبرة المكسيكية. وزعوا منشورات ذكروا فيها أنهم يبحثون عن صبية صغار ويُفضل أن يملكوا كلباً. فلبى بعضنا الدعوة. كان صيفاً مميزاً بالنسبة إلينا}.

وُضع رنتيريا وعدد من الصبية في مواقع محددة في موقع التصوير خلال مشهد يصل فيه دين وتايلور في سيارة جيب إلى منزل أوبريغون.

يضيف رنتيريا: {طلبوا من بعضنا نزع قميصنا. كتبت لاحقاً مقالاً ذكرت فيه أنهم أرادوا على ما أظن أن نبدو مكسيكيين بحق. لو علمت أن التمثيل سهل إلى هذا الحد، لأصبحت ممثلاً على الأرجح لا صحافياً}.

back to top