الأسد يخسر «معسكر القرميد» بإدلب و«النصرة» تغنم دبابات

نشر في 28-04-2015 | 00:03
آخر تحديث 28-04-2015 | 00:03
No Image Caption
● «الفتح» يحاصر معسكر المسطومة
● فصائل حلب تتوحد
● الشكوك تحيط بخطة أوباما لتدريب المعارضة
بعد معارك دامية بدأت بعملية انتحارية وختمت باثنتين، خسر الأسد معسكر القرميد، واحدة من أهم قلاعه وأكبر نقاط تمركز لقواته في إدلب.

تلقى الرئيس السوري بشار الأسد ضربة موجعة جديدة مع سيطرة جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المنضوية تحت لواء «جيش الفتح» فجر أمس على واحدة من أبرز القواعد العسكرية المتبقية لنظامه في محافظة إدلب (شمال)، بعد يومين من سيطرتها على مدينة جسر الشغور الإستراتيجية، وعشرات الحواجز في منطقة سهل الغاب.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي وثّق خلال الساعات الـ24 الماضية مقتل 73 بينهم 19 طفلاً و11 امرأة، من جراء الحملة الانتقامية للنظام في إدلب، فإن «معسكر القرميد سقط بأيدي مقاتلي المعارضة، وانسحب النظام منه، تاركا خلفه تجهيزات عسكرية ثقيلة بينها دبابات».

وأوضح المرصد أن الاشتباكات احتدمت أمس الأول بين مقاتلي «جيش الفتح»، المكون من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وعدد من الكتائب الإسلامية، وقوات النظام «بعد تفجير مقاتلين اثنين من جيش الفتح نفسيهما بعربتين مفخختين في محيط المعسكر، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها».

وقبل أن يتم إعلان تحرير المعسكر بشكل كامل، شهدت المعارك الطاحنة تحرير حواجز الكازية والمداجن ومعمل القرميد والبيوت، ليحكم بذلك «جيش الفتح» حصاره حول معسكر المسطومة الكبير الذي يشهد معارك عنيفة منذ أسابيع.

فشل وغنائم

وبينما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة تخوض معارك عنيفة في محيط معمل القرميد، وتمكنت من قتل وإصابة أعداد كبيرة من الإرهابيين»، أكد المرصد «فشل قوات النظام في الاحتفاظ بالمعسكر على الرغم من قصفها العنيف لمواقع مقاتلي النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة». ونشرت «النصرة» عبر حساباتها الرسمية على موقعي «فيسبوك» و»تويتر» صورا عدة ومقاطع فيديو تظهر الدبابات والمدافع التي استولت عليها داخل المعسكر، وأرفقتها بتعليق ورد فيه «جبهة النصرة من داخل معسكر القرميد: غنائم المجاهدين».

وتظهر صور أخرى جثث عدد من عناصر قوات النظام ممددة على الأرض داخل المعسكر بلباسهم العسكري، وإلى جانبهم أسلحتهم وخوذهم.

تقدّم وتراجع

وجاء تقدم تحالف «النصرة» في معسكر القرميد، الذي يعد من أكثر قلاع النظام إجراما وأقواها تحصينا في المنطقة الشمالية، بعد سيطرتها السبت على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية بالكامل، وبعد تمام الشهر من سيطرة التحالف ذاته على مدينة إدلب، مركز المحافظة في 28 مارس.

وبات وجود النظام في محافظة إدلب يقتصر اليوم على مدينة أريحا (على بعد حوالي 25 كيلومترا من جسر الشغور) ومعسكر المسطومة القريب منها، إضافة الى مطار أبو الظهور العسكري وعدد من البلدات.

عمليات حلب

وفي حلب، أفادت شبكة «شام» الإخبارية، أمس، بأن فصائل المعارضة انخرطت في تشكيل واحد، وأعلنوا ميلاد غرفة عمليات «فتح حلب»، مشيرة إلى أن التحالف الجديد وجّه نداء إلى بقية الفصائل المقاتلة من أجل الانضمام إليهم، للسيطرة على ما تبقى من الأحياء والبلدات في المدينة.

وفي ريف حلب الشمالي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش «الحر» وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على محور مارع - تل مالد.

واقتربت ساعة انطلاق إشارة البداية لتولي الولايات المتحدة تدريب مئات من مقاتلي المعارضة السورية من أجل محاربة "داعش" دون أن يعرف هؤلاء المقاتلون ما إذا كانت واشنطن ستهب لنجدتهم في ساحة القتال أو كيف سيحدث ذلك إذا اقتضى الأمر.

وتتركز الخطة الأميركية، التي تعد اختباراً رئيسياً لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما الهادفة إلى إشراك شركاء محليين في مقاتلة المتطرفين، على تدريب وتسليح قوة يتوقع أن يتجاوز قوامها في نهاية الأمر 15 ألف مقاتل على أن يبدأ تنفيذ الخطة في الأسابيع المقبلة.

تدريب المعارضة

وبعد عشرة أشهر، بدأ مسؤولو الإدارة الأميركية بالفعل تقليص التوقعات لما ستسفر عنه الخطة، بل ويقول بعض قادة المعارضة إن هذه القوة تمثل مجازفة بإحداث انقسامات في صفوف السوريين، ولا يمكن أن يُكتب لها النجاح دون استهداف القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.

 وقال مسؤولون أميركيون كبار، إن أوباما لم يقرر بعد إلى أي مدى ستدعم واشنطن هذه القوة عسكرياً، وما هي الظروف التي يقدم بمقتضاها هذا الدعم. ويمثل هذا الالتزام في حد ذاته مجازفة بالتورط الذي سعى أوباما منذ فترة طويلة لتفاديه في سورية.

ويقول مسؤولون عسكريون أميركيون كبار، إن حماية القوات ستكون أمرا أساسيا لجذب مجندين جدد وضمان نجاح البرنامج.

وتشير التقارير الى أن عدة مئات من العسكريين من الولايات المتحدة وبلدان التحالف يستعدون لبدء التدريب الذي سينطلق أولا في مواقع بالأردن وتركيا، ثم ينتقل فيما بعد إلى السعودية وقطر. وستغطي الدورات التدريبية كل شيء من قواعد الحرب إلى مهارات استخدام الأسلحة الصغيرة، وكان من المتوقع أن تبدأ في مارس الماضي.

وتعكس هذه الخطوة أولويات رئيس يرفض التورط في صراع آخر في الشرق الأوسط، لكنه يحتاج إلى قوة برية يستكمل بها الضربات الجوية الأميركية التي تستهدف "داعش" في سورية.

وتوضح وثائق لإدارة الرئيس أوباما اطلعت عليها "رويترز" أن جانبا من الاستراتيجية يتمثل في الضغط على الأسد من خلال مواصلة تعزيز مكانة المعارضة وزيادة المساحات التي تخضع لسيطرتها. لكن الوثائق تعترف بأن أثر قوة المعارضة المدربة تدريبا أميركياً سيكون على الأرجح متواضعا على الأقل في البداية.

وفي مارس الماضي، كتبت وزارة الخارجية للسناتور جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ رسالة تقول فيها "حتى إذا نظرنا إلى الأمر نظرة كلية فإن المساعدات الحكومية الاميركية للمعارضة المسلحة المعتدلة لن تكون حاسمة في هزيمة قوات النظام". وتقول الرسالة: "كذلك لن يجبر المقاتلون الذين يتلقون هذه المساعدات بمفردهم الأسد على تغيير حساباته فيما يتعلق بمحاولة التشبث بالسلطة".

ولم يعلن أوباما حتى الآن ما إذا كانت أفعاله ستتجاوز إعادة تزويد القوة الوكيلة بالسلاح أو بالمال وحمايتها بالمقاتلات الأميركية إذا اشتبكت مع قوات الأسد. وقالت وزارة الدفاع (البنتاغون) إن حوالي 143 مليون دولار من مبلغ 500 مليون دولار المخصص هذا العام للقوة الوكيلة أنفق على السلاح والذخيرة والمعدات وغيرها، مشيرة في تقرير إلى الكونغرس إلى أن مهمة التدريب قد يتسع نطاقها هذا العام بشكل كبير غير أن عدد الأفراد من العسكريين الأميركيين الذين سيشاركون في تنفيذها "أقل من ألف". وأوضحت وزارة الدفاع أن هدف البرنامج هو تدريب ما يصل إلى 5400 مجند سنوياً، مشيرة إلى أن أكثر من 3000 مرشح سوري تطوعوا لدخول برنامج التدريب والتجهيز وكلهم في مراحل مختلفة من عملية الفحص والتدقيق.

لهذه الأسباب بدأت نهاية الأسد

قال السفير الأميركي السابق في سورية، روبرت فورد، في مقال نشره على موقع معهد الشرق الأوسط، إن نهاية نظام الرئيس بشار الأسد بدأت، معتمدا على مؤشرات عدة أبرزها:

* خسائر النظام الفادحة في محافظتي إدلب (شمال) ودرعا (جنوب).

* هشاشة جبهات حلب لصعوبة خطوط الإمداد.

* صراعات داخل النظام بإقالة رفيق شحادة، وفرار حافظ مخلوف ومقتل منذر الأسد ورستم غزالة.

* التذمر الكبير في صفوف أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد مع مقتل عشرات الآلاف من العلويين.

* فشل حملات النظام في التجنيد الإجباري في اللاذقية والسويداء.

* فشل محاولات النظام في استمالة دروز سورية.

* الميليشيات الشيعية العراقية تم استدعاؤها للعراق لمواجهة «داعش» هناك.

(دمشق، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top