قالوها... فاقد الشيء لا يعطيه

نشر في 18-04-2015
آخر تحديث 18-04-2015 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب ‏‫إن المِنَح المقدمة للدول المتضررة والمنكوبة لها دلالة على إنسانية المانح، وحبه لرفع المعاناة عن الآخرين، خصوصاً إذا كان المتضرر عربياً أو مسلماً، فهنا المنح ورفع المعاناة يكونان في محلهما ويشكر من حرص على فعلهما، ونسأل له الأجر والمثوبة من الله.

ومن هذا المنطلق، وبهذه الروح العالية لرفع المعاناة عن الآخرين، وبالنظر إلى حجم المبالغ التي تعطى يميناً ويساراً، نرجو من تلك القلوب الرحيمة التي تسعى إلى خدمة الإنسانية ورفع المعاناة عن القاصي والداني، وإلى تلك الأيادي التي تغرف من المليارات وخيرات البلد عبر المشاريع والمناقصات... أن تلتفت إلى الداخل، وإلى المعاناة التي تعانيها مستشفيات الدولة ومستوصفاتها، فلقد وصل الحال المزري بها إلى عدم القدرة على تغيير "الشراشف" في اليوم إلا مرة واحدة أو مرتين، وفي حالات يأتي المريض مع مستلزمات الفراش من بيته نظراً إلى فقر المستشفى أو المستوصف.

هل وصل بنا الحال إلى أن يحضر المريض مستلزمات السرير من بيته ليضعها تحت تصرف المستشفى، وأين ميزانية الوزارة؟ هذه أمور مهمة جداً لعلاج المرضى، فكيف نسعى إلى علاج المرضى، ونحن لا نهيئ لهم البيئة الصالحة للعلاج والتشافي، لماذا نصرف الملايين على العلاج بالخارج لأشخاص يعلم الجميع أن منهم، بل أغلبهم يستغل "العلاج بالخارج" لسياحته الصيفية، فبدلاً من هذا الهدر اللا مبرر، لننفق تلك الأموال في إعادة تأهيل وتوسعة مستشفياتنا وإضافة مبانٍ جديدة إليها، طالما لن تكون هناك مستشفيات جديدة في الخطة المستقبلية للوزارة والدولة، لنوجه ذلك الهدر إلى توفير جميع المستلزمات والدعم اللوجستي الإداري والفني والطبي وحتى السريري.. "فعيال البلد أولى بخير البلد"، و"اللي يقول غير هذا الكلام ينقصّ لسانه" ويعتبر خائناً للدولة والشعب.

لسنا من أصحاب الشعارات، ولا نلتفت إليها، وعلى المسؤولين في وزارة الصحة وعلى رأسهم، سعادة الوزير استبدال أوراق الموافقة لطلبات العلاج بالخارج الباطلة بأوراق الموافقة على اعتماد وإصدار قرارات تُسعف المستشفيات والمستوصفات وتنقذها من الحالة المزرية التي تعيشها، وإلا انطبق عليكم المثل القائل "فاقد الشيء لا يعطيه"، ومادامت مبانيكم بحاجة إلى العلاج من الداخل والخارج، فكيف ستعالجون المرضى؟! وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top