القبارصة الأتراك ينتخبون مصطفى اكينجي رئيساً

نشر في 27-04-2015 | 11:40
آخر تحديث 27-04-2015 | 11:40
No Image Caption
انتخب القبارصة الأتراك الأحد مرشح يسار الوسط مصطفى اكينجي "رئيساً لجمهورية شمال قبرص التركية"، الكيان الذي لا تعترف به سوى أنقرة، ومهمته الأساسية استئناف محادثات السلام مع القبارصة اليونانيين بعد أكثر من 40 عاماً على انقسام الجزيرة.

واكينجي (67 عاماً)، السياسي المخضرم شغل سابقاً منصب رئيس بلدية للشطر الذي تحتله تركيا من نيقوسيا، وهو أحد أكبر الداعمين للمصالحة مع الحكومة القبرصية اليونانية المعترف بها دولياً منذ انقسام الجزيرة في 1974، وحاز اكينجي على 60,5 في المئة من الأصوات ليفوز على "الرئيس" المنتهية ولايته درويش ايروغلو في الدورة الثانية من الانتخابات.

وقال اكينجي إثر اعلان النتائج "عندما يحين وقت التغيير ما من قوة يمكنها الوقوف في وجهه".

وتجمع المئات من أنصار اكينجي في إحدى ساحات الشطر الشمالي من نيقوسيا، آخر عاصمة لا تزال مقسمة في أوروبا، للاحتفال بفوز مرشحهم.

ووصلت نسبة المشاركة إلى 64,12 في المئة، وفق مفوضية الانتخابات، من أصل 176 ألف ناخب مسجل، إلا أنها تبقى أقل من نسبة انتخابات العام 2010 التي بلغت 75 في المئة.

وحيا رئيس جمهورية قبرص نيكوس اناستاسيادس، الذي تنحصر سلطته بالقسم الجنوبي من الجزيرة، على موقع تويتر فوز اكينجي، وقال انه خيار "واعد من أجل تطوير وطننا المشترك".

ولاحقاً تحادث اناستاسيادس واكينجي هاتفياً وأكدا على "رغبتهما في إعادة توحيد حقيقية" للجزيرة المتوسطية، بحسب ما أعلن الرئيس القبرصي في تغريدة ثانية.

ومن المفترض أن يلتقي الرجلان في وقت قريب لمناسبة استئناف محادثات السلام المفترض عقدها في مايو.

والمهمة الرئيسية لـ "رئيس جمهورية شمال قبرص التركية" هي قيادة المفاوضات الرامية لإعادة توحيد الجزيرة إضافة إلى إدارة الشؤون الداخلية في الشطر الشمالي كونه المسؤول عن الحكومة.

وشهد حكم ايروغلو انسحابين من طاولة المفاوضات، الأول في العام 2012 حين قاطع القبارصة الأتراك الحوار رداً على تسلم قبرص رئاسة الاتحاد الأوروبي، والثاني في العام 2014 عندما انسحب القبارصة اليونانيون رداً على ارسال تركيا لسفينة مسح جيوفيزيائي إلى مياههم الاقليمية.

وانقسمت الجزيرة إلى شطرين منذ الاجتياح التركي في العام 1974 للشمال رداً على انقلاب قام به قوميون يهدفون إلى الحاق قبرص باليونان.

وتساهم أنقرة في ثلث ميزانية "جمهورية شمال قبرص التركية" التي أعلنت في العام 1983 وهي تمول غالبية مشاريع البنية التحتية.

وأعرب ناخبون عن رغبتهم في أن يتوصل "الرئيس" المقبل إلى حل ينهي عزلة شمال قبرص.

ولذلك سيكون على اكينجي، المعروف بتعاونه مع نظيره القبرصي اليوناني حين كان رئيساً لبلدية نيقوسيا، أن يعمل لاحراز تقدم في محادثات السلام مع الطرف القبرصي اليوناني من دون اثارة حفيظة الأتراك.

ويتمنى كثيرون أن يتوصل اكينجي إلى حل بعد 40 عاماً من الجهود غير المثمرة خاصة أنه كان من مؤيدي التعاون بين شطري الجزيرة طوال 14 عاماً، فترة رئاسته لبلدية شمال نيقوسيا.

ولم تحرز محادثات السلام منذ سنوات عدة أي تقدم في النقاط الأساسية وهي تقسيم السلطة ومصير الأراضي المتنازع عليها فضلاً عن الحدود.

ومساء الأحد، اتصل مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ايسبن بارت آيدي هاتفيا باكينجي و"رحب بالتزامه استئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن".

وكان الناخبون تقاطروا إلى مراكز الاقتراع في نيقوسيا في ساعة مبكرة الأحد، وقال ارمان آنيك (38 عاماً) "من أجل مستقبلنا ومستقبل أبنائنا من المهم التصويت"، وأضاف "اننا ندخل فترة حاسمة ومن الضروري اسناد المهمة للشخص المناسب".

وبعد ادلائه بصوته في مدرسة ابتدائية في نيقوسيا، قال اكينجي للصحافيين أن "تطورات غير مرغوب فيها" حصلت في الفترة التي سبقت يوم الاقتراع.

أما أوساط ايروغلو (77 عاماً) فاتهمت اكينجي بالسعي لإزالة علم عملاق منقوش على سفح جبل يطل على نيقوسيا.

وقال منظمو الانتخابات انهم يحققون في تقارير عن اختفاء 50 ورقة اقتراع من مركز في فاماغوستا الواقعة شرقاً.

وأعربت كل من تركيا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن الأمل في أن يتوصل القبارصة اليونانيون والأتراك هذا العام إلى اتفاق على إعادة توحيد الجزيرة.

back to top