المخرج الأردني ناجي أبو نوار: اخترت أبطال «ذيب» من البيئة البدوية

نشر في 30-03-2015 | 00:02
آخر تحديث 30-03-2015 | 00:02
استقبلت دور العرض الكويتية يوم الخميس الفائت الفيلم الأردني «ذيب» بعد جولة طويلة من المشاركة في المهرجانات الدولية، وطرحه في عدد من الصالات العربية.
في حواره مع «الجريدة»، يتحدث المخرج ناجي أبو نوار عن الفيلم وأبطاله ومشاركته في المهرجانات السينمائية المختلفة.
كيف جاء اختيار جاسر للقيام بدور «ذيب» في الفيلم؟

صبَّ التفكير من اللحظة الأولى في البحث عن طفل باستطاعته التعبير عن قصة الفيلم الملحمية، وفي الوقت نفسه يكون ابن البيئة البدوية حيث تدور الأحداث. كنت محظوظاً بالعثور على جاسر الذي قدم الشخصية مبكراً من دون عناء في البحث، فمعايير الاختيار توافرت فيه من دون أن أرشحه، فهو ابن أحد أصدقائنا البدويين الذي طلبت منه أن يرشح لي أطفالاً فأرسل ابنه جاسر ليعرفني إلى أصدقائه ولكني وجدت فيه ما أبحث عنه وقررت إسناد الشخصية إليه.

هل وضعت شروطاً محددة قبل رؤية جاسر؟

بالتأكيد، فالقصة فرضت عليّ اختيار طفل يتمتع بصفات خاصة يمكنه أن يعبر عن السعادة والألم، النضج والطفولة بالوقت ذاته، وشعرت منذ رأيت الطفل جاسر بأنه سيكون مناسباً وقررنا تصوير مشهد تجريبي للحصول على مصادر تمويل، وعندما شاهدناه أمام الكاميرا اقتنعنا بأنه الخيار الأنسب للدور.

كيف اخترت باقي فريق العمل؟

اعتمدت على فريق عمل سينمائي من غير المحترفين باستثناء الفنان جاك فوكس. كنت حريصاً على أن يأتي الممثلون من البيئة البدوية رغم صعوبة ذلك عملياً نظراً إلى أن المجتمع البدوي لا ينظر إلى السينما بنوع من الاحترام الكبير. بحثت عن سكان لديهم رغبة في التمثيل كي يتحوَّلوا إلى ممثلين. بدأنا بحضور 250 شخصاً حتى تم الاستقرار على 20 شخصاً أخضاعهم لورش عمل سينمائية، ثم اخترنا 11 فقط، وهو ما استغرق وقتاً طويلاً قبل بداية التصوير.

ألم تشعر بالملل من ذلك؟

حرصي على تقديم الفيلم بصورة واقعية، دفعني إلى التمسك بالإخراج  الجيد. لم أشعر بالملل على الإطلاق لأن الإسراع في التنفيذ كان سيجعلني أفتقد اللكنة البدوية التي تميز بها الفيلم، فلأن المشاركين من أبناء المجتمع الذي دارت فيه الأحداث فإنهم الأقرب إلى التعبير عن مجتمعهم. وجدت الواقعية التي تعامل بها هؤلاء إزاء الكاميرا رد فعل إيجابياً من الجمهور تمثَّل في جوائز عدة حصدها الفيلم، وفي التصفيق الحاد من الجمهور عند عرضه.

هل وجدت صعوبة في إيجاد الأبطال المناسبين للشخصيات الرئيسة؟

كنت خلال ورش العمل حريصاً على معرفة الطباع الشخصية للمشاركين لإسناد الشخصيات إليهم، فعلى سبيل المثال صديق ذيب في الفيلم هو أحد أقاربه واختياره دور حسين جاء بسبب حالة الاحتواء التي كانت بينهم في الورشة، وكان يعامله باعتباره شقيقه الأكبر، لذا حاولت أن أعكس ذلك أمام الكاميرا.

هل اعتمدت على البدو في تصوير الفيلم؟

بالتأكيد، فهم شركاء في الفيلم وصناعته، لأنني أردت أن أخوض في تفاصيل الحياة البدوية، وأقمنا في صحراء وادي رم بالأردن لفترة طويلة لرصد أدق التفاصيل في الحياة البدوية وأمضينا عاماً كاملاً تقريباً في قرية الشاكرية مع عدد من البدويين، وهو ما أفادني كثيراً خلال التصوير، في التعبير عن الثقافة البدوية.

إلى أي مدي انعكس ذلك على كتابة السيناريو؟

انعكس بشكل كبير، فمساعدة البدو لنا أفادتنا في تعميق القصة والتركيز على العادات والتقاليد الخاصة بهم، الأمر الذي جعل السيناريو أكثر عمقاً. بل إن ديكورات كثيرة صُنعت يدوياً من خلال القبيلة باستخدام تقنيات يدوية بسيطة، وأُعِدَّت بصورة حقيقة تصلح لاستخدامها وليس للتصوير فيها فحسب.

هل تنقلت في التصوير بين أماكن عدة؟

تمَّ التصوير بالكامل في الأردن، في مناطق وادي عربة، ووادي رم، بالإضافة إلى منطقة ضبعة، وجميعها اخترنا فيها المواقع النائية البعيدة والتي لم تُصور فيها أعمال فنية سابقاً. حتى وادي رم حيث صُور فيلم «لورنس العرب»، اخترنا فيه منطقة مختلفة عن تلك التي اختارها الفنان العالمي ديفيد لين.

ما هي أكثر الصعوبات التي واجتهك في التصوير؟

ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية بالإضافة إلى الرمال وجفاف الجو، فضلاً عن استغراق التصوير فترات طويلة في ظروف جعلت العاملين يشعرون بأنهم يصورن الفيلم في «فرن» وليس صحراء، كذلك تعرضنا لعاصفة رملية ممطرة خلال التصوير في أحد الأيام واضطررنا إلى إخلاء الموقع بفعل الظروف السيئة.

لماذا اخترت اسم «ذيب» للفيلم؟

لأن الذئب من الحيوانات التي تحظى بمكانة خاصة في المجتمعات البدوية، فهو مخلوق ينظر إليه بالخوف والإجلال في الوقت ذاته، وعندما يُطلق على شخص فإن معناه أن يحظى باحترام وذكاء في التعامل مع الآخرين، لذا كان اختيار اسم الفيلم مرتبطاً بطبيعة أحداثه وقصة بطله.

لماذا بدأت الفيلم بقصيدة بدوية؟

القصائد العربية جزء من الحياة البدوية، لذا عندما فكرت في دمج القصيدة بالفيلم وجدت أن موضعها الرئيس في البداية لتكون ما يتذكره ذيب من والده الراحل، خصوصاً أنه يجد صعوبة في تذكر شكله، من ثم جاءت القصيدة لتعبر عن المضمون وتكون ذكرى البطل من والده.

back to top