المسكنات الأفيونية: تناول القوي منها عند الحاجة

نشر في 27-04-2015 | 00:02
آخر تحديث 27-04-2015 | 00:02
مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية خيار جيد للآلام والأوجاع العادية. ولكن للألم الحاد الكامن الذي يعوق الحياة اليومية، تحتاج إلى دواء أقوى. في هذه الحالات، ينتهي المطاف بك إلى تناول أدوية تُدعى أفيونيات وتعوق مستقبلات الألم في الدماغ. ومن الأدوية الأفيونية الأكثر شهرة الأوكسيكودون (OxyContin وPercocet) والهيدروكودون (Vicodin).
إدمان المسكنات الأفيونية يحولها إلى مشكلة اجتماعية خطية، لا داعي لأن نخشى التعود على هذه الأدوية، ما دمنا نتناولها بطريقة صحيحة. يوضح الدكتور جيمس راثميل، خبير متخصص في الألم وبروفسور تخدير في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: {من الضروري ألا نستخدم هذه الأدوية إلا إذا كانت الحل الفاعل الوحيد. وعندما نلجأ إليها، ينبغي أن نصفها لأقصر فترة ممكنة}.

الأفيونيات للألم الحاد

تشكل الأفيونيات أداة مناسبة للتحكّم في الألم الحاد، نوع الألم الذي تشعر به بعد الإصابة أو الجراحة أو خلال نوبة حادة من ألم الظهر أو العنق. في هذه الحالات، يمكن للأفيونيات أن تسكن الألم إلى أن تشفى.

تقضي القاعدة العامة المتبعة أن تستخدم الأفيونيات من أيام إلى أسابيع لتنتقل بعد ذلك إلى خيارات أخرى. يستطيع كثيرون (لا الجميع) الانتقال بعد ذلك إلى الأسيتامينوفين (Tylenol) أو علاج مضاد للالتهاب غير ستيرويدي، مثل الإيبوبروفين (Advil وMortin) أو النابروكسين (Aleve).

الأفيونيات للألم المزمن

تكمن مشكلة استخدام الأفيونيات للألم المزمن في أن الجسم يطور تحملاً لهذه الأدوية. وبعد فترة من الراحة العميقة عندما تبدأ بتناول الأفيونيات، يتراجع تأثيرها المسكن للألم. وفي غضون أشهر، ينتهي بك المطاف إلى تناول جرعات أكبر لتحافظ على المستوى عينه من التحكم في الألم.

لكن الجرعات الكبيرة تزيد المخاطر. على سبيل المثال، قد تسبب الأفيونيات حالات حادة من الإمساك، فضلاً عن التخدير والإعاقة الفكرية. كذلك يزيد الاستمرار في تناول الأفيونيات خطر الإدمان.

يذكر الدكتور راثميل: «لا يشكل هذا حلاً جيداً طويل الأمد. لا يعود ذلك إلى أنه ليس فاعلاً اليوم أو غداً. ولكن ماذا تفعل عندما تتراجع فاعلية هذا العلاج بعد شهر؟ يكون رد الفعل الطبيعي أن تزيد الجرعة. ولكن أين نتوقف؟ هل نتوقف عندما تغفو فوق طبق الحساء كل ليلة على العشاء؟ هل نتوقف عندما تسقط وتكسر وركك؟».

في بعض الحالات، يبدو الاستمرار في تناول الأفيونيات منطقياً، مثل الألم المزمن الناتج عن حالات السرطان. يقول الدكتور راثميل: «في حالة المرض التقدمي المصحوب بألم يزداد شدة، يحتاج المريض إلى تناول الأفيونيات فترات طويلة».

ولكن في بعض حالات الألم المزمن، لا تكون الأفيونيات عالية الفاعلية. ومن الأمثلة على ذلك الصداع المزمن. صحيح أن الأفيونيات قد تعطيك بعض الراحة، ولكن مع زوال تأثير الدواء، قد يسبب نوبة متجددة من الصداع لا تقل ألماً.

على نحو مماثل، لا يتفاعل الألم الناتج عن عصب مصاب أو مضغوط بشكل جيد مع العلاج الأفيوني. ومن الأمثلة الشائعة على ذلك عرق النسا، حين يمتد الألم الناتج عن تضرر أحد أقراص العمود الفقري إلى أسفل الساقين.

بدائل الأفيونيات

لتتفادى الوقوع في شرك الأفيونيات، من الأفضل أن تتحكم في الألم بوسائل أخرى. أولاً، سيعمد طبيبك إلى وقفك تدريجاً عن تناول الأفيونيات. يشير الدكتور راثميل: {إن كنت تتناولها لأكثر من بضعة أسابيع، فلا مفر من أن تعاني أعراض الانقطاع إن توقفت عن تناول الأفيونيات فجأة. قد تعاني تسارع نبض القلب أو تشعر برعشة وتوتر، إلا أنها لا تكون حادةً عموماً. ولكن مع التوقف عن تناول هذه الأدوية تدريجاً، من الممكن تفادي هذه الأعارض بالكامل}.

أما إذا كان الألم مرتبطاً بعصب مصاب أو مستثار (ألم الاعتلال العصبي)، فلا يُعتبر الأسيتامينوفين ومضادات الالتهابات غير الستيرويدية فاعلة في جرعات يستطيع معظم الناس تحملها. في هذه الحالة، قد تجني بعض الفائدة من أدوية طُورت أساساً لمعالجة الكآبة والنوبات. أما في حالة الألم العصبي المزمن المرتبط بحالات الظهر، فقد ينصحك الطبيب بحقن التخدير في المنطقة المؤلمة، مع أن هذا قد يكون حلاً مؤقتاً.

استشر اختصاصياً

إذاً، ما العمل إن كنت تعاني ألماً مزمناً وبدأت تبلغ حدود الأفيونيات القصوى؟ يجيب الدكتور راثميل: {إن لم تحصل على أي فائدة من مقاربات أخرى وكنت تعاني ألماً معتدلاً إلى حاد، فقد يكون من الأفضل أن تستشير اختصاصياً في الألم}. يكون اختصاصيو الألم عادةً أطباء تخدير متمرنين يملكون خبرات خاصة في الاستخدام الآمن للأفيونيات والاستعانة بخيارات أخرى لضبط الألم الطويل الأمد.

قد لا تحتاج إلى حبة واحدة، بل إلى مجموعة من الأدوات. بالإضافة إلى الأدوية، من الممكن للاستشارات النفسية المتخصصة والعلاجات المكملة والبديلة، مثل الوخز بالإبر والتأمل، أن تساعد على التكيف مع الألم المزمن.

back to top