كيف يؤثر هرمون الغدة الدرقية على القلب؟

نشر في 11-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 11-04-2015 | 00:01
No Image Caption
تكون الغدة الدرقية بشكل فراشة وتقع في قاعدة الحلق وتنتج هرمونات تؤثر على كل عضو من الجسم، لا سيما القلب. قد تؤدي أي كمية ضئيلة أو مفرطة من هرمون الغدة الأساسي إلى مشاكل في القلب.
يؤثر هرمون الغدة الدرقية في قوة ضربات القلب وسرعتها، وعلى ضغط الدم ومستوى الكولسترول. نتيجةً لذلك، يمكن أن يسبب أي خلل في الغدة الدرقية مشاكل مثل أمراض القلب أو يمكن أن يزيد أمراض القلب المترسخة سوءاً.

نحو 6% من الناس في الولايات المتحدة مصابون بأمراض الغدة الدرقية، ويواجه معظمهم (80%) مشكلة قصور الغدة الدرقية. حين تتراجع مستويات هذه الغدة، تتباطأ أجهزة الجسم، ما ينتج مجموعة أعراض تشمل التعب واكتساب الوزن وعدم تحمّل البرد والإمساك وجفاف البشرة. لكن تكون هذه الأعراض شائعة جداً بين الناس مع التقدم في السن، حتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين يسجلون مستويات طبيعية من هرمونات الغدة الدرقية.

يقول الدكتور جيفري غاربر، اختصاصي غدد صماء في مركز ديكونيس الطبي التابع لجامعة هارفارد ومحرر تقرير هارفارد الصحي الخاص بأمراض الغدة الدرقية (على الرابط www.health.harvard.edu/TD): {يواجه أكثر من نصف الأشخاص الذين يحتفظون بوظيفة الغدة الطبيعية أعراض قصور الغدة الدرقية}. على صعيد آخر، يسجل بعض الأشخاص فوق عمر الستين مستويات منخفضة من هرمونات الغدة الدرقية، لكنهم لا يواجهون الأعراض التقليدية. لذا قد يكون رصد قصور الغدة الدرقية عملية شائكة. بعض العوامل يجعل الناس أكثر ميلاً إلى مواجهة مشاكل الغدة الدرقية.

الغدة والقلب

قد يؤثر قصور الغدة الدرقية في القلب ونظام الدورة الدموية على مستويات عدة. تبطئ هرمونات الغدة الدرقية غير الكافية معدل ضربات القلب. وبما أنها تجعل الشرايين أقل مرونة، يرتفع ضغط الدم كي يجري الدم في أنحاء الجسم. ارتفاع مستويات الكولسترول الذي يؤدي إلى تضيّق وتصلب الشرايين هو نتيجة محتملة أخرى لتراجع مستوى نشاط الغدة الدرقية.

ثمة مؤشر مهم آخر لا علاقة له بالقلب: الأوجاع العضلية. قد تكون الأخيرة مؤشراً على قصور الغدة الدرقية أو أثراً جانبياً لأدوية الستاتين التي تخفّض الكولسترول، أو ما يُعرف بالألم العضلي المرتبط بالستاتين. تشير الأبحاث إلى أن قصور الغدة الدرقية يكون أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين لا يتحملون أدوية الستاتين. يقول الدكتور غاربر: {يظن بعض الخبراء أن معالجة قصور الغدة الدرقية قد تسكّن أو تخفف الألم العضلي المرتبط بالستاتين}. لكنه يحذر من غياب الدراسات التي اختبرت هذه الفكرة.

فرط النشاط: فائض هرمونات

المشكلة المعاكسة، أي فرط نشاط الغدة الدرقية، هي أقل شيوعاً بكثير وهي تصيب أقل من 1% من الناس. لكنها قد تضر بالقلب أيضاً.

تشمل الأعراض التقليدية: الأرق، عدم تحمّل الحر، التعرق المفرط، فقدان الوزن، الجوع الشديد، الإسهال. بسبب فائض هرمونات الغدة الدرقية، يخفق القلب بقوة أكبر وبوتيرة أسرع وقد تصبح إيقاعات القلب غير طبيعية. يتعلق أحد الأعراض بحالة الرجفان الأذيني، أي عدم انتظام الإيقاع في حجرتَي القلب العلويتين. خفقان القلب مؤشر آخر يعكس إدراكاً مفاجئاً لإيقاع ضربات القلب. قد يواجه المصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية مشكلة ارتفاع ضغط الدم أيضاً. بالنسبة إلى الشخص المصاب بانسداد الشرايين وتصلّبها، قد تؤدي ضربات القلب القوية تزامناً مع ارتفاع ضغط الدم إلى ألم في الصدر أو الخناق.

الخضوع للاختبار

إذا كنت معرّضاً لأمراض القلب (أو كنت مصاباً بمرض قلبي أصلاً) وتواجه أعراض قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية، اطلب من مقدم الرعاية الأولية أو طبيب القلب أن يفكر بإخضاعك لاختبار وظيفة الغدة الدرقية. كل ما تحتاج إليه هو فحص دم بسيط. إذا أظهرت النتائج أن الغدة الدرقية لا تعمل بشكل طبيعي، قد يحسن العلاج مشاكلك المرتبطة بالقلب.

تؤثر العوامل التالية على احتمال إصابتك بمشكلة في الغدة الدرقية:

• التاريخ العائلي: يرتفع خطر الإصابة بقصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية لدى كل شخص لديه أقارب (أهل أو أشقاء) مصابون بمشكلة مماثلة.

• الجنس: يكون خطر إصابة المرأة بمشاكل في الغدة الدرقية أعلى من الرجل بخمس إلى ثماني مرات.

• العمر: يرتفع احتمال الإصابة بقصور الغدة الدرقية مع التقدم في السن، لا سيما بعد عمر الستين.

• العرق: يرتفع احتمال أن يصاب البيض بقصور الغدة الدرقية أكثر من الأميركيين من أصل إسباني أو من أصل إفريقي.

• التاريخ الصحي: يرتفع احتمال الإصابة بمشاكل في الغدة الدرقية لكل من لديه تاريخ شخصي أو عائلي في حالات معينة، بما في ذلك النوع الأول من السكري، ومرض أديسون، وفقر الدم الخبيث، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والشيب المبكر، وعلاجات الأشعة للرأس والعنق، والبهاق.

back to top