العرب: توحيد الجهود في تدابير صيانة الامن القومي

نشر في 29-03-2015 | 14:53
آخر تحديث 29-03-2015 | 14:53
No Image Caption
تعهد القادة العرب في اعلان اختتام القمة العربية ال (26) هنا اليوم بتوحيد الجهود والنظر في اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية لصيانة الأمن القومي العربي في مواجهة التحديات والتطورات المتسارعة.

جاء ذلك في (اعلان شرم الشيخ) الذي تلاه الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في الجلسة الختامية لأعمال القمة العربية برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي استمرت يومين.

واشار الاعلان في هذا الاطار الى "التحديات المرتبطة بالممارسات الاجرامية لجماعات العنف والارهاب التي تتخذ الدين ذريعة لوحشيتها".

وأكد على "الاحتفاظ بكافة الخيارات المتاحة بما في ذلك اتخاذ اللازم نحو تنسيق الجهود والخطط لانشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا ولصيانة الأمن القومي العربي والدفاع عن أمننا ومستقبلنا المشترك وطموحات شعوبنا وفقا لميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك والشرعية الدولية"

واشار الاعلان الى "تكريس القمة العربية أعمالها لبحث التحديات التي تواجه الامن القومي العربي وتشخيص أسبابها والوقوف على الاجراءات والتدابير اللازمة لمجابهتها".

واوضح أن "هذه التحديات تتطلب تضافر الجهود واستنفار الامكانيات على شتى الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بما يحفظ وحدة التراب العربي ويصون مقدراته وكيان الدولة والعيش المشترك بين مكوناته".

واكد "اعتزاز القادة العرب بالجامعة العربية في الذكرى ال70 لانشائها والالتزام بمقاصد الزعماء والقادة المؤسسين من ضرورة توثيق الصلات بين الدول الاعضاء وتنسيق خططها السياسية تحقيقا للتعاون بينها وصيانة استقلالها وسيادتها ومحافظة على تراثها المشترك التي تجسدت في ميثاق جامعة الدول العربية 1945".

واشار الى أن "مفهومنا للأمن القومي العربي ينصرف الى معناه الشامل وبأبعاده السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية من حيث قدرة الدول العربية على الدفاع عن نفسها وحقوقها وصيانة استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها وتقوية ودعم هذه القدرات من خلال تنمية الامكانيات العربية في مختلف المجالات".

واشار البيان الى "استشعار أن الأمن القومي العربي قد بات تحت تهديدات متعددة الأبعاد فبنيان الدولة وصيانة أراضيها قد أضحيا محل استهداف في أقطار عربية عديدة".

كما لفت الى المتابعة بقلق "اصطدام مفهوم الدولة الحديثة في المنطقة العربية بمشروعات هدامة تنتقص من مفهوم الدولة الوطنية وتفرغ القضايا العربية من مضامينها وتمس بالتنوع العرقي والديني والطائفي وتوظفه في صراعات دموية برعاية أطراف خارجية".

واضاف أن "التحديات العربية باتت شاخصة لا لبس فيها ولا تحتاج الى استرسال في التوصيف بقدر الحاجة الى اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لها" مشيرا الى أن ذلك "قد تجلى بشكل ملموس في المنزلق الذي كاد اليمن أن يهوي اليه".

وأوضح أن هذا "ما استدعى تحركا عربيا ودوليا فاعلا بعد استنفاد كل السبل المتاحة للوصول الى حل سلمي ينهي (الانقلاب الحوثي) ويعيد الشرعية وسيستمر الى أن تنسحب الميليشات الحوثية وتسلم أسلحتها ويعود اليمن قويا موحدا وأكد الاعلان أن التأييد العربي التاريخي للقضية الفلسطينية المحورية "كونها قضية كل عربي" سيظل قائما "حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة والثابتة في كل مقررات الشرعية الدولية ووفقا لمبادرة السلام العربية".

وعن التطورات في ليبيا ذكر الاعلان أن "المرحلة الانتقالية منذ عام 2011 قد أورثت دولة ضعيفة ازدادت ضعفا اثر انتشار وسيطرة قوى متطرفة معادية لمفهوم الدولة الحديثة على مناطق ليبية".

ولفت كذلك الى "تدخلات قوى خارجية تسعى لتوجيه مستقبل الشعب الليبي".

واشار كذلك الى أن معاناة العراق منذ عام 2003 من عمليات ارهابية ممنهجة أثرت سلبا على قدرته في بسط سيطرته على كامل أراضيه وضبط الاستقرار فيه.

وأكد الاعلان كذلك أن "العنف في سوريا أنتج تطرفا حولها الى ساحة لصراعات اقليمية ودولية بالوكالة مما أفضى الى غياب دور الدولة ومؤسساتها عن ربوع البلاد وعدم قدرتها على حماية شعبها والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها".

وتعهد القادة العرب "ببذل كل جهد ممكن والوقوف صفا واحدا حائلا دون بلوغ بعض الأطراف الخارجية مآربها في تأجيج نار الفتنة والفرقة والانقسام في بعض الدول العربية على أسس جغرافية أو دينية أو مذهبية أو عرقية".

وشدد على "اهمية الحفاظ على تماسك كيان كل دولة عربية وحماية لأراضيها وسيادتها واستقلالها ووحدة ترابها وسلامة حدودها والعيش المشترك بين مواطنيها في اطار الدولة الوطنية الحديثة التي لا تعرف التفرقة أو تقر التمييز".

واكد ايضا "ضرورة اخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل وعلى انضمام اسرائيل الى معاهدة منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط وكذا على اخضاع جميع المرافق النووية لدول منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك ايران لنظام الضمانات الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وعلى الجانب الاقتصادي أكد الاعلان أن تحقيق التكامل الاقتصادي العربي جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي العربي بما في ذلك استكمال منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتحقيق الأمن الغذائي ومبادرة السودان بهذا الشأن".

وشدد كذلك على اهمية "التنمية المستدامة والاستغلال الأمثل للموارد وتضييق الفجوة الغذائية العربية والادارة المستقبلية للموارد المائية تحقيقا للأمن المائي العربي".

وأعرب الاعلان في الختام عن الشكر لمصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي "على دقة التحضير للقمة العربية والتنظيم المحكم والادارة الجيدة لأعمالها" وكذلك للامين العام لجامعة الدول العربية ومسؤولي الأمانة العامة لما بذلوه من جهد لانجاح أعمال القمة.

back to top