«الأغذية العالمي»: متفائلون بنجاح مؤتمر الكويت للمانحين

نشر في 29-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 29-03-2015 | 00:01
No Image Caption
كازين: معرض للصور ليرى العالم استثمارات الكويت لمصلحة الشعب السوري

بينما أشاد برنامج الأغذية العالمي بدور أمير البلاد والكويت تجاه الأزمة الإنسانية في سورية، أكدت مديرة البرنامج أن الصراع هناك بلغ مدى غير مسبوق.
أعربت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي ارثين كازين عن تفاؤلها بنجاح المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية في ضيافة سمو أمير دولة الكويت قائد العمل الإنساني الشيخ صباح الأحمد.

وقالت كازين في مقابلة مع "كونا" نشرتها أمس إنها تتوجه إلى الكويت مجدداً للمرة الثالثة لحضور مؤتمر المانحين في الوقت الذي تدخل فيه الأزمة السورية عامها الخامس، مشيدة بدور الكويت الريادي لمناشدة وتحفيز المجتمع الدولي، كي يواصل تلبية الاحتياجات الإنسانية للسوريين.

حكومة الكويت

وأعربت عن الامتنان وبالغ الفخر لما تسهم به حكومة الكويت من استثمارات في أنشطة برنامج الأغذية العالمي وأداء مهمته واعتزازها الخاص باستمرار الشعب الكويتي في دعم جهود البرنامج الإنسانية بسخاء.

وأشادت كازين في هذا السياق بدور الكويت الإنساني الريادي منذ اندلاع الأزمة في سورية "حيث كانت دائما شريكا موثوقا به للبرنامج"، مشيرة إلى أنها حرصت على اقامة معرض للصور حول هذه الشراكة، حتى يرى العالم آثار استثمارات الكويت العميقة لمصلحة الشعب السوري في وميض الأمل على وجوه الناس".

وأكدت أنها لمست بنفسها خلال زيارتها وحديثها للأطفال في مخيم (الزعتري) للاجئين بالأردن ثمار الشراكة الإنسانية الوثيقة والمنتظمة بين الكويت وبرنامج الأغذية العالمي، سواء داخل سورية أو خارجها.

وأضافت أن هذه الشراكة أعمق من أن يعكسها معرض الصور التي "تتحدث عن الفارق في حياة المحتاجين" بفضل الدور الإنساني البارز لدولة الكويت وأميرها سمو الشيخ صباح الأحمد".

دور بارز

وهنأت سمو أمير البلاد على منحه لقب "قائد العمل الإنساني" من الأمم المتحدة، مؤكدة أن هذا التكريم إقرار بالدور البارز الذي تقوم به الكويت تحت قيادة سموه في مجال العمل الإنساني "ليس بمساهماتها ذات الأثر الفارق، لكن بحشد المجتمع العالمي في الكويت وتشجيعه على دعم الشعب السوري".

وأوضحت كازين أن الشراكة بين الكويت وبرنامج الأغذية العالمي تقبل على آفاق واسعة في مجالات التنمية، في اطار ما تبذله الكويت بمؤسساتها الرسمية والأهلية ومشاطرتها البرنامج الالتزام بمساندة جهوده، لاسيما البرنامج العالمي للتغذية المدرسية، أو مكافحة سوء التغذية.

وأشارت إلى أن الكويت بدورها التنموي واسهاماتها الكبيرة تستثمر بالفعل في هذا المجال المهم وفي تمويل برنامج التغذية المدرسية، الذي يسمح لملايين الأطفال الفقراء الذهاب الى المدارس، مضيفة أن "من شأن استثمارات الكويت أن تساعدنا على ضمان حصول الأطفال حول العالم على التغذية السليمة الضرورية".

وذكرت أن دولة الكويت شريك ملتزم بالعمل، ليس فقط مع برنامج الأغذية العالمي، بل مع الوكالات الدولية والمنظمات غير الحكومية الأخرى، من أجل تلبية سائر الاحتياجات التنموية للسكان من ضحايا الأزمة السورية.

احتياجات إنسانية

وحيت المديرة التنفيذية للبرنامج العالمي كازين هذا الدور الإنساني الريادي للكويت والتزامها بالبقاء في هذا المضمار إزاء الأزمة في سورية "التي استمرت أكثر من اللازم ودخلت عامها الخامس".

وحول الاحتياجات الإنسانية الهائلة لملايين السوريين من ضحايا الصراع أوضحت كازين أن برنامج الأغذية العالمي انخرط منذ اليوم الأول للأزمة بل وقبل اندلاعها في العمل لمصلحة الفقراء داخل سورية.

وأضافت أن البرنامج عمل مع "تفاقم الصراع إلى هذا المدى غير المسبوق الذي نشهده" على ضمان أن يتلقى جميع المحتاجين من نساء ورجال واطفال، ولاسيما الأشخاص الأكثر ضعفا داخل سورية المساعدات الغذائية الضرورية.

وشددت على أن "توفير المساعدات الغذائية لن ينهي الأزمة في سورية"، وثمة "حاجة إلى حل سياسي لوضع حد للأزمة السورية"، مشيرة الى انها وقعت مع رؤساء عدة منظمات إنسانية في 13 مارس نداء ناشد زعماء العالم التحرك لإحداث تغيير حقيقي في سورية، وإيجاد حل سياسي للأزمة.

قادة العالم

وكشفت أنها تعتزم إعادة هذه المناشدة خلال مؤتمر الكويت الثالث للمانحين، متسائلة "ما الذي يجب أن يحدث أكثر من ذلك الدمار كي نقر أنه على قادة العالم أن يضعوا خلافاتهم جانباً والدفع من أجل حل سياسي داخل سورية؟".

وحذرت المديرة التنفيذية من "أننا على أبواب العام الخامس من الأزمة وليس بوسعنا في هذه الأثناء أن ننسى الضحايا داخل سورية الذين هم في أشد الحاجة الى الغذاء وأشكال المساعدة الأخرى، وكذلك اللاجئين بدول الجوار".

وأشارت الى أن برنامج الأغذية العالمي الذي يقدم مساعداته في مختلف أنحاء سورية لا يتمكن من الوصول منذ أشهر الى بعض المناطق المحاصرة ومناطق الاقتتال، داعية جميع الأطراف المنخرطة في الصراع إلى السماح لتوصيل المساعدات الإنسانية الحيوية لهذه المناطق.

وتحدثت كازين عن شح التبرعات المالية لتوفير المساعدات للشعب السوري "في أكبر أزمة إنسانية في التاريخ"، لافتة إلى أن البرنامج اضطر إلى تعليق بعض مساعدته في ديسمبر الماضي وتخفيض مساعداته النقدية، لكنه "سيواصل طالما استطاع تقديم المواد الغذائية لأكبر عدد ممكن من الناس".

الأزمة السورية

وشددت المديرة التنفيذية على الحاجة لأن يعرف المجتمع العالمي والناس "اننا نستخدم كل دولار نتلقاه لتلبية احتياجات أشد الناس عرضة من ضحايا الأزمة السورية من الغذاء والتغذية، ونحتاج المزيد من المنح طالما استمرت الأزمة".

وأوضحت في هذا الصدد انها ستشارك في مؤتمر الكويت الثالث للمانحين مفعمة بالتفاؤل بأن الجهات المانحة وفي مقدمتها الكويت ستثمن قيمة ما استثمرته في عمل البرنامج، وستواصل دعم البرنامج ليواصل مهمته بألا يبقى أي شخص جائعاً وألا يعاني أي طفل سوء التغذية".

غير أن كازين لم تخف مخاوفها من أن يتحول انتباه الناس بعد خمس سنوات من اندلاع الأزمة السورية نحو أزمات في أجزاء أخرى من العالم، مؤكدة أن "كل ما نطلبه هو ألا يحظى أي طفل جائع بأولوية على غيره، وأن يسمح لنا العالم بمواصلة مساعدة من يحتاجون إلى مساعدتنا".

back to top