لم أعد أحتمل شكلي!

نشر في 31-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-03-2015 | 00:01
No Image Caption
العقد ليست رد فعل موضوعياً على عيبٍ في شكلنا. لو كان الأمر كذلك، لكانت الجراحات التجميلية قد وضعت حداً لكثير منها. لا يمكن التخلص من العقدة الحقيقية بعد الجراحات، فثمة فارق بين عدم حب شكلنا الخارجي وبين المعاناة من عقدة حقيقية.

غالباً ما يكون سبب العقدة عيباً غير موجود. لهذا السبب، يصعب على الشخص العيش في المجتمع والتواصل والاندماج. من هنا تظهر العقد، والعكس غير صحيح. إذاً، غالباً ما تكون العقدة عارضاً مُطوَراً لتبرير هذه الصعوبة في الاندماج. جميعنا يعرف فتيات جميلات معقدات وأخريات قبيحات ولكن يحببن نفسهن ولديهن الكثير من الأصدقاء.

المراهقة أرض خصبة

المراهقة أرضٌ خصبة للعقد، لا سيما الجسدية منها. في هذا العمر، نحتاج إلى الطمأنة بشكلٍ مستمر حول صورتنا في عيون الآخرين. نقارن نفسنا بوالدينا ويصعب علينا تكوين شخصيتنا الخاصة.

مهما كان عمرنا، يكوِّن جسمنا صورة وقناعاً في الوقت عينه. هو واجهة تحمينا ولكن في الوقت عينه تعرضنا لنظرات الآخرين. المشكلة هي أن الصورة التي نتركها في خيالنا تختلف عن الصورة الحقيقية التي يكونها الآخرون عنا.

 تعاني سمر (39 عاماً) اضطراب التشوه الجسمي. في المراهقة اعتبرت نفسها ثمينة، وحافظت على هذه الصورة لنفسها. رغم الحميات الغذائية التي تسمح لها بارتداء مقاس صغير، ما زالت معقدة وتتخيل نفسها ترتدي مقاسات كبيرة. نتيجة لذلك، هي تكره جسدها وتعتبر نفسها قبيحة ويصعب عليها تطوير أي علاقة مع أي رجل. أما الآخرون، فيعتبرونها امرأة جميلة تتمتع بالأنوثة.

كيف نتكلم مع شخصٍ معقد؟

أولاً، لا نخفف من قيمة ألم الشخص المعقد. بتجاهل الألم، نترك المريض يتخبط وحده ويشعر بأنه وحيد وضعيف. علينا أيضاً ألا نركز على العقدة وكأنها عاهة. لا بد إذاً من تجنب الملاحظات الواصمة أو تعديل حقيقة الموضوع.

إذا اشتكى طفل من سمة مشتركة مع أحد والديه، يجب أن نسمح له بالكلام بلا خوف من أن يجرح أهله. إذا لم يستطع التحدث في المنزل عما يزعجه، سيظن أن المشكلة التي يعانيها عاهة حقيقية.

لكل عمرٍ عقده

جميعنا يعرف التالي: عند المراهقة، نخاف من التغيرات الجسدية الجارية، فتتحول إلى عقدٍ حقيقية وأمراضٍ غذائية. بسبب سرية هذه الأمراض، يصعب على الأهل ترصدها.

لحسن الحظ، لا تؤدي العقد النرجسية جميعها إلى أمراض غذائية. لكل عمرٍ عقده. في السادسة عشرة من العمر، نميل إلى رفض جسمنا بكامله. في العشرين من العمر، نركز على تفاصيل معينة. في الثلاثين، نعاني الوزن الزائد الناتج من الحمل. في الأربعين والخمسين، تظهر أول عقد مرتبطة بعلامات الشيخوخة: التجاعيد، ترهل البشرة، وغيرها. كيف يمكننا إذاً تقبل نفسنا إذا كنّا نعاني عقدة دائمة؟

حب النفس

يتعلَّق حب الجسد بحبنا نفسنا، روحاً وجسداً. يحتاج ذلك إلى عمل معمق يبدأ بالاسترخاء واليوغا وغيرهما من علاجات مساعدة. تنطلق العلاجات كافة من التنفس الجيد. إذا تشبثت العقدة فينا، لا يجب أن نتردد في استشارة طبيب نفسي. لمعالجة المرض النرجسي، يجب أن نكتشف أصله ومنبعه، وعلينا أحياناً العودة إلى طفولتنا.

نتابع بعد ذلك علاجاً طويلاً ومؤلماً أحياناً نعيد عبره الأمور إلى مكانها الطبيعي. من الأفضل أن ترافق هذا العلاج تمارين جسدية كالتدليك وتصريف المياه والرياضة الخفيفة كالسباحة واليوغا والممارسات الصينية. فالاهتمام بجسدنا شرط من شروط حبه. لا تهتم النساء اللواتي يعانين عقداً بمظهرهن غالباً. وفي حال وجود عيبٍ حقيقي، لا يُمنع الجوء إلى الجراحات التجميلية.

سبل تخطي عقدنا:

• تقبل النفس:

يجب أن نتحلى بالواقعية وبعد النظر. لم التصميم على التمتع بشكل عارضة أزياء إذا لم نكن نتحلى بالطول الكافي؟ لا تشترط السعادة طولاً فارعاً ولا النجاح حساباً مصرفياً كبيراً أو شكلاً فائق الجمال.

• التحليل:

يربط كثيرون مشاكلهم الحياتية بعيوبهم الجسدية. يجب التحلي بالقدرة على التحليل بوعي وواقعية.

• الحوار:

الطريقة الفضلى لتخطي مشكلة معينة هي التحاور مع شخصٍ نثق به، صديق أو قريب، يعطينا وجهة نظر مختلفة حول الموضوع. إذا كانت العقدة جسدية، يمكننا استشارة اختصاصي أو جراح تجميل صادق يساعدنا في فهم مدى مشكلتنا وحلها بالطريقة المناسبة.

• انتقاء الأصدقاء:

الأشخاص الأكثر تعقيداً هم أيضاً المحاطون بأسوأ أنواع الأصدقاء. لا تثقوا بأي شخصٍ ولا تمنحوا صداقتكم إلا لمن يستحقها. إذا أحطم نفسكم بأشخاصٍ يحبونكم سينظرون إليكم بمحبةٍ وتفهم، ما يؤثر إيجاباً على نظرتكم إلى نفسكم.

• تعلم حب الذات:

لن نحب الآخرين إذا لم نحب نفسنا. كونوا لينين مع أنفسكم وتعلموا فهمها وتقديرها. إذا كانت عقدكم جسدية، ابدؤوا بالاهتمام بجسدكم وتدليله. مارسوا الرياضة والعلاجات المساعدة على الاسترخاء. تأكدوا من أنكم تستأهلون ذلك كله.

• الثقة بالنفس:

توقفوا عن وضع أهداف خيالية نصب عينيكم. طوروا مهاراتكم، فتكونوا الأفضل في مجال معين: الرياضة أو الطهو أو الألعاب أو التجارة أو الفن. لا يهم. الهدف رسم صورة ناجحة عن نفسنا. كذلك علينا أن نستعيد ثقتنا بنفسنا وقدراتنا، والمجالات كافة متاحة أمامنا.

ثمة خطوات أخرى تساعدنا في إصلاح علاقتنا بجسدنا: الاهتمام بالنفس، التحلي بالواقعية وإحاطة نفسنا بأشخاصٍ يستحقون صداقتنا ويحبونا، تسليط الضوء على نقاط القوة لدينا. أخيراً، لا يجب أن نتأخر في حب نفسنا فيفوت الأوان. وتذكروا أننا كلما أحببنا نفسنا كلما أحبَّنا الآخرون.

back to top