هل تغفرين الخيانة؟

نشر في 28-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-03-2015 | 00:01
No Image Caption
يخونك شريكك مع امرأة أخرى، فتكون الصدمة النفسية صاعقة. تفقدين الثقة بالشخص الذي كان يجسد الثقة وتعيدين النظر بكل ما التزمتِ به وكرستِ حياتك لأجله. أي موقفٍ تعتمدين؟ هل يمكنك غفران الخيانة والمضي قدماً؟
الحقيقة بسيطة. كل ثنائي يتعب، مهما كان مدى حبه. عندما يكون هذا التعب مشتركاً، يكون الطلاق الحل الأنسب. غالباً ما يكون أحد الشريكين وحده قد فقد حماسته، فقتل الروتين طاقته وفقد حاجته إلى جذب الآخر الذي يعتبره مكتسباً. تخف رغباته ويفقد شغفه.

لا يعني الشعور بالراحة بالضرورة أن الشريك أيضاً مرتاح. لم الصمت؟ كيف نفسر للشريك أننا نمل من دون جرحه؟ يسكتنا خوفنا من عدم تفهم الشريك وخوفنا من الملامة.

عندما تكتشف الخيانة، تصعب عملية التواصل. تتحوَّل أزمة الثنائي إلى جرح مفتوح، تصبح الكلمات جارحة والوعود بالوفاء فارغة. يستحسن انتظار هدوء العاصفة لمعرفة إن كانت إرادة إنعاش الثنائي حقيقية ومشتركة. هذه المرحلة أساسية، فإذا كذب أحدهما، إذا كذب على نفسه، تتلاشى الطاقة وتتكرر الخيانات.

خيانات مختلفة

تختلف أنواع الخيانات ولا تعالج جميعها بالطريقة عينها.

خيانة ومشاعر

هذه الخيانة هي الأصعب. يشعر الشخص المخدوع بالتهميش أكثر من أي حالة أخرى. يتضاعف الألم عندما نعرف أننا ما عدنا الوحيدين في قلب الآخر. يبدو الغفران في هذه الحالة مستحيلاً، فما فائدته إذا كان الشريك مغرماً بشخصٍ آخر؟ بالطبع، ثمة احتمال أن يتغير وينسى الآخر ولا يحب سواكم. في هذه الحالة، ثمة أسئلة كثيرة يجب طرحها، وعلى قلبكم أن يقرر إذا كان يتمتع بالقوة الكافية للغفران.

خيانة سطحية

حتى لو لم يقم الشريك بخيانة فعلية مع شخصٍ آخر، يبقى هذا النوع من الخيانة السطحية مؤلماً. السماح ممكن إذا فهم الشريك درسه وندم.

الغفران

في الأحوال كافة، يكون غفران الخيانة أمراً صعباً ومؤلماً، يتطلب الكثير من الإرادة والطاقة. لكن لا يكون الغفران الحل الأمثل في الأوقات كافة. إذا كان شريكك يميل إلى الخيانة، من الأفضل حماية نفسك وتفادي خوض التجربة عينها أكثر من مرة.

الحلول كثيرة ومختلفة. النصائح الثلاث الأساسية هي: التفكير، الاستماع والصبر. بالطبع، الجواب في داخلك: هل أنت مغرمة بشكلٍ كافٍ؟ هذا هو السؤال الأساسي. فكل شيءٍ يعتمد على الحب وعلى التضحيات التي تودين القيام بها لإعادة إحياء هذه العلاقة.

تخطي الخيانة

قد تظهر الخيانة في أي مرحلةٍ من الحياة الزوجية. لا تؤثر على الشريكين فقط، بل أيضاً على عائلاتهما ومحيطهما وشبكتهما الاجتماعية والعملية. حتى لو كانت تتسببب بجراحٍ عميقة، لا تكون تردداتها دائماً سلبية. لسوء الحظ، غالباً ما لا نعرف قيمة الشريك ومكانته في حياتنا إلا بعد أن نخاف من فقدانه. وهي فرصةٌ كي ينظر الثنائي بما قد يحسن العلاقة في نظر الشريكين.

ترددات الخيانة

الخيانة هي إخفاء حقيقة علاقة حميمة مع شخص ليس شريكنا. بالنسبة إلى الأكثرية، تزعزع الخيانة أو تدمر ركائز الحياة الزوجية: الاحترام، الثقة، الأمان والمستقبل المشترك. قد تكون ردود الفعل أمام الخيانة عنيفة. بحسب الخبراء، يغضب بعض الرجال لدرجة تعنيف المرأة. أما النساء، فتشعرن بالذنب وتعدن النظر بأنفسهن. وبذلك تصبحن أكثر عرضة للكآبة.

إدارة الأزمة الأولية

التحدي الأكبر للشخص المخدوع هو السيطرة على ردود فعله كي يفهم حقيقة ما جرى. لكن يجب أن يغفر لنفسه بعض الانزلاقات الشفهية. الشعور بالغضب طبيعي. لكن التمسك بالغضب والاختباء وراءه لن يؤديا إلا إلى تدمير ما تبقى من العلاقة. أما الشخص الخائن، فمن الضروري أن يكون شفافاً وأن يحاول فهم السبب وراء خيانته. يجب أيضاً أن يتحلى بالصبر والتفهم تجاه الشخص المجروح.

إعادة النظر في العلاقة

قد يشعر الشخص المخدوع بعدم إمكان إعادة بناء هذه العلاقة. ينصح بعدم التسرع والتدقيق بالعلاقة لاتخاذ قرار لا نندم عليه في المستقبل.

إعادة بناء العلاقة

ثمة نقاط مشتركة بين الأشخاص الذين يتخطون الخيانة:

- وضع الشخص الخائن حداً للعلاقة الخارجية والتركيز على العلاقة الأساسية وإعادة بنائها.

- يفهم الشريكان معنى الحصرية في العلاقة ويتجنبان أي وضعية قد تخيف الشريك.

 

- استبدال الشفافية واحترام الالتزامات بالكذب والخداع. أمام أمانة الشريك، يستعيد الشخص المخدوع الثقة بالعلاقة.

- يفهم الشريكان هشاشة علاقتهما ويستفيدان من هذه الأزمة لإعادة تحفيز حبهما. قد يطوران سبلاً جديدة للسعادة.

الانفصال دون تدمير كل شيء

أحياناً، وبعد الجهود المبذولة كافة، ينفصل الثنائي. للانفصال من دون تدمير كل شيء، يمكن طلب المساعدة من مرشد عائلي أو عالم نفسي. في هذه الحالة، يجب الحداد على الحب الضائع، والغفران.

لكن في الحقيقة، ليس الغفران سهلاً أبداً. فالثقة تزعزعت، كما الثقة بالنفس، والسماح يحتاج إلى وقتٍ وجهد. ولكنه ممكن، لأن الخيانة تجرح حب الذات أكثر من حبنا الشخص الآخر.

تحتاج المرأة إلى الشعور بأن الندم حقيقي لاستعادة الثقة، حتى لو انفصل الثنائي وتحولت العلاقة إلى صداقة. ولا يجب، بعد الغفران، العودة إلى التحدث عن الخيانة لدى أي شجار.

back to top