مسلسل الحرائق متى ينتهي؟!

نشر في 25-04-2015
آخر تحديث 25-04-2015 | 00:01
 ماجد بورمية نسمع عن حرائق هائلة في أماكن متعددة يذهب ضحيتها الكثير من البشر، ونحن في هذا المقام نقدر ونشيد بدور رجال الإطفاء لأن هؤﻻء الرجال يضحون بأرواحهم من أجلنا، ولكن لماذا تكثر الحرائق في الكويت بهذا الشكل الزائد على الحد؟ وأين احتياطات واشتراطات الأمن والسلامة في كل المنشآت العامة والخاصة؟

فالحريق الذي شب في مركز نظم المعلومات منذ مدة أشعل قلوبنا كمواطنين، لأنه أشعرنا كمواطنين وكمراقبين بالمرارة، فكيف لماس كهربائي أن يشل حركة البلد بهذا الشكل؟ وهل وصل الاستهتار إلى هذا الحد؟ وهل من المنطقي ألا تكون هناك احتياطات ونظم لمنع الحرائق في الأجهزة الحكومية الحساسة؟!

والمشكلة أن الحكومة التي تتحمل مسؤولية هذا الحريق لم تخرج علينا وتعتذر للمواطنين، لأنها عطلت مصالحهم في المنافذ، وأعتقد أن مثل هذه الكارثة لو حدث في دولة أخرى لأدى هذا الأمر إلى استقالة الحكومة؟ فهل الحكومة لا تدري أن مثل هذه الكوارث يمكن أن يستغلها ضعاف النفوس من اللصوص والمجرمين، ليفلتوا من البلاد خلسة في ظل ربكة الازدحام في المطار وغيره من المنافذ الأخرى؟

ولا نعلم لماذا تعامل نواب السلطة التشريعية مع الأمر وكأنه من الأحوال العادية أو كأنه سحابة صيف وعدّت؟ لماذا هذا الصمت يا نوابنا الأفاضل وهذه "الطبطبة والحنية" الزائدة على الحكومة التي تتعاظم كوارثها؟ ففي شهر فبراير الماضي حدثت كارثة الانقطاع الكامل عن الكهرباء في الكويت، وبالأمس القريب شب الحريق في مركز نظم المعلومات، ونسأل الله ألا تحدث أي كوارث أخرى.

 والسؤال الذي يتكرر في أذهاننا: هل نواب السلطة التشريعية يخشون على مصالحهم المتبادلة مع الحكومة إلى هذا القدر؟ وكل ما نخشاه أن يكرس هذا المجلس كل أعماله في "الطبطبة" على الجراح ولملمة الكوارث دون مساءلة، ونقولها صراحة من لا يستطع أن يتحمل المسؤولية فعليه أن يتحلى بروح المسؤولية ويعطي هذا المنصب الذي يشغله لمن يستحق.

 عموماً نأمل أن نستفيد من هذه الأخطاء تجنباً لمنع حدوثها؛ لأن مرارة المواطن لا تتحمل أكثر من ذلك، وفي اﻻتجاه الآخر يحب أن تكون هناك مراكز موازية للأجهزة الحساسة في الدولة للاستعانة بها في حال حدوث أي كوارث غير متوقعة.

 أخيراً نقول إنه لو اجتمعت كل جهود الإطفاء فإنها لن تبرد على المواطنين ما يرونه من أخطاء متكررة في حقهم، ولهذا نأمل ألا تتكرر تلك الأخطاء مرة أخرى رحمة بالمواطنين.

back to top