{البرامج الكوميدية}... مضامين سطحية ونمط مملّ

نشر في 28-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-04-2015 | 00:01
استنساخ أعمى أم {فقر في الخيال}؟

{البرامج الساخرة... نسخ مكررة وأفكار مقلدة على مستويي الشكل والمضمون}، حقيقة تأكدت أخيراً عبر تجارب تحاول استنساخ نجاحات برنامج {البرنامج}، الذي قدمه الإعلامي باسم يوسف.
يوضح المذيع ومقدم البرامج أكرم حسني أن مدرسة {البرامج الساخرة} تكون سبباً لاتهام المنتمين إليها بـ {التكرار}، مشيراً إلى أن الأمر يتوقف على المنفذين الذي  يقررون ما إذا كانوا سيقدمون الجديد، أم يكتفون بأن يكونوا امتداداً غير ناجح لبرامج أخرى، نافيا أن يكون برنامجه تكراراً لتجربة باسم يوسف، يضيف: {ظهرت قبل أن يظهر يوسف وحققت نجاحاً، وتوقفت عامين لأنني لم أجد أفكارا جديدة أقدمها}.

يتابع: {نجتهد كثيرا لتجنب الوقوع في فخ {التكرار}، ونسعى، بشكل منهجي، لتقديم برنامج مختلف من خلال زيادة فقرات معينة، وتقديم إسكتشات متنوعة، والتركيز على معالجات مختلفة}، مشيرا إلى أن {الفشل} الذي يلاحق  من يقلد تجارب سابقة يعود إلى أن الجمهور ينتظر من الجديد المادة والمضمون نفسيهما  اللذين كان يقدمهما السابقون، {وهو {مستحيل}، لأن العناصر البشرية مختلفة، وبينها تباينات حتى لو كان {القالب أو النمط} الذي تخرج فيه البرامج موحداً وقائماً على أسلوب بعينه}.

ينصح بـ {التواصل الاستباقي} مع الجمهور الذي يجنب التكرار الحرفي لتجارب سابقة، {بإمكان المتابعين على صفحات الـ {فايسبوك} و{تويتر} أن يعبروا لصناع البرامج عما يريدون أن يشاهدوه بالطريقة التي يرغبون فيها، ويكونون مصدر إلهام لكثير من الأفكار والمقترحات، شخصيا استفدت من {التواصل} مع الجمهور الذي يبدي إعجابه بأي جديد يضاف إلى البرنامج، أو عدم ترحيبه في حالات أخرى}.

شهرة باسم يوسف

تؤكد الناقدة خيرية البشلاوي أن النجاح الذي حققه باسم يوسف واستطاع من خلاله أن يصبح أحد أشهر الإعلاميين في الوطن العربي، من الأسباب التي تدفع الآخرين إلى محاولة {استنساخ} البرنامج.

تضيف: {الفشل الذي يلاحق من حاولوا تكرار ما يقدمه باسم يوسف، بداية من برنامج {خليها علينا}، مروراً بآخر أجزاء {ربع مشكل} وصولا إلى برنامج {عرض كبير} و{أبلة فاهيتا}، هو نتيجة انعدام  خصوصية تلك التجارب، كونها قائمة على محاولات {استثمار} لأفكار قديمة، واعتمادها على نجاحات الآخرين، ما يؤدي في النهاية إلى فشل مؤكد}.

تتابع: {على القيمين على الإنتاج الإعلامي ابتكار مزيد من الوجبات الإعلامية التي تقدم إلى المشاهد، الذي مل بدوره تقليد كل ما هو ناجح، معتبراً أن حالة باسم يوسف {جزء من كل} يسارع إلى إعادة تدوير أفكار وبرامج لاستغلال نجاحها، وأبلغ دليل على ذلك {المسابقات الغنائية} التي سبقتنا إليها مجتمعات أوروبية وأميركية، فقلدناها واستهلكناها بمزيد من النسخ}.

ترى أن الأمر لا يقف عند حدود {التقليد والتكرار}، بل له انعكاسات على العقلية العربية التي تشاهد وتسمع وتتأثر بالمضمون الذي يتم تقليده،  ما يؤدي إلى استحداث شريحة من المتابعين عاجزة عن تلقي أفكار جديدة تعبر عنها، {فعدم تطور القيمين على صناعة البرامج يلاقي صدى مباشراً  في عقلية الجمهور}.

جفاف الخيال

يعزو صفوت العالم، أستاذ بكلية الإعلام -جامعة القاهرة، التقليد المستمر لأي برامج يجمع عليها الجمهور إلى  {جفاف الخيال}، الذي  أصاب العقول العربية في شتى المجالات وضمنها الإعلامية.

يضيف:  {كي تنفي عن نفسها تهمة {التكرار} تلجأ النسخ الجديدة من البرامج إلى أساليب تزيد الأمور سوءا، فأحدها كثف الإيحاءات الجنسية سعياً وراء النجاح السريع، كما وقع آخرون في فخ {الافتعال} في النكات أو المفارقات الساخرة، ظناً منهم أنها طريقهم إلى الانتشار على الساحة، ليكونوا في النهاية {نسخاً مشوهة} لأصل واحد من الأفكار}.

بدل  القيام بمزيد من البرامج المصطنعة يطالب العالم بإيجاد حلول لتنويع ما يتم تقديمه إلى المشاهد، وبدل التفرغ للرد على الانتقادات ونفي شبهات التكرار، يجب السعي بجدية لصنع شخصية حقيقية للبرامج التي تعرض راهناً، لافتاً إلى أن  برنامج {سيد أبو حفيظة} استطاع تحقيق هذه المعادلة، فقد أثبتت المتابعات التلفزيونية والإعجابات الافتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه برنامج ناجح، يتضمن فقرات ومضامين وأسلوباً مغايراً  عن باقي البرامج الساخرة}.

يحذر من أن التقليد الأعمى  سيؤدي إلى عواقب سلبية على الأطراف كافة، لأنه سيصيب أولا المتلقي بـ {السطحية}  ويؤدي إلى غياب الإبداع والتأثير في الوعي على المدى الطويل، {الدليل أن برنامجاً واحداً ناجحاً وقادراً على تقديم الجديد بمهارة، استطاع أن يكون جزءاً رئيساً في إسقاط نظام سياسي والنيل من السلطة، كما فعل باسم يوسف في عهد {الإخوان}، أما التكرار فلا بد من أن يصيب المحطات الفضائية وطاقم العمل فيها بالإحباط والفشل في حال هجرها المشاهدون، ومؤكد أن مزيداً من التكرار  سيزيد من حدة {العزوف} عن المضامين الإعلامية المكررة}.

back to top