Woman in Gold لا يستحق الجائزة الذهبية

نشر في 14-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 14-04-2015 | 00:01
يُعتبر Woman in Gold قصة جيدة سُردت بطريقة سيئة. يروي الفيلم قصة امرأة تسعى بكل جهدها إلى استعادة قطع فنية سرقها النازيون من عائلة يهودية، إلا أنه يحولها إلى قصة خالية من الحياة وحوار ضعيف.

لا شك في أن القاعدة الذهبية لكل كاتب سيناريو (في حالةWoman in Gold الممثل الذي تحول إلى كاتب ألكسي كاي) تبقى عدم إعطاء ممثلة بارعة حائزة جائزة أوسكار مثل هيلين ميرن نصاً تافهاً كهذا.

تقول شخصيتها، ماريا ألتمان، لمحامٍ شاب (ريان رينولدز): {هياً! تناول القليل من حلوى السترودل. أعددتها لك خصوصاً}.

نرى ميرن، {الملكة} الدائمة، مكبلة بصفحات من هذا النوع في حوار تشعر معه بأن كاتبه لم يستمع يوماً إلى ناس عاديين يتحدثون، بل اكتفى بمشاهدة أفلام قديمة مليئة بحوارات من العالم القديم وعبارات مستهلكة ولهجات غريبة.

مبالغة وملل

كانت ألتمان مالكة متجر ملابس في بيفرلي هيلز لجأت إلى القضاء، وخاضت صراعاً ضد الحكومة النمساوية والشعب النمساوي اللذين عاشا برخاء منكرين طوال نصف قرن تواطؤهما في الجرائم الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. يبالغ رينولدز في أدائه دور راندول شوينبيرغ، محامِ طري العود ويفتقر إلى خبرة من لوس أنجلس، وهو حفيد المؤلف الموسيقي اليهودي النمساوي الشهير أرنولد شوينبيرغ. أرسلها بعض معارف عائلتها إليه. وقد دفعه الإحساس بالحزن، الغضب، والمسؤولية إلى مقاضاة متحف في فيينا والنمسا بحد ذاتها بسبب خمس تحف مسروقة لغوستاف كليمنت النمساوي نفسه.

الأهم بين هذه القطع الفنية كانت صورة مزينة بأوراق من ذهب وتحمل اسم Woman in Gold (امرأة مرتدية اللون الذهبي). كانت هذه بالنسبة إلى ماريا عمتها أديل، امرأة عرفتها شخصياً ولوحة رأتها في منزل العائلة إلى أن صودرت ونُقلت إلى المتحف، أو بالأحرى سُرقت.

لم ينجح المخرج سايمون كورتيس في بث الحياة في الساعة الأولى من هذا النص، مع كل هذا الحوار الغريب عن {استعادة التحف الفنية} وتردد ماريا بشأن اضطرارها إلى العودة إلى {ذلك المكان} ومواجهة النمساويين المخادعين الذين يعتبرون أعمال كليمنت إرثهم الوطني. تُظهر لمحات من الماضي الغني والحياة الرغيدة التي عاشتها عائلتها ورعت أعمالاً فنية مماثلة، قبل أن تضم ألمانيا النمسا إلى أراضيها.

نشاهد بعد ذلك عملية الهروب المقلقة لماريا (تاتيانا ماسلاني) وزوجها من النمسا. تقول ماريا {بخلاف زوجة لوط، لم أنظر إلى الخلف}.

فيلم ثقيل

نتجاهل الحوار الممل عندما نشعر بالاستياء من النمساويين الذين راحوا يخفون الأدلة ويحاولون التلاعب {بلجان المراجعة} التي تولت معالجة هذه القضية، حتى إننا نغضب من ماريا التي تعبت على ما يبدو من النضال ومن راندول الذي يتساءل عما إذا كان قد تخلى عن مسيرته المهنية سدى.

في هذه المرحلة، يبدأ Woman in Gold، وإن متأخراً، بجذب انتباهنا. فنصب اهتمامنا كله على عملية {تحرير آخر أسرى الحرب العالمية الثانية} من حاضر يُسَر بتجاهل الماضي.

على غرار فيلم Monuments Men، الذي يدور حول موضوع مماثل، يبدو  Woman in Gold فيلماً ثقيلاً لأنه لا يركز على حياة الناس بقدر تركيزه على الأهم في القصة: التحف، التاريخ، والإرث.

إذاً، فقد Woman in Gold رونقه بسبب حواره الضعيف، منح شخصياته المثيرة للاهتمام أدواراً بسيطة تافهة (مثل الصحافي النمساوي الخيّر دانيال بروهل الذي يريدي محاسبة بلده)، وكثرة مشاهد المحاكمة التي تحتوي على شيء من الفكاهة، إلا أنها تقصر عن إضحاكنا. قد يكون هذا مقبولاً من الناحية التاريخية، لكن الذروة مخيبة جداً للآمال. لذلك لا يستحق Woman in Gold الجائزة الذهبية، بل البرونزية.

back to top