15 طريقة تزيدك تفاؤلاً!

نشر في 31-03-2015 | 00:02
آخر تحديث 31-03-2015 | 00:02
يمكن اكتساب منافع كثيرة من خلال رفع مستوى التفاؤل في نظرتنا إلى الأمور وفي طريقة عيشنا. من خلال العمل على تحقيق هذا الهدف، يمكن أن يتبنى جميع الأشخاص، حتى الأفراد التشاؤميون بطبيعتهم، سلوكاً أكثر إيجابية.
1. استرجاع الذكريات السعيدة

أثبتت الدراسات أن استرجاع الذكريات السعيدة، بدءاً بتلك التي تنتمي إلى مرحلة الطفولة، ينتج رؤية أكثر إيجابية للمستقبل. حتى الأشخاص الذين يعتبرون أن حياتهم تعجّ بذكريات مزعجة أو سلبية يستطيعون البحث في ذاكرتهم حتى إيجاد الأحداث الإيجابية (عطلة صيفية عند الأقارب، احتفال مفاجئ بعيد ميلادهم...). في الأوقات الصعبة، يسهم هذا الجهد في الاقتناع بأن الحياة لا تكون مريرة طوال الوقت.

2. تقدير قيمة النجاحات

لا شك في أن التركيز على التجارب الفاشلة يجعلنا نفقد ثقتنا بنفسنا ويقودنا إلى سلوك انهزامي. في المقابل، يمكن استعادة الشعور بالتفاؤل من خلال تذكّر التجارب الناجحة والفاعلة وإعداد لائحة بالأهداف المحققة عند الحاجة. لمواجهة أي مشكلة مهنية مثلاً، يمكن أن نتذكر نجاحاً سابقاً وأن نفصّل جميع مراحل تلك التجربة: ما هي الوسائل التي طبقناها؟ ما هي المزايا التي طورناها؟ ما هي الجهات التي ساعدتنا؟ وأخيراً، أي سعادة شعرنا بها بفضل ذلك النجاح؟

3. التخلي عن الأفكار الجامدة

من خلال رؤية الحياة والأمور والأشخاص، وحتى الذات، بطريقة جازمة (جيد أو سيئ، لطيف أو شرير)، قد نقتنع بأننا لا نستطيع فعل شيء لتغيير الوضع. في المقابل، يسمح إطلاق الأحكام الموضوعية وتعديل القناعات وفق الظروف بتوسيع هامش الانفتاح وتبني سلوك بنّاء ومبتكر بحثاً عن الحلول للمشاكل، ما يعني اللجوء إلى أساليب عدة لتعزيز {التفاؤل الذكي} الذي يسمح لنا بالحفاظ على الشفافية ومتابعة النضال في الحياة.

4. التجرؤ على أخذ المجازفات

من خلال مواجهة التحديات وتجاوز الخوف من المجهول وإثبات شجاعتنا، يمكن توسيع حس التفاؤل في حياتنا. لكن لا يعني ذلك السعي إلى تحقيق أي فكرة فاشلة أو غير واقعية لأن التفاؤل سيكون في هذه الحالة وهمياً. بل يجب بناء المشروع بطريقة تدريجية، استناداً إلى معايير الموضوعية والمنطق، تزامناً مع تقييم الإيجابيات والمخاطر والضمانات. حتى لو فشلنا، لا يجب أن نعتبر نفسنا غير كفوئين، إذ تكون المحاولة كافية. يمكن تفسير ذلك الفشل وتحليله موضوعياً لتحسين فرص النجاح في المشروع المقبل.

5. عدم تأجيل المشاريع دوماً

لا تكون المشاريع السابقة بالضرورة أكثر ما ينعكس سلباً على معنوياتنا بل المشاريع التي لم نحققها بعد! لذا يسهم إنهاء الأعمال الروتينية بدل تأجيلها في إعطاء شعور عام بالراحة.

6. الاحتماء من الكآبة

ثمة ناحية مدهشة ومُعدِية في الخوف الجماعي. لكنّ ذلك الخوف قد يحبسنا في شعور انعدام الأمان والرغبة في الانغلاق على الذات والاكتئاب المزمن. لا يعني ذلك التهور في التصرفات لكن ما الذي يمنعنا مثلاً من البحث عن الأنباء الإيجابية عند قراءة الصحيفة بدل التركيز على الأنباء السيئة فقط؟ وما الذي يمنعنا من تغيير الجو الكئيب خلال عشاء مع الأصدقاء من خلال استعمال أسلوب الفكاهة أو تجديد الأمل؟

7. تجنب التخبط بين مهام متعددة

من الشائع أن نتحقق من رسائلنا الإلكترونية تزامناً مع التكلم على الهاتف، أو أن ننظف أسناننا تزامناً مع إعداد لائحة المشتريات... لكنّ تشتّت الانتباه بهذا الشكل يقلص فاعلية الأداء. وكلما تراجعت الفاعلية، سنشعر بعجز إضافي، ما ينتج التشاؤم. لذا يجب التركيز على إتمام مهمّة واحدة وزيادة فرص النجاح والرضى لتعزيز الشعور بالتفاؤل. يقترح الخبراء أيضاً تخصيص خمس دقائق في اليوم للإصغاء إلى التنفس وتأمل كل ما يحيط بنا. يضمن هذا التمرين تهدئة القلب والروح.

8. تنظيم نشاطات قيّمة

في الحياة اليومية، نُجبَر أحياناً على القيام بأمور لا نفهم معناها أو غايتها، وهذا الأمر قد يحبطنا. لذا تبرز أهمية تنظيم نشاطات قيّمة بنظرنا لأنها تعيد الثقة إلى قيمنا وتمنحنا شعوراً بالطمأنينة وسط فوضى الحياة. يمكننا مثلاً أن نقدم المساعدة إلى الجيران المسنين ونقوم بنشاطات مبتكرة... يكفي أن نسمع قلبنا وصوتنا الداخلي!

9. تجديد القدرة على الاندهاش

لا يمكن استرجاع التفاؤل من دون القدرة على الاندهاش ولا يمكن الاندهاش من دون القدرة على التفاؤل! لا يعني ذلك إبداء الإعجاب بأسخف الأمور بل إعطاء انتباه أكبر إلى ما يحيط بنا وإطلاق العنان لأحاسيسنا واستعادة السيطرة على الوضع بطريقة عفوية والتوقف لبرهة لإبداء الإعجاب بلوحة جميلة أو منظر طبيعي مبهر...

10. إحاطة الذات بأشخاص إيجابيين

على عكس الانغلاق على الذات وتضييق آفاق التفكير واجترار الأفكار السوداء، يُعتبر الانفتاح والاهتمام بالآخرين ومشاركة القيم والتجارب والنشاطات مصدراً للراحة والتفاؤل. حتى الأشخاص الخجولين يمكن أن يتجاوزوا خجلهم من خلال التجرؤ أحياناً على إبداء رأيهم. بما أن التفاؤل ظاهرة مُعدِية، مثل التشاؤم تماماً، من المفيد طبعاً أن نحيط نفسنا بأشخاص إيجابيين.

11. تخصيص لحظات للاستمتاع

يجب فعل ذلك لأن الضحك يطلق إفرازات الدوبامين (ناقل عصبي يبث السعادة) في الدماغ. ولا شك أن السعادة تعزز التفاؤل!

12. ممارسة النشاطات الجسدية

أثبتت دراسات عدة أن النشاط الجسدي يحسن المزاج. ما هي الآلية الدماغية التي تنشط في هذا المجال؟ وفق الفرضية الأقرب إلى الواقع، يرتفع مستوى  إطلاق الدوبامين والسيروتونين المرتبطين بنشوء خلايا عصبية جديدة في منطقة الحصين التي تؤثر على المزاج. هذا هو مفعول مضادات الاكتئاب. وبما أن المزاج الجيد يرتبط بالتفاؤل، فيعني ذلك منطقياً أن النشاط الجسدي ينعكس على المزاج والتفاؤل معاً. في المرحلة الأولى، يجب تخصيص بين 20 و30 دقيقة للنشاطات المعتدلة، ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع، على مر 8 إلى 10 أسابيع. سينعكس هذا البرنامج إيجاباً على مزاجك!

13. احترام الحاجة إلى النوم

تثبت الدراسات أن النوم الذي لا يتماشى مع إيقاعات الجسم الطبيعية أو لا تكون مدته كافية مقارنةً بحاجات الجسم يؤدي في نهاية المطاف إلى التعب وتعكر المزاج، ويمنعنا هذا الوضع طبعاً من رؤية الحياة بطريقة إيجابية.

14. البحث عن ضوء النهار

يؤدي التعرض لضوء النهار إلى إطلاق ناقلات عصبية مرتبطة بالمزاج، وتحديداً السيروتونين والنورادرينالين. خلال فصل الشتاء، أي حين يكون النهار قصيراً جداً وباهتاً، يجب تخصيص فترة الاستراحة في وقت الغداء للتنزه لعشرين دقيقة على الأقل. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، يجب استبدال النشاط الجسدي في الخارج بالخمول الصباحي. هكذا نجمع بين المنافع التي تنعكس على المزاج وتلك المرتبطة بضوء الصباح.

15. أهمية المداعبة والعاطفة

خلال العلاقة الجنسية، يتدفق سيل من الهرمونات والناقلات العصبية (لا سيما الأندورفين) في الدماغ وهي تنعكس إيجاباً على المزاج. حتى في ظل غياب العلاقة الجنسية، يمكن أن يستفيد الشريكان من مداعبة حنونة وعاطفية لضمان استرخاء الروح واسترجاع التفاؤل.

التفاؤل مفيد

 للصحة أيضاً!

يُجمِع معظم الدراسات على منافع التفكير الإيجابي، ولا سيما التفاؤل، على الصعيد الجسدي. تشمل تلك المنافع:

- تحسن صحة القلب والأوعية الدموية وتراجع خطر التعرض لحوادث في الأوعية الدموية الدماغية.

- تراجع حدة بعض الاضطرابات مثل طنين الأذن ومشاكل السمع والتهاب المفاصل الروماتويدي.

- زيادة قدرة التحمل لمواجهة مرض خطير.

الأمان العاطفي

هل من جانب وراثي في التفاؤل؟

نعم. تحت تأثير جينة معينة، يحمل بعض الأشخاص ناقلات سيروتونين كبيرة تجعلهم أكثر قدرة على مقاومة مآسي الحياة. في المقابل، يحمل أشخاص آخرون (نسبتهم 15% تقريباً) ناقلات صغيرة تكون أكثر هشاشة. لكن لا يكون الوضع كذلك دوماً بالضرورة.

هل يعني ذلك أننا نستطيع أن نتغير بطريقة أو بأخرى؟

طبعاً! إذا تربى الشخص التشاؤمي بطبيعته في بيئة مستقرة وآمنة ثقافياً وعاطفياً، يمكن أن يصبح تفاؤلياً. كذلك، يمكن أن يصبح الشخص الذي يميل إلى التفاؤل متشائماً إذا تلقى صدمات قوية في طفولته ونما من دون اكتساب أمان عاطفي.

كيف يمكن استعادة بعض التفاؤل إذاً؟

يمكن تحقيق ذلك من خلال البحث عن من يوفر لنا الأمان في محيطنا ويساعدنا على مواجهة مشاكلنا وفهم ما أوصلنا إلى التشاؤم! أو يمكن اللجوء إلى أفلام تجسد مشاكل الحياة وتقترح نماذج ناجحة لاستعادة التفاؤل.

back to top