تجارة رائجة

نشر في 21-04-2015
آخر تحديث 21-04-2015 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي تستمر دورة العنف والإرهاب، فالأطفال ذوو السنوات العشر الذين يعيشون الآن في مخيمات اللاجئين في خيام لا تكاد تقيهم حر الصيف أو برد الشتاء، وبالكاد يحصلون على قوت يومهم، سيغدون بعد سنوات قليلة من عمرهم إرهابيين بعد أن امتلأت صدورهم غلاً وحقداً على أوطانهم ومجتمعاتهم.

شهد عالمنا العربي في فترة الخمسينيات من القرن الماضي ثورات "مجيدة وخالدة"، أدت بالضرورة إلى تغيير الكثير من الأنظمة وبروز أنظمة جديدة، بشعارات براقة وقيادات جديدة، وخرجت الشعوب العربية تهتف من القلب "بالروح بالدم نفديك يا زعيم"، وقامت بتأليه قادتها، ورفعت الزعامات هاماتها وتلاشت الأوطان، وانتظرت الشعوب تحقيق آمالها وطموحاتها وبعض تلك الشعارات البراقة، لكن الأمل خاب وطال الانتظار، ومرت عقود من السنين والآمال تتحطم كالزجاج، وتتناثر على مساحة الوطن العربي الكبير الذي غدا أملاكاً خاصة للزعامات الجديدة.

واستمرت الأوضاع في التدهور والانحدار حتى وصلنا إلى سقوط لوحة الدومنو الأولى في تونس، وتوالى بعدها سقوط اللوحات، وتمزقت الأوطان، وانتشرت الأحقاد، وراجت التجارة بكل أصنافها: مخدرات، وسلاح، وأوطان، وتهريب، ووطنية، وغيرها، ولعل أخطر أنواع تلك التجارة الرائجة "تجارة الدين"، فتشرذم الدين الإسلامي إلى عشرات الملل والنحل والمذاهب والأفكار، وأصبح الكل يقتل الكل في سبيل الله، والحرص على دخول الجنة، والفوز بالحور العين، فالكل شهداء والكل يدافع عن الدين والوطن، يقتل، ويدمر، ويحرق البشر أحياء، ويشرد الأطفال ويسبي النساء.

 وتستمر دورة العنف والإرهاب، فهؤلاء الأطفال ذوو السنوات العشر الذين يعيشون الآن في مخيمات اللاجئين في خيام لا تكاد تقيهم حر الصيف أو برد الشتاء، وبالكاد يحصلون على قوت يومهم، سيغدون بعد سنوات قليلة من عمرهم إرهابيين بعد أن امتلأت صدورهم غلاً وحقداً على أوطانهم ومجتمعاتهم التي لم تنصفهم ممن ظلمهم، وأسكنهم تلك الخيام، وقتل أهلهم وسرق منهم وطنهم، وسنرى أرتالا منهم إذا لم نبادر من الآن بنزع فتيل تلك الأحقاد قبل أن تتحول إلى سيارات مفخخة أو أحزمة ناسفة أو عمليات انتحارية، وقيام مجاميع ومنظمات إرهابية مختلفة المشارب والمذاهب.

ندعو الله أن يحفظ أمتنيا العربية والإسلامية من شرور أنفسنا، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

 أبشري بطول سلامة يا إسرائيل

تناقلت وسائل الإعلام بكل أصنافها الأوضاع المأساوية التي يمر بها مخيم "اليرموك" في ضواحي دمشق، وكم شعرنا بالحزن والألم عندما أفادت الأنباء أن القتال يدور بين اثني عشر فصيلا فلسطينيا، يسعى كل منها إلى السيطرة على المخيم، إضافة إلى قوات النظام السوري بحجة أن هذه أرض سورية، أضف إلى ذلك وجود تنظيم مسلح يسعى إلى إقامة خلافة إسلامية "راشدة" في المنطقة، وقد أدى هذا القتال إلى محاصرة الآلاف من العائلات الفلسطينية، علما أن هناك "64" مخيما للاجئين الفلسطينيين في كل من سورية ولبنان والأردن.

 من ناحية متصلة فإن جمهورية إيران الإسلامية قد حملت راية تحرير القدس وفلسطين، وقامت بإنشاء "جيش القدس" الذي أضاع الطريق، فرأيناه يجوب شوارع بيروت ودمشق وبغداد، والآن صنعاء، فأبشري بطول سلامة يا إسرائيل.

back to top