لا أحد يؤدي دور باتشينو مثل باتشينو في «داني كولنز»

نشر في 10-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 10-04-2015 | 00:01
قد يكون {داني كولنز} (Danny Collins) أكثر ما قد يقرّب آل باتشينو من أداء باتشينو الأسطورة على الشاشة الكبيرة.
يغني النجم ويرقص ويشعل حماسة الجمهور. إنه آل باتشينو الذي لا ينفك يزيد تألقاً فيلماً تلو آخر
ببشرته السمراء تحت شعره الطويل الأسود ولحيته الغريبة، تبختره بأسلوبه الإيطالي الأميركي، وسحره الأكبر من الحياة الذي يجذبك من دون جهد، نتعرف إلى باتشينو بعد أعماله الفكاهية، الذي قُدم إلى وسائل الإعلام والمشاهدين منذ Scent of a Woman. ولم يسبق له أن سعى ليعكس ذاته إلى هذا الحد.

لا بد من أن نثني على الممثل والمخرج دان فوغلمان لأنه وضع باتشينو الحقيقي في هذا {النوع من القصة الحقيقية... إلى حد ما}. يدور فيلم {داني كولنز} حول مغنٍّ وكاتب أغانٍ مشهور يظهر بأسلوب يذكّر بنايل دياموند: رجل يعيش طوال عقود على أمجاد أغانٍ ناجحة يرددها الجمهور المحتشد أمام المسرح نيابة عنه. وعلى غرار المغني الحقيقي الذي نراه في شارة النهاية، يطلع على رسالة وجهها له جون لينون في الماضي حين كان في بداية حياته المهنية. تحتوي هذه الرسالة على نصائح عن {الغنى} و{الشهرة} كانت ستفيده كثيراً... قبل 40 سنة.

خليط فكاهي

يقطع داني جولته، يتخلى عن {المراهقة المنتشية التي تلبس دوماً ثياباً فاضحة} (خطيبته التي تؤدي دورها كاتارينا كاس)، ويتوجه إلى جيرسي للتعرف إلى ابنه الذي لم يلتقه مطلقاً.

لا يريد هذا الابن، الذي يؤدي دوره بوبي كانافالي بغضب منهَك مستنفد أي علاقة بأبيه التي قطعها منذ زمن، شأنه في ذلك شأن زوجته الأكثر تعاطفاً بقليل (جنيفر غارنر، مميزة). أما ابنته المحبوبة (جيزيل أيزنبيرغ)، التي تعاني من فرط النشاط ونقص التركيز، فلا تشاطرهما الرأي.

يحاول داني استعمال سحره في تعامله مع موظفي فندق هلتون حيث ينزل، خصوصاً المديرة الوقورة (آنيت بينينغ في ابتسامة مصطنعة وسلوك يُظهر أن حيله لا تنطلي عليها). كذلك يشع من أجل {عائلته}. ويكثر من الشرب، حتى حينما يحاول التوقف عن تعاطي الممنوعات التي يضعها في قلادة مزينة حول عنقه يخفيها دوماً تحت الشال المتدلي فوق قميصه المفتوح.

تسير الأمور في {داني كولنز} كما هو مخطط لها، لذلك لم تشكل تحدياً يُذكر. لكنه يحمل فكرة ما، يحضنا على التفكير ملياً. يتناول هذا الفيلم بذل الجهد للقيام بأمر صعب ومن ثم التساؤل عما إذا كان السهل الذي تناسيناه طوال هذه السنين هو ما علينا العودة إليه.

فيلم لطيف

يضيف فوغلمان إلى موسيقى الفيلم أغاني جون لينون ويقنع كريستوفر بلامر بأداء دور مدير أعمال مسنّ ذكي وكاتم أسرار داني، وجوش بيك بدور البواب الذي يحلم بالشهرة. وفي هذا الفيلم الفكاهي والجاد عن عالم العروض المليء بالسيئات، يحرص على ألا يصدر الكلام البذيء إلا عن ذلك العميل القاسي و{أفضل كنة على الإطلاق».

وهكذا يكون هذا الفيلم لطيفاً مع تصنيف «للبالغين فقط» لا يسيء إلى حساسية الجمهور البالغ الذي يتوجه إليه. ولا شك في أن باتشينو بعينيه الجاحظتين وابتسامته الجميلة ينجح في شتى أوجهه، سواء خلال تقديم أهم أغاني داني على المسرح أو أداء حركات الرقص التي تشعل حماسة الجماهير. لكنه يبرع في العودة إلى القرن الماضي وإظهار هشاشة رجل يحصل في وقت متأخر على الأرجح على تأكيد من مثاله الأعلى كان من الممكن أن يبدل حياته.

back to top