نظرية جحا

نشر في 18-04-2015
آخر تحديث 18-04-2015 | 00:01
 ماجد بورمية الكويت ديرتنا التي تعيش في قلوبنا، وأعتقد أن كل مواطن يتمنى لوطنه الكويت كل الأماني والإنجازات والتقدم في مختلف المجالات حتى تعود إلى سابق عهدها درة الخليج، كلنا نتمنى ذلك وما هو أكثر منه لوطننا الحبيب، لكننا في الوقت نفسه نمقت التصريحات الوردية التي تجافي الواقع تماماً، والتي تنمّ عن عدم إدراك حقيقي لواقع البلاد ومستقبلها.

يصرح وزير سابق للإسكان، وهو على رأس المسؤولية، بأن "الأزمة الإسكانية ستحل في غضون خمس سنوات"، وكأنه بهذا التصريح يطلب من الحكومة ويرجوها أن يستمر في هذا المنصب خمس سنوات قادمة، والمشكلة أن المسؤول يعتقد أن الشعب سيصدق هذه التصريحات الواهمة جملة وتفصيلاً، ظاناً أن الشعب ساذج لا يدري، وكأنه لا يعلم أن شعبنا من أذكى الشعوب، ومن الصعب خداعه بتصريحات وردية.

ومؤخراً خرج علينا مسؤول، وقال إن "الكويت في غضون سنوات قليلة جداً ستصبح الكويت الجديدة"، ونسي هذا المسؤول تفشي البيروقراطية والروتين في مختلف الأجهزة الحكومية، حتى أصبحت الكويت بيئة طاردة لرؤوس الأموال المحلية والوطنية.

 وتلك التصريحات الوردية التي يطلقها بعض الوزراء والمسؤولين تذكرنا بنظرية جحا، عندما طلب منه الملك أن يعلّم حماره الكلام، فما كان من جحا إلا أن طلب من الملك مهلة ثلاثين عاماً، فجاء رجل إلى جحا خائفاً عليه، يقول له يا جحا ألم تعلم ماذا سيفعل بك الملك لو لم تعلّم حماره الكلام؟ فضحك جحا، وقال للرجل: بعد ثلاثين عاماً إما أن يموت الملك أو يموت الحمار أو أموت أنا.

إن نظرية جحا هذه تفشت في حكومتنا بصورة غير عادية؛ مما يؤكد فشل الكثير من المسؤولين والوزراء، ولا أدل على ذلك من أننا ومنذ اكتشاف الثروة النفطية في البلاد نسمع عن نغمة ضرورة العمل على تنويع مصادر الدخل في البلاد، ولأكثر من 70 عاماً لم تتخذ الدولة أي إجراءات لتنويعها، ومازال النفط يشكل العصب الرئيس للاقتصاد الوطني، ولهذا نقول للحكومة: لا نريد أن تعاملينا بمنطق نظرية "جحا"، ولا نريد أن تعاملينا بمنطق الوهم الساذج، فمن لا يقدر على العطاء والإنجاز فمن النزاهة والشرف والقوة أن يعتذر ويترك المجال لمن يستطيع.

back to top