بل هي «دفاعية» بامتياز

نشر في 28-03-2015
آخر تحديث 28-03-2015 | 00:01
 يوسف عوض العازمي بدأت عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي قام بها تحالف دولي بقيادة المملكة العربية السعودية، بسبب طلب من القيادة الشرعية لجمهورية اليمن بقيادة الرئيس عبدربه هادي، وكانت البداية بضربات جوية منتقاة استهدفت أماكن مهمة لجماعة الحوثيين المتمردة وحليفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

 "عاصفة الحزم" عملية دفاعية بامتياز، جاءت بعد الأحداث غير المقبولة والتي ضربت بالمعاهدات الدولية عرض الحائط، وبعد التدخل الإيراني السافر في شؤون هذه الدولة العربية، بل وتهديد المصالح الحيوية لدول الخليج أجمعها، لا اليمن أو السعودية وحدهما.

حاولت دول الخليج العربية حل الأمور بشكل سياسي ودي بدءاً من المبادرة التي تنحى على أثرها الرئيس السابق، حيث قدمت له المبادرة مميزات لم يكن يحلم بها، حين حصنته قانونياً ودستورياً، وضمنت له الأمان، لكنه كعادته رجع عن تعهداته واستغل نفوذه ودعم جماعة الحوثيين المتمردة ليهز مفاصل الدولة ويتم الانقلاب الأول في سبتمبر الماضي، وبعدها جاءت الأحداث المعروفة، إلى حين وصل الأمر إلى الهجوم على عدن وقصف مطارها وتهديد حياة الرئيس الشرعي هادي!

 لذلك وبعد استنجاد القيادة اليمنية بالسعودية ومجلس التعاون، أصبح الأمر على طريقة "مكرهٌ أخاك"، فالوضع لم يعد يحتمل الدبلوماسية والخيار العسكري، أصبح هو الوحيد، ولله الحمد تكللت بالنجاح الضربات الأولى في اليوم الأول بفضل الله وحسن التخطيط للقيادة العامة للتحالف والروح العالية لنسور الجو.

يبقى أن نقول إن الحرب لم تبدأ فعلياً في يومها العسكري الأول، بل بدأ التخطيط والتجهيز لها منذ وصول الرئيس هادي إلى عدن، حيث اتضح وقتها استحالة الصبر على الوضع اليائس، وبالفعل بدأت الاتصالات بين مجلس التعاون الخليجي وعدة دول، منها مصر والمغرب والأردن وباكستان والسودان، التي شاركت جميعاً في "عاصفة الحزم"، بالإضافة إلى احتمال مشاركة تركيا، ولعل في تلميحات أردوغان ما ينبئ عن ذلك.

الحرب أيا كان نوعها مكروهة، ولا يوجد عاقل يريدها، غير أن الظروف السيئة استحكمت بسبب تلاعب الرئيس السابق والتدخلات الخارجية المهددة للسلامة العامة للدول الخليجية.

الضربة الأولى نصف المعركة، وتبدو الأمور حتى الآن جيدة، وأتمنى ألا تطول الحرب، وأن يحسم الأمر بعودة القيادة الشرعية إلى صنعاء، وأن يسود الأمن والسلام بلاد اليمن.

***

● أستأذن القارئ الكريم الخروج في إجازة، ولا أعلم هل سأعود إلى الكتابة في تلك الزاوية مرة أخرى أم لا، غير أنني أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من دعمني وشجعني، ومن أعطى من وقته دقائق لقراءة مقالاتي المتواضعة، وأخض بالشكر الأستاذ حسن الغزاوي مسؤول المقالات في "الجريدة" على جهوده معي، وكذلك إدارة التحرير الموقرة، وتبقى تجربتي المفيدة في "الجريدة" علامة مهمة لي ولها تأثيرها الإيجابي.

● شكر خاص وجزيل إلى الأخ نايف الدعيات الذي كان يبادر إلى نشر كل مقالاتي، سواء هنا أو في "عرب تايمز" على حسابه في "تويتر"، وكان بمنزلة باب إعلامي لي في "تويتر" أشكره جداً.

back to top