التجربة الأولى لتنظيم المخيمات... مشكلات بلدية بالجملة

نشر في 25-04-2015 | 00:03
آخر تحديث 25-04-2015 | 00:03
إجماع على وجوب الاستفادة من الثغرات التنظيمية والتنفيذية لتلافيها في المواسم المقبلة
لم توفق بلدية الكويت في تجربتها الأولى بتطبيق قرار تنظيم المخيمات الربيعية خلال فترة التخييم المسموح بها، نتيجة العشوائية التي شهدتها أفرع بلديات المحافظات المعنية، ولاسيما أثناء مرحلة استخراج رخص التخييم، إضافة إلى سلبيات فترة التخييم بمواقع المخيمات.

.انتهى موسم مخيمات الربيع، وشكلت التجربة الأولى لموسم التخييم وفق القرار التنظيمي الجديد مناسبة لتقييم هذه التجربة ومعرفة ما لها وما عليها، والنجاحات التي حققتها أو الاخفاقات التي رافقتها، بهدف تصويب التعامل مع الثغرات في المواسم المقبلة.

وفي مواكبة لتلك النتائج، التقت "الجريدة" عددا من أعضاء المجلس البلدي وأصحاب تلك المخيمات للتعرف على مدى نجاح آلية التنظيم التي أقرتها بلدية الكويت اعتبارا من الموسم الحالي، حيث أكدوا تأييدهم قرار التنظيم وتذمرهم من آلية الإجراءات التي وصفوها بالعشوائية وعدم توفيرها المتطلبات التي يجب توفيرها نظير رسوم الترخيص.

قلة رواج

وأكد عضو المجلس البلدي، رئيس لجنة محافظة الفروانية، نايف السور، أن موسم المخيمات هذا العام - وبعد فرض رسوم على التخييم - لم يلاق رواجا واسعا بين المواطنين، ولاسيما بطء الإجراءات الذي صاحب هذا الموسم من جهة البلدية، وقلة الإمكانات من قبل العاملين في البلدية والمشرفين على الإدارات المختصة.

وبيّن السور أن موسم التخييم لم يعد كما عهده المواطنون، بعد فرض رسوم وقلة المخيمات بعد فرضها، وملاحقة البلدية للمخالفين لشروط التخييم، مؤكدا أن بعض الخدمات التي من المفترض أن توفرها البلدية هذا العام للمخيمات لم تكن على قدر جيد، وصاحبها تذمر من أصحاب المخيمات.

وأوضح أن هناك بعض المواقع البرية المخصصة للتخييم، والتي أقرتها البلدية وقام أصحاب المخيمات بترخيص مخيماتهم فيها، وفوجئوا بقلة الإمكانات لدى البلدية، وانتشار القمامة والقاذورات لأسابيع دون رفعها، ما حدا ببعض أصحاب المخيمات إلى حرق مخلفات مخيماتهم في أماكن قريبة من مخيماتهم.

وتمنى السور أن تستعد البلدية لموسم التخييم القادم خير استعداد بتوفير الطاقات البشرية والعمالة والأدوات والآليات الخاصة بالبلدية كي تكون هناك خدمات مقابل المبالغ المالية التي يدفعها أصحاب المخيمات، مطالبا بأن تستعين البلدية بشركات خاصة بالنظافة ذات خبرة متكاملة وطواقم كاملة لمواجهة موسم التخييم القادم.

سلبيات التنظيم

 من جهته، أوضح عضو المجلس البلدي رئيس لجنة محافظة حولي، يوسف الغريّب، أن إنجاز البلدية لهذا الموسم الخاص بالتخييم كان السماح بإقامة الخيام أمام المنازل، متمنيا أن تستمر هذه الاستثناءات خلال الأعوام القادمة، وخصوصا أن هناك بعض الفئات مثل كبار السن والمعاقين لا يقدرون على الذهاب للمناطق البرية لحاجتهم بخدمات تقدم لهم بالقرب من منازلهم.

وأضاف أن جهاز البلدية لم يوفق بشكل تام بتنظيم عملية التخييم هذا العام، بسبب بعض السلبيات التي شابت العمل في هذا الموسم للتخييم، متمنيا أن تتلاشى هذه السلبيات خلال الأعوام القادمة بتوفير الخدمات والإمكانات المطلوبة لجمهور المخيمين في المناطق البرية.

وزاد الغريب أنه من المفترض أن تكون البلدية مستعدة لهذا الموسم استعدادا تاما غير مخل بإمكانات البلدية، مبينا أن بعض أصحاب المخيمات اشتكوا من قلة إمكانات البلدية هذا العام.

وتمنى أن يتم توفير ما يحتاج إليه أصحاب المخيمات من الخدمات البلدية بشكل صحيح دون نقصان، ولاسيما أن اصحاب المخيمات قاموا بترخيصها مقابل مبالغ مالية فرضت هذا العام.

وتساءل عن جاهزية البلدية لاسترجاع المبالغ المالية المأخوذة من المواطنين مقابل موسم التخييم، وهي عبارة عن مبلغ تأمين، مشددا على ألا تكون هناك أي مشكلات تُذكر بين الطرفين.

 تخبّط

من جانبه، قال سعود الظفيري (صاحب أحد المخيمات الربيعية بمنطقة الصبية) إن موسم التخييم لهذا العام صاحبه العديد من المشكلات مع البلدية، بدءاً من استخراج التراخيص الى عدم وجود آليات وعمالة لرفع المخلفات حتى محاربة البلدية للمخيمات المقامة من دون ترخيص، موضحا أن هناك تخبطا وعدم وجود رؤية واضحة للبلدية في تسيير الأمور في ما يتعلق بموسم التخييم هذا العام.

 وبيّن أن هناك مشكلات ستواجهها البلدية في استرداد مبالغ التأمين لأصحاب المخيمات ومراجعات اصحابها للبلدية والمماطلة في إخراج المفتشين على المخيمات للتأكد من التزام أصحابها بالقوانين الموضوعة لذلك، مشيرا الى أن هناك بعض أصحاب المخيمات أزالوا مخيماتهم وراجعوا البلدية، التي مازالت تماطلهم لما بعد موسم التخييم.

 وأوضح أن البلدية غير قادرة على تدارك الكم الهائل من المخيمات، من حيث إرجاع الكفالات المالية لأصحابها، ما سيولد انفجارا لدى المواطنين الذين سيتذمرون من الدورة المستندية حتى إرجاع أموالهم المقدرة بـ300 دينار لكل منهم.

تدارك سلبيات

 من ناحيته، أكد فهد علي أن هناك مشكلات مازالت قائمة في مخيمات هذا العام ولم تتداركها البلدية، مثل إقامة مخيمات في مناطق برية بعيدة لا تقع تحت أعين مفتشي البلدية، بينما هناك مخيمات تمت إزالتها فورا، وهي تقع في مناطق برية قريبة لا تستغرق وقتا طويلا للوصول إليها، وإزالتها فورا.

 وبيّن أن هناك أيضا مخيمات مرخصة ومخالفة مثل إقامة ليال حمراء فيها، وبعضها مطاعم ومقاه لم تصل إليها يد قانون البلدية، وتركت على ما هي عليه لنهاية الموسم، مؤكدا أنه لابد من أن ترافق البلدية أجهزة أمنية لمثل هذه المخيمات المشبوهة وإزالتها على الفور.

 وتمنى أن تتدارك البلدية هذه السلبيات الأعوام القادمة، وألا تقف كما هي الحال لهذا العام من هذه المخالفات الصارخة مثل تأجير المخيمات، مشددا على أهمية أن تراجع تلك السلبيات ومعالجتها وتداركها خلال الأعوام القادمة كالسابق.

وأوضح عبدالله الرشيدي أن وضع تنظيم المخيمات الربيعية الذي شهدناه لهذا العام لم يختلف كثيرا عما كان عليه بالسابق، لكونه لم يحظ بتوفير الخدمات التي أشار اليها البلدية قبيل بدء موسم التخييم، إلا أنه كان منظما قليلا عن السابق، حيث إن وضع المخيمات الربيعية للعوائل كانت تتسم بالراحة، وذلك لاستبعاد المخيمات الشبابية.

وأضاف أنه بعد الانتهاء من التخييم راجعت فرع المحافظة، وبيّن لي الإخوان آلية استرجاع التأمين وكانت المشكلة التي نعانيها هي في مراجعة البلدية الرئيسية، متسائلا: لما لا تكون المراجعة في المحافظات التابعين لها، بدلا من عناء الذهاب لمراجعة البلدية الرئيسية في العاصمة؟

تجهيز المواقع

 وقال عبدالهادي السهلي إنه بالنسبة للترخيص فنحن نؤيد تطبيق قانون الترخيص، فمن الطبيعي أن أي تفعيل لآلية جديدة لابد أن تكون في بدايتها الملاحظات، ولاسيما أن الموسم الحالي هو الموسم الأول لتفعيل قرار تنظيم المخيمات، مشيرا الى أن الملاحظات التي يراها طفيفة ولا تستدعي تسليط الضوء عليها، أما مسألة تنظيم وتنظيف وتجهيز المواقع قبل بدء موسم التخييم، فهذا مطلب رئيسي لتكون المواقع جاهزة، فعلى الرغم من وجود بعض الملاحظات الطفيفة، فإنه لا يمنع من أن يكون هناك تطوير لنظام التخييم.

وتوقع أن يبدأ نجاح التطبيق الفعلي دون أن تكون هناك أي ملاحظات في الموسم الثالث من تفعيله، داعيا البلدية الى ضرورة أن يكون هناك تخطيط للمواسم المقبلة افضل من تخطيط الموسم الحالي، وأن يكون هناك توفير لمراكز الخدمات التي تحتاج إليها مواقع التخييم كالمطافي والإسعاف ومراكز للبلدية ومراكز تسوق لتلبية احتياجات أصحاب المخيمات، كما يجب أن تتناسب مساحة المخيمات الربيعية للعوائل وعدد أفراد العوائل، فهناك عوائل كبيرة لا تكفيها مساحة الألف متر وتحتاج الى مساحات أكبر.

وأشار الى انه في كل وزارة حينما يكون هناك ضغط في العمل على الموظفين، فلابد من أن يتم تقدير القائمين على أداء تلك الأعمال نتيجة كثرة المراجعين، ولا بد من التعاون معهم لإنجاز تلك الأعمال، متمنيا ان تكون من الآليات الجديدة التي يجب اتباعها خلال المواسم المقبلة والعمل على تخصيص مراكز تابعة للمحافظات تقوم بأعمال استرجاع التأمين بدلا من توجه أصحاب المخيمات لبلدية الكويت الرئيسية في العاصمة، وتحميلهم مشقة العناء الى بلدية الكويت.

عشوائية الإجراءات

 ورأى عبدالرحمن المطيري أن برنامج الترخيص للمخيمات الربيعية الذي أعدته البلدية ممتاز جدا، مشيرا الى أن موقع مخيمه في منطقة كبد، ويوجد بموقع التخييم أصحاب الحلال الذين واجهنا بعض المشكلات معهم، وذلك بسبب عدم تهيئة المكان من قبل البلدية، كما اننا لم نجد أي حضور أو وجود لموظفي البلدية لموقع التخييم، كما لم نر البلدية أوفت بتوفير حاويات القمامة التي ادعت توفيرها، وكنا نتعامل مع نفاياتنا، كما كان في السابق من خلال الردم أو الحرق.

وقال: كانت البداية عشوائية في التسجيل لحجز المواقع، ونرى أن آلية استرجاع مبالغ التأمين لم تخل من العشوائية ايضا، موضحا انه من سكان الفردوس بالمنطقة الرابعة، وأقرب نقطة تخييم لي في كبد، ما دعاني إلى استخراج ترخيص المخيم من بلدية الأحمدي، واليوم منذ الساعة العاشرة صباحا وحتى الواحدة ظهرا وأنا أراجع البلدية الرئيسية لاسترجاع التأمين، ولم أنته من إجراءات تسلّم المبلغ، فتم إعطائي موعدا للمراجعة بعد 10 أيام لتسلّم الشيك بالمبلغ، فلماذا لا تكون هناك مراكز للبلدية بمواقع التخييم إن لم تكن في المحافظات التابعين لها، بدلا من تكبد هذا المشوار، وسط ما تشهده الطرق من ازدحامات مرورية؟!

«برستيج»

وقال عايد العنزي، وهو أحد أصحاب المخيمات الربيعية في منطقة المطلاع إن نظام ترخيص المخيمات الربيعية بشكل عام ممتاز، إلا أن آلية تطبيقه كانت سيئة جدا، سواء باستخراج الترخيص أو استرجاع التأمين، فتم استخراج الترخيص ودفع الرسوم بفوضوية وطريقة عشوائية، ولم تكن الآلية واضحة وتطبيقها سيئ، وكانت مجرد "برستيج" ودورة مستندية ومضيعة للوقت، ولم نر أي خدمات، وكان الوضع كما في السابق، ولم يختلف إلا بمراجعتنا للبلدية وهو الأمر المستجد علينا.  

وأضاف اننا حتى الآن في حال مراجعتنا لاسترداد التأمين نرى أنها غير منظمة، وبشكل عام فإن آلية تطبيق نظام الترخيص فكرة جيدة إن طبقت بطرق صحيحة وسليمة، ولا تكبد الراغب في الترخيص عناء كثرة المراجعات.

قالوا

موسم المخيمات لم يلق رواجاً بين المواطنين بعد فرض الرسوم

نايف السور

جهاز البلدية لم يوفق بشكل تام في تنظيم عملية التخييم هذا العام

يوسف الغريب

تخبط وعدم وجود رؤية واضحة للبلدية في تسيير الأمور

سعود الظفيري

مطلوب مواكبة أمنية للبلدية للقضاء على ظاهرة المخيمات المشبوهة  

فهد علي

التنظيم أفضل من السنوات الماضية والأزمة تكمن في استرجاع التأمين

عبدالله الرشيدي

توفير مراكز خدمات لمواقع التخييم كالإطفاء والإسعاف ومراكز التسوق

عبدالهادي السهلي

برنامج الترخيص للمخيمات الربيعية الذي أعدته البلدية ممتاز جداً

آلية التطبيق سيئة جداً واستخراج الترخيص ودفع الرسوم شابته الفوضى

عايد العنزي

back to top