بيرهاشمي في Femafia... صراع المرأة في بيئات معادية

نشر في 31-03-2015 | 00:02
آخر تحديث 31-03-2015 | 00:02
تقدم غاليري {أيام دبي} {فيمافيا} Femafia، معرض الفنان الإيراني أفشين بيرهاشمي الفردي.
عاد الفنان إلى دبي مع مجموعة أعمال جديدة يتجلى فيها افتتانه بالمرأة، بصراعها في البيئات المعادية، والشخصية المقاتلة، ويتوسع ليبلغ مدى جديداً من المراقبة حاملاً معه شيئاً من الجو الذي أحاط به خلال السنة الماضية.
أشعلت الأخبار، الأفلام، والنساء من بين عوامل أخرى نظرة متبدلة إلى العالم ترجمها الفنان الإيراني أفشين بيرهاشمي بأسلوبه المميز إلى لوحات فوتوغرافية واقعية لشخصيات تظهر بتمرد على خلفيات بسيطة.

صحيح أن أعمال بيرهاشمي المتقنة في مجال الرسم لا تزال ثابتة، إلا أن اعتماده المفرط على اللون الواحد الذي يميز لوحاته يتبدد على ما يبدو ليسمح للألوان بغزو أعماله. بعد معرضه الأخير في المملكة المتحدة السنة الماضية (Seduction في غاليري أيام في لندن)، حيث قدَّم في لوحتين ضخمتين أطيافاً مجردة على وجوه بطلاته الجريئات، تنامى عطش بيرهاشمي إلى الأصباغ بعد سنوات من الامتناع عن استخدامها.

لا شك في أن هذا التضارب الجديد بين الداكن والحيوي من الألوان يعزز تراكم التوتر، الذي يبرز عادةً من خلال رمزية الألوان. على سبيل المثال، في In a moment ({في لحظة} عام 2014)، التي تصور خمس نساء في درجات مختلفة من الشفافية، يقدّم بيرهاشمي التكريم لمقاتلات كوباني اللواتي أعرب عن إعجابه بشجاعتهن، حتى إنه يصور إحداهن بألوان كاملة: شفتان حمراوتان وشعر مشتعل يتدلى على كتفيها فيما تصوب البندقية نحو المشاهد. كذلك تبدو اثنتان من زميلاتها وهما تقفان بطريقة أنيقة مغطاتين بشادور أسود وعلى عينيهما نظارات داكنة. تسيران إلى جانب نساء يختفين، ويبرز اختفاؤهن الرقيق هذا بفضل طيف رمادي بعيد يسير في الأفق.

العراب

في Godfather ({العراب} عام 2014)، تحمل البندقية واحدة من ثلاث نساء يرتدين أثواباً سوداء لا أكمام لها ويحطن بشخصية ماريو بوزو الشهيرة التي جسدها مارلون براندو. وبتصويره شخصية رجل للمرة الأولى، يلمح بيرهاشمي إلى نمط حياة دنيوي شهده في مواضع عدة، ويُقابله مع صور الغرب الرمزية عن الحرية المطلقة في الجانب الآخر من لوحته: قطيع من الأحصنة البرية يرمح عند قدمي تمثال الحرية.

تستمر هذه الازدواجية أيضاً في Dynasty ({سلالة} عام 2014)، التي تخلط ثوباً قرمزياً للملكة الشابة إليزابيث الأولى مع صورة لامرأة إيرانية عصرية ونظرتها الثاقبة. فيطول هذا الثوب بلونه القوي متحولاً إلى قمة يزينها هلال، ما يذكر بالتقاليد ونمط الحياة العصري، الماضي والحاضر، والشرق والغرب.

ومن خلال تصويره الدقيق والمتناغم لشخصياته الحيوية، الذي يترافق مع أسماء قوية، رمزية، ومعبرة، يأخذ بيرهاشمي المشاهد في رحلة على درب يعكس حالة نفسية متبدلة تحول أعماله إلى سلسلة واحدة متواصلة.

عن الفنان

يتناول بيرهاشمي تعقيدات الحياة في إيران اليوم من خلال صور فوتوغرافية واقعية تحمل في طياتها غالباً تراكيب تعبيرية، متحولة إلى لوحات مؤثرة. يصب الفنان اهتمامه كله على دور المرأة في المجتمع الإيراني المعاصر وعلاقاتها مع العالم من حولها. وبتصويره الأبعاد النفسية لإيران المعاصرة، يستشكف بيرهاشمي تجليات للسلطة فيما تظهر وتتنقل عبر مساحات وأجسام تميز بين الجنسين.

ولد أفشين بيرهاشمي في أرومية عام 1974، وهو يعيش اليوم ويعمل في طهران. تتوزع أعماله على مجموعات خاصة وعامة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا، وقد تلقى جوائز من مهرجان الفن الدولي السادس في طهران عام 2003، فضلاً عن جائزة مهرجان الفن في بكين عام 2004، علماً أن هذين المهرجانين يُقامان مرة كل سنتين. وتشمل معارضه المنفردة غاليري أيام في لندن (2014)، غاليري أيام في دبي (2013)، غاليري هوما للفن في طهران (2009)، غاليري سايهون الفنية في طهران (2005)، وغاليري بارغ في طهران (2005). أما المعارض المشتركة، فتضم In and Out في ميلانو (2009)، متحف طهران للفنون المعاصرة في طهران (2006)، ومتحف الفنون المعاصرة في طهران (2004 و2003).

ويستمر المعرض حتى 30 أبريل المقبل.

back to top