سكراب النعايم... ركود اقتصادي وضعف خدماتي

نشر في 28-03-2015 | 00:03
آخر تحديث 28-03-2015 | 00:03
إجماع على الحنين لزحمة «أمغرة» وقائمة الشكاوى أكبر من أن تحصى
في رحلة إلى سكراب السيارات بمنطقة النعايم قطعت "الجريدة" عشرات الكيلومترات للتعرف على الوضع القائم هناك، والتقت عدداً من أصحاب الكراجات ورواد المنطقة من الزبائن الذين طرحوا كثيراً من المشاكل والعقبات التي تواجههم والاحتياجات التي تحتاج إليها المنطقة، مؤكدين ضرورة توفير العديد من الخدمات كإيصال التيار الكهربائي، وإقامة مركز للشرطة ومستوصف وسوق مركزي ومركز إطفاء وغيرها من الخدمات.

أجمع أصحاب الكراجات في موقع السكراب الحالي على أن الموقع الجديد أفقدهم العديد من الفئات والزبائن الذين كانوا يترددون على السوق في موقعه السابق بأمغرة، حيث اقتصر القدوم الى السكراب الآن على فئات الشباب وبعض المضطرين إلى توفير قطع الغيار غير المتوافرة في الشركات، والقطع باهظة الثمن في الشركات لشرائها بأسعار أقل.

وأشار أصحاب الكراجات إلى أن الأسعار انخفضت بنسبة 50 في المئة، وقد تصل في بعض الأحيان الى 80 في المئة بالنسبة للمحلات الكبيرة، فضلا عن انخفاضها بنحو 90 في المئة بالنسبة للمحلات الأخرى، مرجعين هذا الانخفاض إلى عدة اسباب، منها بعد المسافة، وعدم استدلال غالبية الزبائن على مكان السكراب الحالي، ما جعلهم يدخلون في اجواء من التنافس فيما بينهم على خفض اسعار السلع، حتى، وإن كان الربح هامشيا، وأحيانا يضطرون للبيع والتصريف دون ربحية بسبب قلة الزبائن.

التيار الكهربائي

وقالوا إن من أبرز المتطلبات التي يحتاجون إليها هي توصيل التيار الكهربائي الذي لا غنى عنه في استعمالاتهم المتعددة، والتي من أهمها الانارة وتشغيل المعدات، لافتين إلى أن المنطقة تفتقد أيضا إلى الأمن والأمان لعدم وجود مركز أمني او مركز شرطة للسيطرة على بعض المشاكل التي تقع أحيانا بين بعض الزبائن وغيرهم، اضافة الى ضرورة توفير مستوصف أو عيادة اسعافات أولية لتلبية حاجة اصحاب الكراجات، نظرا لتعرضهم للإصابات والجروح أثناء ممارستهم لأعمال الفك والتركيب وغيرها.

وأشاروا إلى أن الموقع يحتاج إلى توفير سوق مركزي لتلبية احتياجات العمالة التي تقدر بخمسة آلاف عامل، لتفادي استغلال البقالات لحاجة عمالة المنطقة، إضافة إلى ضرورة توفير مركز إطفاء بالمنطقة.

ومن جانبهم، أكد عدد من الزبائن الذين التقتهم "الجريدة"، أن بعد موقع السكراب وصعوبة الوصول إليه والحالة السيئة للطريق إليه تصرفهم عن القدوم اليه، مشيرين الى أن أبرز العقبات التي تواجههم خطورة الطريق وعشوائية توزيع القسائم، وكذلك التقسيم الاداري للكراجات، كما أن الطرق المؤدية الى المنطقة تعتبر مثيرة للغبار ما يشكل خطرا على مرتاديها، الى جانب ان الطريق من الخط السريع إلى موقع السكراب تالف ويعرض سياراتهم للضرر.

وأضافوا أن الزبون كان في السابق يبحث عن فارق السعر بسبب قرب السكراب في أمغرة ، اما الآن فأصبح يقارن قيمة القطعة في الشركة وكلفة شرائها من السكراب وما يعانيه من مشقة وتعب، مؤكدين انهم لا يأتون الى السكراب الحالي للبحث عن القطع الزهيدة، لأنها لا تستحق العناء.

وأشاروا إلى أن بعد المسافة تسبب في رفع الأسعار بكراجات الميكانيكا وتصليح السيارات في منطقة الشويخ خاصة السيارات التي تحتاج الى قطع غيار من السكراب.

ومن جهته، أكد أحمد خضاري، صاحب أحد الكراجات، أن بعد المسافة التي تقدر بحوالي 65 كيلومترا عن موقع السكراب السابق بمنطقة امغرة اثر على الحركة السوقية بدرجة كبيرة، لأن القدوم الى السكراب في موقعة الحالي اقتصر على فئة الشباب والمضطرين الى توفير قطع غير موجودة في الشركات، اضافة الى من يحتاجون إلى قطع باهظة الثمن في الشركات للبحث عنها باسعار اقل.

وأشار خضاري إلى أن السكراب فقد فئات كثيرة أخرى كانت تتجه إليه لشراء بعض حاجاتهم، اضافة الى بعض الزبائن الذين كانوا يحتاجون الى قطع ذات الكلفة البسيطة، علاوة على افتقاده لأصحاب الكراجات الذين يعملون في تصليح بعض سيارات الزبائن باستبدال قطع منها بمستعملة أو تصليح بعض القطع التي تحتاج الى تبديل جزئي منها، كل هذا لا شك له انعكاس على زبائن الكراجات مما يجعلهم يضطرون الى شراء القطع من محلات قطع الغيار.

تراجع المبيعات

وقال إن المبيعات والأسعار انخفضت كثيرا عما كانت عليه في منطقة امغرة، إذ بلغت نسبة 50 في المئة بالنسبة للمحلات الكبيرة وذات السمعة العالية التي توفر سلعا وقطع غيار حديثة الوصول، وأما المحلات التي لا تحظى بشهرة عالية والتي تقتصر بضائعها على القطع الصغيرة، او التي تعتمد على بيع قطع غيار للسيارات ذات الموديلات القديمة فانخفضت بنسبة 90 في المئة.

ولفت إلى أن نسبة الانخفاض قد تصل في بعض الأشهر الى 80 في المئة، لعدة اسباب منها بعد المسافة، وعدم استدلال غالبية الزبائن على مكان الموقع الحالي، فضلا عن أن الزبون لا يستطيع الوصول إلى السكراب خلال أشهر الصيف لكثرة الغبار خاصة أن الموقع في منطقة صحراوية.

ارتفاع الديزل

وذكر أن أصحاب الكراجات يتأثرون بارتفاع سعر الديزل، لأنه ينعكس على سعر تعبئة خزان المياه سعة 1000 جالون، إذ ارتفع من سبعة دنانير الى 10، كما أثر أيضا على استهلاك الكهرباء وإيجار الكرين الذي يجلب السيارات الى السكراب.

تنافس في خفض ألأسعار

وأضاف ان الكراجات اصبحت تتنافس فيما بينها على خفض الأسعار لكثرة السلع وقلة الطلب، ما يدفع أصحاب الكراجات إلى البيع بأي ثمن، لأن صاحب الكراج على يقين ان الزبون الذي يخرج من كراجه دون ان يشتري منه لن يعود اليه مرة أخرى، لأنه سيحصل على طلبه من مكان آخر، مما يدفع اصحاب الكراجات إلى عدم فقد الزبون ليتمكنوا في نهاية المطاف من تحصيل ما يستطيعون لتغطية التزاماتهم حتى وإن باعوا السلعة بربح هامشي أو صرفوها بدون ربحية.

التيار الكهربائي

وأوضح أن هناك عددا من المتطلبات التي تحتاج إليها المنطقة لتكون متكاملة، من أبرزها إيصال التيار الكهربائي، الذي لا غنى عنه في عدة استعمالات سواء للإنارة او لتشغيل المعدات، خاصة أن احتياج المنطقة للكهرباء سيكون ضروريا خلال فترة الصيف، مطالبا وزارة الكهرباء والماء بالإسراع في ايصال التيار إلى المنطقة.

مركز أمني

وزاد ان "المنطقة تفتقد الناحية الامنية خاصة في الفترة المسائية التي يخيم عليها الظلام في ظل عدم توافر التيار الكهربائي الذي ينير الشوارع، ما يعرض ممتلكاتنا للسرقة من قبل بعض ضعاف النفوس".

وأشار الى "تعرض بعض اصحاب المحلات لعمليات السرقة من بعض الزبائن الذين يلوذون بالفرار بعد استلام القطع، الى جانب الاشكاليات والصدامات التي تحدث بين الزبائن واصحاب المحلات، ما يجعل المنطقة بحاجة الى توفير مركز امني للحد من المشاكل التي قد نتعرض لها".

مركز طبي

واردف ان المنطقة ينقصها مستوصف إسعافات أولية، "نظرا لعدم وجود عيادة تلبي حاجة اصحاب الكراجات، كونهم يعملون في فك وتركيب القطع وقد يتعرضون للاصابات والجروح التي تحتاج الى تدخل طبي، ما يجعل اصحاب الكراجات في حال تعرض احدهم لإصابة يتوجه الى مستشفى الجهراء الذي يبعد عنا قرابة 55 كليومترا".

وشدد على ضرورة توفير نقطة إسعاف في المنطقة لنقل الحالات التي تتعرض للاصابات الخطيرة التي تنجم عن القطع الحاد او البتر او سقوط معدة على احد العمال او ما شابه من الحالات التي يتعرض لها العمال، وتتطلب اجراء الاسعافات الاولية او النقل السريع الى المستشفى ما يشكل خطرا على حياتهم.

سوق مركزي

واردف ان عدد الايدي العاملة في المنطقة يقارب خمسة آلاف عامل، ولا شك في ان لهذه العمالة احتياجات تتطلب توافرها، اهمها توفير السلع الغذائية رغم وجود ثلاثة مطاعم تخدم المنطقة وعدد من البقالات التي تستغل حاجة العمال برفع اسعار السلع، ما يحتم ضرورة توفير فرع سوق مركزي كخدمة لتلبية احتياجات العاملين في الكراجات.

انحدار المبيعات

من جانبه، قال أحمد فاروق، ويعمل في أحد الكراجات، إن "وضع السكراب في الوقت الحالي عقب انتقاله من منطقة امغرة الى منطقة النعايم تعبان ماليا كون الحركة السوقية في السابق كانت جيدة، أما الآن فقد شلت حركة السوق لدينا، وافتقدنا الزبون، بسبب بعد مشوار السكراب على الزبون، رغم ان الاجواء في الوقت الحالي تساعد الزبون على قطع مسافة الطريق"، مشيرا الى ان الحركة في فصل الصيف منعدمة، نظرا لارتفاع درجات الحرارة وسوء الاجواء.

واضاف فاروق: "بعد المنطقة خسرنا غالبية الزبائن خصوصا الكويتيين كونهم توجهوا الى اخذ ما يحتاجونه من قطع غيار من الشويخ، بدلا من التوجه الى السكراب، واصبح يدفع عشرة أو عشرين دينارا قيمة الفرق في بعض القطع ولا يقطع المشوار الطويل للوصول الى السكراب وخطورة الطريق".

وزاد ان هذا الامر "اثر سلبا علينا، حيث خفت مبيعاتنا اكثر من 65 في المئة تقريبا، حتى اصبحنا نبيع بعض القطع التي كنا نبيعها بقيمة 100 دينار في موقع امغرة بـ25 دينارا، بسبب قلة الزبائن واحتياجنا لتغطية التزاماتنا المالية".

وبين ان وزارة الكهرباء تعمل على نصب أعمدة الانارة وتمديدات الكهرباء، ولا نعلم متى سيتم الانتهاء من ايصال التيار الكهربائي للشوارع والقسائم، ونحن الآن نعاني عدم وصول التيار الكهربائي وبرودة الاجواء خاصة في الفترة المسائية، وغالبية عمال السكراب يسكنون المنطقة، كما ان الوضع سيكون سيئا خلال فترة الصيف وموجات الحر التي تشهدها الكويت".

متطلبات ضرورية

وذكر فاروق ان "احتياجات المنطقة كثيرة واهمها ضرورة توفير مستوصف او وحدة طبية، فهناك أربعة آلاف عامل ولاشك في انهم بحاجة ماسة الى توفير هذا المطلب نظرا لطبيعة عملهم وتعرضهم للاصابات التي تحتاج الى مراجعة الطبيب، خاصة ان الاصابات تكون جروحا وكسورا، ويحتاج بعضها الى اخضاع المصاب لعمليات".

وبين ان "المنطقة تفتقد وجود مركز للشرطة الذي من شأنه السيطرة على بعض المشاكل التي تنجم عن بعض الزبائن، لاسيما ان بعض الزبائن يهربون بعد تركبب القطعة التي يريدونها دون ان يدفعوا الحساب".

واردف: "تعرضت الاسبوع الماضي لهروب احد الزبائن وعدم استلام الحساب، بعدما ركب رينجات الاطارات لسيارته، ولم اجد من ينصفني، لذا يجب ان يكون هناك تواجد لدوريات الشرطة في المنطقة، كما نحتاج الى مركز إطفاء، وفرع جمعية للحد من الاسعار المرتفعة التي تفرضها البقالات في المنطقة".

بعد الموقع

وقال عبيد العصيمي، أحد الزبائن، "اختلف علينا بعد المسافة فقد اصبح يرهق الزبون الذي يبحث عن احتياجه من القطع في السكراب وخطورة الطريق، كما ان بعد المسافة لا يحفز المشتري للتوجه الى السكراب للبحث عن بعض القطع التي كان يبحث عنها في السابق".

ولفت الى ان "المنطقة تفتقد وجود بعض الخدمات التي يحتاجها الزبون، كالتوزيع العشوائي للقسائم، ولا يوجد تقسيم اداري للكراجات، وعدم وجود سوق مركزي يلبي احتياجاتنا، ولا يوجد سوى البقالات التي لا تفي بالغرض".

واوضح ان "من العقبات التي تواجه تردد الزبون على السكراب ان الطريق المؤدي الى المنطقة يعتبر مثيرا للغبار في فصل الصيف، ويتعرض للدفان، ما يشكل خطرا على مرتادي الطريق، الى جانب ان الطريق الواصل من الخط السريع الى موقع السكراب تالف ويعرض سياراتنا للضرر".

وبين ان "الزبون في السابق كان يبحث عن فارق السعر، بسبب قرب السكراب في امغرة بالنسبة لنا، اما الآن فقد اصبحنا نقارن قيمة القطعة في الشركة وكلفة شرائها من السكراب من ناحية البعد واستهلاك البنزين، وفي حالة عدم ملاءمة القطعة او جودتها والرجوع الى السكراب لارجاعها او استبادلها".

استغلال الشركات

من ناحيته، ذكر سركان التركي، زبون من الجنسية التركية، "جئت الى هنا ابحث عن قطعة نفجيشن، لعدم وجودها في الوكالة، وتستغرق فترة توفيرها ثلاثة اشهر رغم ان قيمتها في الوكالة تعادل 680 دينارا، فاتيت لابحث عنها هنا كونها لا تتجاوز 150 دينارا في السكراب".

والمح الى انه "لا يأتي للبحث عن القطع الزهيدة كونها لا تستحق العناء للقدوم الى السكراب وقطع كل هذه المسافة، ما يجعلنا نشتريها من الوكالة او موزعي قطع الغيار الذين استغلوا رحيل السكراب من موقعه السابق الى هذا المكان البعيد برفع اسعار السلع لديهم".

التنظيم والطرق

واضاف: "في الموقع السابق كان بإمكان الزبون معرفة أماكن القطع التي يبحث عنها، كون المنطقة مرتبة وموزعة بنظام البلوكات، ويمكننا الوصول الى نوع السيارة التي نبحث عن قطع الغيار لها".

وبين ان "المشكلة التي تواجه الزبائن هي ان الطريق الرئيسي المؤدي الى السكراب غير آمن، اضافة الى ان الطريق الاسفلتي المتفرع من الطريق الرئيسي والمؤدي الى السكراب وضع بطريقة تضر بسيارات الزبائن، ولا يمكن السيارات الصالون من استخدامه للدخول الى منطقة السكراب، الى جانب عدم توافر طرق داخلية تخدم الرواد، ما يعرض سياراتهم للضرر".

ويرى انه "تم رفع أسعار بعض قطع الغيار عما كانت عليه في السابق نتيجة استغلال الزبون القادم للبحث عن قطع غير متوفرة في مكان آخر"، مشيرا الى ان بعد موقع السكراب الحالي ادى إلى ارتفاع اسعار كراجات الميكانيكا لتصليح السيارات في منطقة الشويخ بالنسبة للسيارات التي تحتاج الى قطع غيار من السكراب".

لا يشجع

وقال الزبون أحمد عثمان: "قطعت 85 كيلومترا من موقع سكني بالفروانية الى سكراب النعايم، ما يجعلني اعيد التفكير حينما أرغب في التوجه إلى السكراب مجددا، حيث سأضع في اعتباري مسافة الطريق وكلفته وضياع اليوم في المشوار الذي سأقضيه مقارنة بسعر القطعة في الشركة التي توفر ما احتاجه من قطعة، الامر الذي سيجعلني ارضخ للواقع واتجه للشركات التي تفرض علي سعر القطعة، حتى لا اتكبد قطع مسافة الطريق وعدم ضمان فعالية القطعة التي قد تكون لا تعمل ما يضطرني للرجوع مرة اخرى لقطع تلك المسافة لاستبدالها".

واضاف ان "الوصلة من الطريق الرئيسي الى موقع السكراب مزعجة لأنها غير معبدة بطرق صحيحة، وكلها مطبات ويتطاير منها الحصى ما يعرض سياراتنا للضرر، فنحن كنا نتخيل انه عندما تم نقل السكراب الى هذه المنطقة سيكون بوضع ممتاز ومنظم، لكننا اكتشفنا انه غير ذلك ولا يشجع الزبون على القدوم اليه".

«النعايم» المنسية... ملاذ للرعب والجان!

ذكر عبدالله الافغاني، أحد العاملين في السكراب، ان منطقة النعايم تحتاج الى عدة متطلبات، منها توفير التيار الكهربائي ومركز إطفاء ومستشفى، اضافة الى انها تعتبر منطقة مثيرة للغبار، كما لا يوجد مخفر للشرطة للتعامل مع المشاكل التي تنجم من بعض الزبائن، فضلا عن بعدها عن المدينة، مشيرا الى ان افتقاد هذه المتطلبات ادى الى انخفاض مستوى مبيعات اصحاب الكراجات الى ما يقارب 50 في المئة، مما كان عليه في السابق.

واكد الأفغاني ان «المنطقة يسكنها الجان، الذي يخرج أصواتا في الساعات المتأخرة من الليل كأصوات الاطفال الذين يبكون، والتي يهتز منها بدن الذي يسمعها»، موضحا انه شاهد في إحدى الليالي، حينما كان متوجها لزيارة أحد اصدقائه بالقسائم المجاورة، عجوزا تسير بالقرب منه، وحينما أمعن النظر بها تلاشت واختفت، وتلى ذلك الاختفاء صوت طفل رضيع يبكي، ما جعله يسارع خطواته، الا ان الصوت ظل يلاحقه حتى عاد الى سكنه.

واوضح ان عدم توافر سوق مركزي في المنطقة جعل العاملين بها عرضة لاستغلال اصحاب البقالات الذين يرفعون أسعارهم خصوصا على المقيمين في السكراب، حتى بلغ سعر حبة الطماطم او البصل 150 فلسا.

مكتب «التسقيط»... وطريق سفر

أكد اصغر ابواسامة، احد العاملين في المنطقة، ان الوضع الحالي ينفر الزبائن وليس كما كان سابقا، حيث ان موقع سكراب امغرة كان يعج بالزبائن الكثيرة، وكانت المنطقة تعتبر مركزية، وتتوافر فيها بعض الخدمات، مثل مركز الاطفاء ومراكز صحية، موضحا ان المنطقة الحالية بحاجة الى توفير خدمة الكهرباء ومكتب الفحص الفني للتسقيط الذي مازال في موقع امغرة ويعتبر بعيدا على اصحاب الكراجات الذين يرغبون في شراء السيارات، ونتمنى ان يتم نقله الى المنطقة».

واضاف ان «المنطقة تحتاج الى مخفر لزيادة الامن، لأننا نتعرض للسرقات في المساء، وعدم دفع بعض الزبائن قيمة القطع التي يشترونها، وتحتاج ايضا مركز إطفاء، لأن مركز اطفاء السالمي يبعد عنا 16 كيلومترا، كما نحتاج الى فرع جمعية لتوفير متطلبات عمال المنطقة، حيث ان اسعار البقالات الموجودة مرتفعة، وتستغل حاجة الزبون».

إلى ذلك، ذكر طارق موسى، صاحب احد المحلات بالمنطقة، ان «هناك العديد من العقبات التي تواجهنا، وابرزها بعد مسافة الطريق من المدينة الى موقع السكراب، والمنطقة مقطوعة، وتفتقد الخدمات الرئيسية كالكهرباء والمطافي والمخفر والجمعية»، موضحا ان الفرق بين الموقعين ان الخدمات كانت متوافرة في موقع امغرة، أو في المناطق المحاذية والقريبة منها، الى جانب ان المنطقة الحالية تشهد الكثير من السرقات.

واضاف موسى ان «موقع امغرة كان قريبا من الزبون، اما الآن فالمسافة اشبه بطريق السفر، حيث لا يأتينا الا الزبون الذي لم يجد القطع التي يبحث عنها سواء بالشويخ او المناطق الصناعية»، مشيرا الى ان «حركة الزبائن انخفضت بالمنطقة الى ما يعادل 50 في المئة، كما انخفضت مبيعاتنا الى ما يعادل 70 في المئة، وهناك من لا يستطيع ان يبيع حتى بدينار واحد في اليوم، وهناك من اغلق محله».

back to top