هرمون يقلّد آثار الرياضة

اكتشف علماء من كلية ليونارد ديفيس المتخصصة بعلم الشيخوخة والتابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا هرموناً جديداً يحارب اكتساب الوزن الناجم عن حمية غربية وغنية بالدهون ويعيد عملية الأيض إلى وضعها الطبيعي، علماً أن هذه الآثار ترتبط في العادة بالرياضة.

الهرمونات هي جزيئات تؤدي دور إشارات يطلقها الجسم لإنتاج تفاعلات فيزيولوجية متنوعة. يستهدف الهرمون الذي تم اكتشافه حديثاً، واسمه {موتس - سي}، نسيج العضلات في المقام الأول، أي المنطقة التي تتجدد فيها الحساسية تجاه الأنسولين، ما يؤدي إلى التصدي لمشكلة مقاومة الأنسولين المرتبطة بالحمية والسن.

قال بنشاس كوهين، عميد كلية ديفيس والمشرف الرئيس على دراسة تمحورت حول ذلك البحث ونُشرت في مجلة {أيض الخلية} في 3 مارس: {يُعتبر هذا الاكتشاف تقدماً كبيراً للتوصل إلى علاجات جديدة للأمراض المرتبطة بالسن مثل السكري}.

لاختبار آثار هرمون {موتس – سي}، حقن فريق العلماء الهرمون في فئران تتبع حمية غنية بالدهون، وهي تسبب لها في العادة البدانة ومشكلة مقاومة الأنسولين. لم تنجح الحقن في قمع هذين الأثرين عند الفئران فحسب، بل إنها عكست مقاومة الأنسولين المرتبطة بالسن أيضاً، وهي حالة تسبق الإصابة بالسكري.

قال تشانغان لي، أستاذ مساعد في كلية ديفيس والمشرف الرئيس على الدراسة: {يسلط الاكتشاف الضوء على جانب جديد من المتقدرات باعتبارها تنظم عملية الأيض بكل فاعلية}.

يبدو هرمون {موتس – سي} فريداً من نوعه مقارنةً بالهرمونات الأخرى كونه مشفراً في الحمض النووي الخاص بالمتقدرات، أي {مخازن القوة} الخاصة بالخلايا التي تحول الغذاء إلى طاقة. تكون هرمونات أخرى مشفرة في الحمض النووي داخل النواة.

تعاون لي وكوهين مع زملاء لهما من كلية ديفيس، ومن كلية ديفيد غيفين الطبية في جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلس، ومن المعاهد الوطنية للصحة.

جميع التجارب التي حصلت على هرمون {موتس – سي} جرت حتى الآن على فئران المختبرات، لكن تكون الآليات الجزيئية التي تضمن تنشيطه لدى الفئران موجودة عند جميع الثدييات، بما في ذلك البشر. مُنحت الملكية الفكرية الخاصة بالهرمون إلى شركة متخصصة بالتكنولوجيا الحيوية، ويمكن أن تبدأ التجارب العيادية على البشر خلال السنوات الثلاث المقبلة بحسب قول كوهين.