بالعربي المشرمح: متميزون خلافاً للمنطق!

نشر في 18-04-2015
آخر تحديث 18-04-2015 | 00:01
 محمد الرويحل في بلدي تجد كل ما هو غريب وعجيب قد نتخيله أو لا نتخيله، منطقي ولا منطقي، فلا نستغرب حدثاً يمكن وقوعه أو لا يمكن، باختصار بلدي يشبه سوق عكاظ تجد فيه كل شيء، وتتناسل عجائب الدنيا على أرضه.

بلدي يسمى مجازاً بلد الديمقراطية والحريات، فيه برلمان وانتخابات، ولكن لا يمكنك ممارسة الديمقراطية كما تريد، أو كما هي في الدول الديمقراطية، بل تمارسها وفقاً لما يسمح لك بممارسته وحسب تفصيلهم، كما يمكنك أن تُمارس الحرية، ولكن ليست كما تراها أنت أو حسب مفهومها، فَلَو مارستها بخلاف ما يريدون فإنك تسير في طريق سيؤدي بك إلى السجن والمحاكمة.

بلدي بلد التنمية والاستثمار، حتى إنني أذكر في يوم ما قيل إنه سيكون المركز المالي والاقتصادي في المنطقة، أقول "قيل" والقول ليس كالفعل، فما من مشروع رسا إلا ظهرت منه روائح الفساد والتنفيع، ومع ذلك لا محاسبة ولا عقاب، وهو الأمر الذي يميزنا عن بقية دول العالم المتحضرة والمتخلفة، حيث يوجد لدينا الفساد وبشكل مخيف، لكن لا يوجد لدينا مفسدون.

بعض ساستنا لا يفهمون معنى السياسة ولا العمل الوطني، فخصومهم أعداء يجب القضاء عليهم؛ لذلك هم مختلفون عن بقية ساسة العالم؛ لأنهم يؤمنون بمبدأ الأنا ومن ورائي الطوفان، حتى إن كان على حساب الوطن والمواطنين، أما القانون فيعزف عليه من يمتلكه ليلحن أغانيه وفقاً لذوقه، ويجبر الآخرين على الرضوخ والاستماع لهذه الأغاني حتى إن لم تعجبه.

ومن الغرائب أيضاً أن المواطن يئن من الديون ونقص الخدمات، في حين تهاجر أمواله إلى شعوب أخرى تحت بند المساعدات، والأغرب من ذلك أنك لو طالبت بإسقاط الديون لخرجوا عليك بمصطلح العجز الاكتواري "اكتواري يعني إيه" يمكن تعني الكرم الحاتمي.

يعني بالعربي المشرمح:

لا يمكن أن تجد ما ستجده في بلدي، فكل شيء هنا عكس الطبيعة ومخالف للواقع والمنطق، ومع ذلك ثَم من يفسره بالتميز عن الآخرين أو يؤيده ويريد استمراره!

back to top