الصين تتخلص من طاقة الفحم نهائياً في 2016

نشر في 28-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-03-2015 | 00:01
No Image Caption
يقدر إغلاق كل مصانع الطاقة الرئيسية العاملة بالفحم في بكين، وهو ما يعادل الاستخدام السنوي للفحم بـ 9.2 ملايين طن متري، بخفض انبعاثات الكربون بحوالي 30 مليون طن، وفق تيان مياو، وهو محلل يتخذ من بكين مقراً له.

سوف تغلق بكين آخر مصانعها الرئيسية للطاقة العاملة بالفحم في العام المقبل حيث بلغ معدل التلوث أكثر من ضعف المقياس الوطني في السنة الماضية.

وستغلق العاصمة الصينية مجموعة الصين هواننغChina Huaneng Group Corp. وهو مصنع طاقة من 845 ميغاواط في سنة 2016، وذلك بعد إغلاق مصانع في الأسبوع الماضي مملوكة لغوهوا للطاقة الكهربائية Guohua Electric Power Corp.

وشركة بكين لاستثمارات الطاقة القابضةBeijing Energy Investment Holding Co. وذلك وفقا لبيان صدر أخيرا عن وكالة التخطيط الاقتصادي في المدينة.

وكان المصنع الرابع الرئيسي الذي تملكه تشاينا داتانغ كوربChina Datang Corp. قد أغلق في السنة الماضية.

وسوف يتم استبدال هذه المنشآت بأربع محطات تعمل بالغاز ذات سعة تبلغ 2.6 مرة من الكهرباء أكثر من مصانع الفحم.

وتعد عمليات الإغلاق هذه جزءا من اتجاه أوسع في الصين، وهي أكبر مصدر لانبعاث الكربون في العالم.

ويهرع صناع السياسة الذين يواجهون ضغوطا في الداخل والخارج الى معالجة الضرر البيئي الذي يعد نتاجاً جانبياً للتسابق المحموم لتحقيق نمو اقتصادي. وتخطط بكين لخفض استهلاك الفحم السنوي بـ 13 مليون طن متري بحلول سنة 2017 من مستويات عام 2012 في محاولة لتقليص تركز الملوثات.

ويقدر إغلاق كل مصانع الطاقة الرئيسية العاملة بالفحم في المدينة – وهو ما يعادل الاستخدام السنوي للفحم بـ 9.2 ملايين طن متري بخفض انبعاثات الكربون بحوالي 30 مليون طن، وفق تيان مياو وهو محلل يتخذ من بكين مقراً له، ويعمل لدى نورث سكوير بلو اوك ليمتد North Square Blue Oak Ltd. وهي شركة بحوث تتخذ من لندن مقرا لها وتركز على الصين.

تأثير واضح

ويقول تيان إن «معظم الملوثات تصدر عن إحراق الفحم، ولذلك فإن الإغلاق سوف تكون له تأثيراته الواضحة على خفض الانبعاثات، كما أن عملية الاستبدال بالغاز الطبيعي سوف تكون أكثر نظافة مع قدر أقل من التلوث، على الرغم من الارتفاع الطفيف في التكلفة».

وقد خططت الصين، على الصعيد الوطني، لإغلاق أكثر من 2000 منجم صغير للفحم في الفترة بين سنة 2013 وحتى نهاية هذه السنة، وفق تصريح سونغ يونمنغ، نائب رئيس إدارة الدولة لسلامة مناجم الفحم في مؤتمر صحافي في شهر يوليو الماضي.

يذكر أن الفحم هو الوقود الأحفوري الأكثر كثافة كربونية والمصدر الأكبر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وفي السنوات العشر حتى 2013، نما الطلب على الفحم على صعيد عالمي بأكثر من 50 في المئة، وتمكّن من تلبية حوالي نصف الزيادة في الاحتياجات الرئيسية الإجمالية للعالم من الطاقة، وفق ما جاء في تقرير وكالة الطاقة الدولية السنوي في العام الماضي. وقالت الوكالة إن الصين كانت المصدر الرئيسي لهذه الزيادة.

اتجاه أوسع

يعد إغلاق مصانع الطاقة العاملة بالفحم خطوة مهمة إزاء معالجة التلوث في الصين، التي تحصل على حوالي 64 في المئة من الطاقة الرئيسية التي تستخدمها من الوقود الأحفوري.

 ويشكل الفحم حوالي 30 في المئة من خليط الكهرباء في الولايات المتحدة، بينما يشكل الغاز 42 في المئة، وذلك وفق معلومات بلومبيرغ لتمويل الطاقة الجديدة.

ويتراجع استخدام الفحم أو يتباطأ في الصين مع تشجيع صناع السياسة لاستخدام أوسع للطاقة الكهربيمائية والشمسية والرياح. وتدفع الصين أيضا لإعادة البدء في برنامجها للطاقة النووية في محاولة لتنقية أجوائها. وقد نما استهلاك البلاد من الكهرباء في السنة الماضية بأبطأ وتيرة في 16 سنة، وفق معلومات من مجلس الكهرباء في الصين.

وهبطت انبعاثات الصين من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 2 في المئة في السنة الماضية عن معدلات عام 2013، وهو أول انخفاض منذ سنة 2001، ما يشير الى أن جهود السيطرة على التلوث تحقق تقدماً، وفق تقديرات «بلومبيرغ نيو انرجي فاينانس» التي استندت الى معلومات الطلب الأوّلي على الطاقة من المكتب الوطني للاحصاء في الصين.

وقد اجتذب تلوث الهواء المزيد من الاهتمام العام في السنوات القليلة الماضية، بعد أن غلف «الضبخن» الكثيف أجزاء من الصين بما في ذلك بكين وشنغهاي. وفشلت حوالي 90 في المئة من الـ 161 مدينة التي تمت فيها مراقبة جودة الهواء في سنة 2014 في تلبية المقاييس الرسمية، وفق تقرير صدر في وقت سابق من هذا الشهر عن مكتب الصين الوطني للإحصاء.

وبلغ متوسط مستوى بي إم 2.5 وهي ذرات صغيرة تشكل أكبر خطر على صحة الإنسان 85.9 ميكروغرام في المتر المكعب في السنة الماضية في بكين، مقارنة مع المقياس الوطني البالغ 35.

وتهدف المدينة أيضاً الى اتخاذ إجراءات أخرى مثل إغلاق الشركات الملوثة وخفض إنتاج الاسمنت بغية تنقية الهواء في هذه السنة، وفق المكتب البلدي لحماية البيئة.

«بلومبيرغ للأعمال»

back to top