اللاجئون السوريون... نورٌ يرتحل

نشر في 29-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 29-04-2015 | 00:01
تحوَّل فـ{عندما يُغادر الناس مدنهم مرغمين، لا يخلّفون وراءهم بيوتاً، وصداقات، ولُعَباً، وأعزّ ما يملكون فحسب، بل يفقدون جلدهم وتتساقط أطرافهم وتذهب في البعيد ذكرياتهم. يتحوّلون إلى خطوط من نور}... هذا ما كتبه مهندس الإضاءة علاء ميناوي في تعريفه لتجهيزه الضوئي {نورٌ يرتحل...».
يعرض ميناوي تجهيزه في وسط بيروت (بركة سمير قصير)- لبنان، في 4 مايو المقبل.
حكايات يرويها المهجرون، لا تسعها بلاد ويعجز الزمان عن أن يحتويها. تحت كل خيمة قصة، وفي كل بيت {جديد} عائلة تركت وطناً، منزلاً وطاولة طعام وسريراً وحقيبة مدرسية... لم تنس أحباء وأصدقاء تذكَّرهم الموت فخطفهم. هي حكاية اللاجئين السوريين، بل حكاية  الهجرة.

 ربما يحق لمهندس الإضاءة علاء ميناوي أن يقول حول عمله التجهيزي {نورٌ يرتحل...} {ذهبت {أبعد من ذاتي...}، والأخير تجهيز ضوئي له عرض في مهرجان أمستردام للضوء عام 2013.

يقدم الفنان تحية للاجئين عموماً حول العالم، وللسوريين منهم خصوصاً. يصبح هؤلاء مع الوقت شعاعاً من نور يرسم ملامح الإنسان الذي كانوه، فيسافر هذا النور ليسطع ويروي حكاية الهجرة. ومن باستطاعته أن يروي حكاية الهجرة غير المهجَّر نفسه؟ فميناوي لاجئ أيضاً، ولد في لبنان لأب لاجئ كذلك. حصل على شهادة بكالوريوس في فنون الإعلام من الجامعة اللبنانية الأميركية، وانطلق منذ عام 2010 بتجارب في الضوء كان نتيجتها عرض موسيقي وضوء بعنوان {بيانو في وسادتي} مع فلاديمير كوروميليان.

قصة عائلة

يحكي ميناوي في {نورٌ يرتحل...}، عبر ستة مجسّمات من مصابيح النيون، قصة عائلة سورية مهجرة، مكونة من أم وأبّ وجدّ وعمّة وأولاد. راحت تمشي وتمشي وهي ما زالت تمضي سنوات عمرها في ترحال.

جاء عمل ميناوي الأخير {نورٌ يرتحل...} بعد لقائه عدداً كبيراً من العائلات السورية التي لجأت إلى لبنان حيث الحدود مفتوحة مع سورية. كذلك عمل مع لاجئين من العراق والسودان. لم يتوان عن سماع قصة مهما كانت بسيطة حول الهجرة بالقسوة والصعاب التي تحملها، والأحلام التي تقتلها. رأى، كما قال، أن وهجاً يحيط باللاجئ أو المهجر حتى يصبح التعرّف إلى ظرفه الإنساني واضحاً تماماً، وإذ ننظر إليه ندرك سريعاً أنه {لاجئ».

اشتغل ميناوي على نحو 300 عرض في العالم العربي، مصمم إضاءة ومخرجاً تقنياً وممثلاً. وتعاون مع عدد من الفنانين المحترفين، أبرزهم روبرت ولسن وجواد الأسدي وأندري بارتينيف ورفيق علي أحمد وهبة القواس وناجي صوراتي وعمر راجح ولينا أبيض وغيرهم... كذلك شارك في عدد من ورشات العمل في لبنان وحول العالم، وفي عدد من المهرجانات في الكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والولايات المتحدة. حاز شهادة تدريب في تصميم الإضاءة من الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن RADA.

«نورٌ يرتحل...}

التجهيز الذي يقدمه {مهرجان ربيع بيروت}، برعاية سفارة هولندا في لبنان و{مؤسسة سمير قصير}، شارك في الدورة الثالثة من {مهرجان أمستردام للضوء} في 29 نوفمبر 2014 والذي استمر حتى 6 يناير 2015. وعرض العمل الفني للمرة الأولى ضمن 30 عرضاً ضوئياً، اختيرت من بين ما يقارب 360 فكرة قدّمها فنانون من العالم.

back to top