العاهل السعودي ينسق «عاصفة الحزم» مع الأمير و7 قادة

نشر في 28-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-03-2015 | 00:01
● 39 قتيلاً والغارات تتوسع جنوباً... وتركيز في اليوم الثاني على «معسكرات صالح»

● الحوثي يتعهد بالتصدي لـ «الغزو»

● الأحمر يعود إلى مأرب لقيادة تحالف قبلي

● روحاني ينتقد التدخل العسكري في اليمن
بحث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مستجدات الوضع الإقليمي في ظل تواصل العمليات العسكرية الهادفة إلى إعادة الشرعية في اليمن.

تناول العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في اتصال هاتفي مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد آخر المستجدات الإقليمية في ظل تواصل عملية «عاصفة الحزم» التي تهدف إلى إعادة الشرعية في اليمن وحماية أمن المملكة ودول مجلس التعاون.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن خادم الحرمين الشريفين أجرى اتصالاً هاتفياً بثمانية زعماء عرب هم بالإضافة إلى سمو أمير البلاد، العاهل البحريني الملك حمد آل خليفة، وأمير قطر الشيخ تميم آل ثاني، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، والرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد، والعاهل المغربي الملك محمد السادس.

من جهة أخرى، تلقى خادم الحرمين تلقى اتصالاً هاتفياً أمس من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجرى خلاله، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، ومجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية بما في ذلك تطورات سير العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده المملكة لوقف تقدم التمرد الحوثي والحفاظ على الشرعية المتمثلة في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.

توسيع العمليات

في غضون ذلك، توسع نطاق الغارات الجوية التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين والقوات العسكرية المتحالفة معهم لتشمل عدة مناطق، في حين تبادلت المملكة وإيران الاتهامات.

وقصفت الطائرات العسكرية لليلة الثانية على التوالي مواقع الحوثيين في إطار عملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت منتصف ليل الأربعاء - الخميس.

وقال المتحدث باسم قيادة العملية العميد أحمد عسيري، إن العمليات «ستستمر ما دامت هناك حاجة لاستمرارها حتى تحقق أهدافها»، مضيفا «حاليا لا تخطيط لعمليات برية، لكن إن استدعى الأمر فإن القوات البرية السعودية والدول الصديقة والشقيقة جاهزة وسترد على أي عدوان من أي نوع».

هجمات جديدة

وفي وقت باكر من صباح أمس، استهدفت ثلاث غارات أخرى المجمع الرئاسي الواقع تحت سيطرة الحوثيين في شمال صنعاء.

كما تعرض معسكر للقوات اليمنية الموالية لصالح للقصف الجوي في محافظة مأرب شرق صنعاء.

وأكد مسؤول عسكري أن مقاتلات التحالف ضربت خلال ليل الخميس - الجمعة معسكرا يحتوي على «مستودع ضخم للسلاح» في الضاحية الجنوبية لصنعاء.

وأشار المسؤول إلى وقوع «عشرات» الضحايا في المعسكر الذي تعد قيادته موالية لصالح الذي تنحى عن الحكم في 2012 بعد 33 سنة في سدة السلطة، وذلك تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية وفي إطار مبادرة سياسية رعتها دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي جنوب البلاد الذي يحاول المتمردون الشيعة وحلفاؤهم الزحف إليه لتوسيع نطاق سيطرتهم، استهدفت غارتان جويتان قاعدة العند العسكرية التي استولى عليها الحوثيون الأربعاء الماضي.

كما استهدفت غارة جوية أخرى قاعدة لوحدة من القوات الخاصة موالية للحوثيين في قعطبة شمال عدن، كبرى مدن الجنوب والعاصمة المعلنة للبلاد بعد سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء.

كذلك شوهدت طائرات حربية في سماء مدينة أبين الواقعة شرق عدن، حيث قاعدة المجد العسكرية التي يعتقد أن موالين للحوثيين يسيطرون عليها.

مقتل 39

في هذه الأثناء، ذكر بيان لوزارة الصحة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين أن 39 شخصا قتلوا منذ بدء الغارات الجوية.

وسقط 12 من القتلى في غارة استهدفت قاعدة عسكرية شمال صنعاء ليل الخميس- الجمعة وأصابت حيا سكنيا قريبا.

والقاعدة المستهدفة هي قاعدة الصمع التي تستخدمها وحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الحليف للحوثيين والذي يعتبره المراقبون القوة الحقيقية خلف صعودهم المثير في الأشهر الأخيرة.

عدن وتعز

وفي عدن نفسها، معقل الرئيس الشرعي، تواصلت المعارك ليل الخميس- الجمعة بين المتمردين وميليشيات مناهضة للحوثيين، وذلك بعدما تمكنت الأخيرة خلال النهار من استعادة السيطرة على مطار المدينة.

وخرجت عدة تظاهرات في مناطق متفرقة تأييدا لـ»عاصفة الحزم» كان أبرزها في الحديدة غرب البلاد، في حين أعلن ضباط وأفراد «اللواء 35 « مدرع بمحافظة تعز تمردهم عن قائد اللواء العميد منصور معيجر الموالي للحوثيين وطردوه من اللواء.

هادي في الرياض

إلى ذلك، وصل هادي إلى الرياض ليل الخميس - الجمعة وغادرها إلى مصر للمشاركة في القمة العربية التي تلتئم اليوم في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر.

قوات إيرانية

في موازاة ذلك، اتهم وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إيران بإرسال قوات إلى صنعاء لمساعدة الحوثيين.

وقال ياسين في لقاء مع قناة «العربية» إن «هادي متمسك بالحوار من أجل الخروج من الأزمة الحالية»، مضيفاً أن الرئيس اليمني سيحمل معه «خطة مارشال» لإعادة إعمار اليمن خلال مشاركته في القمة العربية.

عودة الأحمر

وفي تطور آخر، عاد اللواء علي محسن الأحمر من السعودية إلى محافظة مأرب شرقي البلاد أمس الأول لقيادة ما وصف بـ«أكبر تحالف عسكري قبلي لقتال الحوثيين».

تحدٍّ حوثي

في المقابل، ندد زعيم التمرد عبدالملك الحوثي مساء أمس الأول بالتدخل العسكري «غير المبرر»، داعيا أنصاره الى «التصدي للغزو».

وقال الحوثي في خطاب متلفز، إن جماعته ستلجأ إلى إعلان «خيارات محددة ومفتوحة» إذا لم تتوقف هجمات «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية، مضيفاً «أنصحكم أن تتوقفوا الآن وكفى ما فعلتم في اليمن، وإلا فكل الخيارات ستكون مفتوحة، وهناك ملفات يمكن أن تفتح إذا أردتم احتلال اليمن، وإذا لم يتوقف العدوان الغاشم والسافر، فسنعلن عن خيارات عملية نثبتها على أرض الميدان».

ودعا الحوثي إلى تكوين جبهة داخلية وخارجية لمواجهة الوضع الأمني الداخلي في البلد ومواجهة الضربات الجوية.

واتهم السعودية التي وصفها بـ»جار السوء» بتنفيذ مشروع إسرائيلي يهدف إلى تدمير اليمن وتمزيقه واحتلاله.

تنديد إيراني

في السياق، ندد الرئيس الإيراني حسن روحاني مساء أمس الأول بما أسماه بـ»العدوان العسكري والتدخل في شؤون الدول المستقلة»، داعيا «دول المنطقة إلى تجنب أي عمل يفاقم الأزمة» في اليمن خلال اتصال هاتفي برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

واعتبر روحاني في اتصال هاتفي آخر مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن «التدخلات العسكرية الأجنبية بالغة الخطورة وتؤجج الأزمة»، مضيفا أن «حل المشكلة اليمنية ليس عسكرياً».

تصدٍّ سعودي

من جهة ثانية، أكد السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير في تصريحات لقناة «فوكس نيوز» أن «الإيرانيين هم مَن يتدخلون في شؤون الدول العربية سواء في لبنان أو سورية أو العراق أو اليمن، وهذا ما لا نقبله».

وأضاف «علينا أن نواجه التعدي الإيراني على المنطقة. نحن نعارض دعمهم للحوثيين ومحاولة الحوثيين الاستيلاء على اليمن»، معتبراً أنه «من الواضح أن إيران تريد السيطرة على المنطقة».

(الرياض، عدن ــ واس، أ ف ب، رويترز، د ب أ)

لماذا «عاصفة الحزم»؟ ومن اختار الاسم؟

رجح مراقبون أن تكون تسمية "عاصفة الحزم" التي أطلقت على الحملة العسكرية التي تهدف إلى إعادة الشرعية في اليمن مأخوذة من مقولة "الحزم أبو العزم أبو الظفرات، والترك أبو الفرك أبو الحسرات" المنسوبة إلى مؤسس المملكة العربية السعودية الراحل الملك       عبد العزيز آل سعود، الذي توفي قبل 62 عاما، ومن المقولة استلهم نجله العاهل السعودي الحالي الملك سلمان بن عبدالعزيز اسم العملية العسكرية التي أصدر قراره "الحازم" بتنفيذها في اليمن.

ومنذ إطلاق اسم "عاصفة الحزم" على العملية العسكرية التي ينفذها تحالف عربي بقيادة السعودية، بهدف دعم الشرعية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وردع قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين الذين انقلبوا عليه وحماية حدود السعودية والتساؤلات تثار عن مغزى التسمية وسببها.

وذهب وقت "الترك أبو الحسرات"، بعد استنفاد كل الطرق السلمية للحوار في اليمن، حيث لم تجد المطالبات والتحذيرات السعودية آذانا صاغية، لينفد الصبر ويأتي وقت "الحزم أبو الظفرات".

الحوثي يفرج عن الصبيحي وقيادات عسكرية

ذكر موقع "المساء برس" المقرب من الجماعة الحوثية، أن زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي أصدر توجيهات بالإفراج عن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي الذي اعتقل قبل أربعة أيام، وقيادات عسكرية أُسرت في معارك الأيام الماضية

المدرسي: الائتلاف الخليجي سيفشل

دان المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي أمس، ضربات التحالف الخليجي الذي تقوده السعودية في اليمن، متوعداً التحالف بـ"الفشل الحتمي". واعتبر أن "الكثيرين من حكام المنطقة تنقصهم الحكمة لقيادة الأزمات ويتعاملون مع المشاكل بعقل طفولي".

«علماء المسلمين» يؤيد «العاصفة» ويحمل الحوثيين المسؤولية

"أعرب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن تأييده لعملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية، وحمل الحوثيين "المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأوضاع في اليمن، لانقلابهم على الشرعية ورفضهم دعوات الحوار".

back to top