الغانم: جئنا لنستمع إليكم لا لتستمعوا منا

نشر في 21-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-04-2015 | 00:01
أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن جلسة برلمان الطالب الثاني فرصة ليقول الطلبة كلمتهم الصادقة المقنعة المستندة الى المعرفة والعلم والبحث، والمدعومة بنوايا الإصلاح الحقيقية لنفاخر بهم الأمم والدول الأخرى.

وقال الغانم، في كلمته خلال افتتاح أعمال برلمان الطالب الثاني أمس: «إننا في جلسة برلمان الطالب جئنا لنستمع إليكم لا لتستمعوا منا، ونترك لكم حرية التعبير عن آرائكم ومشكلاتكم وهمومكم وتطلعاتكم».

وأضاف أن هذه الجلسة فرصة للاستماع الى آراء ومشكلات وهموم وتطلعات الطلبة، موضحا أن هذه الجلسة التي تحولت إلى عادة سنوية فرصة ليتسمع الناس من الطلبة إلى ما يتطلعون اليه. وأكد أن الجلسة فرصة لتجسيد قيم الحوار وتبادل الآراء والرقي بلغة الخطاب، والاعتماد على مفاهيم التداول الفكري والمحاججة، واستخدام لغة المنطق والعقل للإقناع، وليس لغة الصراخ والمخاشنة اللفظية والمبالغة والمزايدة.

وتساءل الغانم: «منذ متى كانت الغلظة والفظاظة وسيلة للإاقناع وتقريب الناس إليك»؟ مضيفا: يقول الله سبحانه في منزل تحكيمه «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك»، لافتا الى أن «وجود برلمان الطالب يبرهن على أن جيل الشباب مسلح بفضيلة التحاور الذي يفضي دائما، ولو بعد حين، الى تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر.

شخصية جيل

وبيّن الغانم أن لكل جيل شخصيته التي تميزه لغته وخطابه وتطلعاته وقيمه ومفاهيمه وطريقته في التفكير والتحرك، وكيف يتحدث ويعبّر عن نفسه، مضيفا أنه «لطالما كان معارضا لفكرة سمو جيل على جيل وأفضلية زمن على زمن، بل إنه محارب لما يتكرر كثيرا بأن الكبير دائما أكثر نضجا من الصغير، وأن الجيل الصاعد جيل غر وضائع ويحتاج الى وصاية دائمة». وقال: «كنا ومازلنا معارضين لتلك النظرية التقليدية، لسبب بسيط هو أننا كنا في يوم من الأيام في مثل عمركم، ونتذكر جيدا كيف كنا مسكونين بالتغيير والسخط وعدم الرضا، مدفوعين بغريزة الاكتشاف وشغف التطلع الى كل ما هو جديد».

مؤمنون بالقيم

وتابع: «كنا في مثل عمركم وكنا نضيق ذرعا بأبوية المؤسسات والكيانات القائمة، ونحس بأن الخطاب السائد لا يمثلنا بشكل كامل، ونريد أن نفرض لغتنا ومصطلحاتنا وأحلامنا، ولكن برغم كل هذا الضيق من الوصاية والأبوية، كنا - بفعل تربيتنا - مؤمنين بقيم الاحترام للكبير، للأب، للأسرة، للمعلم، وللمرشد، والمدرب، ولكل شخص يريد مساعدتنا وإرشادنا».

ولفت الغانم الى أنه عندما كان في مثل عمر الطلبة الآن كان يريد شيئا واحدا، وهو أن تترك له حرية أن يعبّر عن نفسه، وأن يجرب فيصيب أو يخطئ، وأن يتم الاستماع اليه، مؤكدا أنه في الوقت نفسه مؤمن «بأن هذا الحق لا يناقض واجبنا في احترام كبيرنا وتوقيره وتبجيله والوفاء له، أي بمعنى آخر كنا نريد ان نكون امتدادا مطورا لمن سبقنا لا نسخة كربونية». وأشار الى أنه يقول هذا الكلام «وكأني أرى أحد الطلبة جالسا على هذا المقعد في يوم ما ممثلا عن الشعب، ومشرعا له، ومدافعا عن مكتسباته ومصالحه».

back to top