منظور آخر: حماية طفل... مستقبل واعد

نشر في 29-03-2015
آخر تحديث 29-03-2015 | 00:01
 أروى الوقيان يتعرض 1 بين كل 7 أطفال في الكويت للضرب سواء بعصي أو أحزمة أو سياط، و1 من بين 6 أطفال تم تهديده بالأذى أو بالقتل، و7% من الأطفال أجبروا على ممارسات جنسية، ناهيك عن تعرض 1 من بين 3 أطفال لألقاب نفسية جارحة، حسب الإحصاءات المذكورة من بحث علمي أجري عام 2010، والواقع دوما أقسى وأكبر من الأرقام الموجودة بالإحصاءات.

 فاسترعى ذلك اهتمام رابطة حقوق الأطفال الكويتية وجمعيات النفع العام لإثارة هذا الموضوع مؤخرا، فالإساءة لطفل هي بكل بساطة الإساءة لمستقبل، والتحرش الجنسي بالأطفال وإهانتهم هي ظاهرة لا حالات شاذة، والتصدي لهذا العنف والأذى لن يتم سوى بتطبيق قانون حماية الطفل الذي أقره مجلس الأمة مؤخراً، حيث وقعت الكويت على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل في عام 1991 ولم تترجم الاتفاقية إلى قانون لحماية حقوق الأطفال.

 ولذلك صورة الكويت العالمية معرضة للانتقاد والتشويه، ولكن اليوم بعد إقرار القانون الجديد الذي أوجد قاعدة تشريعية جديدة غير مسبوقة في مجال الحماية الشاملة للأطفال على 97 مادة يتبنى فيها الطفل قبل ولادته وأثناء نموه، وتزويد البيئة الاجتماعية المحيطة به بكل المستلزمات التربوية والفسيولوجية والبدنية والصحية والتعليمية والشرعية والأخلاقية، هو قانون شامل ويتناول جميع الجوانب التي من شأنها أن تحفظ للطفل حقوقه وتوفر حمايته، لاسيما أنه سيتم تحديد الجهات المنوط بها الرقابة على مدى الالتزام بتنفيذ الاقتراح بالقانون والعمل على نشر الوعي بأهمية حقوق الطفل.

القانون يشمل الرعاية الصحية للطفل حتى بلوغة 18 عاما، وتناول حق تعليم الطفل، بالإضافة للحماية الجزائية للطفل التي شملت أخطار المرور، وهي مشكلة فعلية وواقعية نعانيها بالكويت من موت وتعرض الأطفال للإصابات بسبب المركبات، وسيتم تغليظ عقوبة المعتدي على الطفل ولكل من تسوّل له نفسه إيذاءه.

 قانون ممتاز وهو إنجاز مهم يضاف للكويت لاستكمال المنظومة الإنسانية تلك التي لا تكتمل دون الاهتمام بالطفل وتوفير الحماية له، ولكن الخوف كل الخوف من أن يلحق هذا القانون بغيره من القوانين الممتازة التي أقرتها الكويت كقانون المعاقين ولم تطبق على أرض الواقع، إنجاز مهم كهذا هو نقطة مضيئة لمجلس الأمة الحالي ولكن دون تفعيل وتطبيق القانون لن يكون له جدوى، نتمنى من السلطة التنفيذية أن تحرص كل الحرص على أن يتم تطبيق هذا القانون، فالإنسانية لا تكتمل دون توفير الحماية للأطفال.

قفلة:

تحية لكل الذين أثاروا موضوع حقوق الأطفال مؤخرا، لاسيما رابطة حقوق الأطفال على حملتها الممتازة  #طفل ولكن، تلك التي كانت تذكيرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بحقوق الطفل، والشكر لكل الناشطين بحقوق الإنسان الذين لم يتوانوا عن المطالبة بإقرار قانون الطفل، ولمجلس الأمة الذي وافق على إقرار القانون.

back to top