كلنا للكويت

نشر في 27-03-2015
آخر تحديث 27-03-2015 | 00:14
No Image Caption
لا ضرورة للمقدمات، إنها حرب تعنينا وتخص مصيرنا ومصير دولنا وأجيالنا بامتياز، هي ليست مجرد معركة لتحقيق نقاط أو لكسب تكتيكي، بل بداية مواجهة استراتيجية كبرى طال انتظارها بعدما تمادى الطامعون في مد اليد للعبث بنسيج المجتمعات العربية واستقرارها.

إنها حرب بقاء، فإما أن ننتصر فيها لمنع زعزعة استقرارنا والحفاظ على دولنا وأهلنا ووحدتهم، وإما أن نصير عرضة للتهديد عند الحدود وفي الداخل وعلى مستوى عيشنا ورخائنا.

ولأن هذه الحرب كذلك، فلا مجال للمواقف الرمادية ولا للاعتراضات العشوائية ولا للخلافات الداخلية ولا للمماحكات والتلهي بالصغائر. كلنا يد واحدة، لا من أجل اليمن فحسب، بل من أجل خليجنا وكويتنا ووحدة شعبنا.

غير مقبول على الإطلاق أن نبقى سادرين في غي الخلافات الصغيرة، وفي الجدل السياسي العقيم، في وقت نشارك بحرب لم تعد وقائية، بل مفروضة علينا لحماية أنفسنا.

مشاركتنا في الحملة العسكرية ليست مسايرة لأحد، ولا هي مجرد رفع عتب، إنها ضرورة وطنية، فأمن الخليج واحد وجزء لا يتجزأ، وتهديد حدود السعودية هو بمنزلة تهديد لحدود الكويت، والعربدة في باب المندب والبحر الأحمر هي عربدة ضد كل الخليج وضد مصالح أبنائه وطرق النفط.

لن تقبل الكويت مثلما لم يقبل الخليجيون ومعظم العرب والدول الإسلامية الصديقة أن تهدد القلة الحوثية مصير الأكثرية اليمنية وتتحول إلى حالة إقليمية هدفها اختراق الخليج وأمنه وتنفيذ الأحلام الإمبراطورية، لذلك فإن مشاركة الكويت لن تحيد عن مبدأ إعادة الشرعية والتوازن إلى اليمن ودعم المبادرة الخليجية والقرارات الدولية.

فتح القرار الخليجي الشجاع بالمواجهة الاستراتيجية انطلاقاً من اليمن آفاق المنطقة أمام معادلات جديدة، وأعاد الأمل في وقف الأطماع والتهديدات وتخريب العيش المشترك بين المذاهب وتحويل المنطقة إلى بؤرة عدم استقرار تستنزف مواردها وتضرب الإنجازات التي تحققت فيها بفعل الاستقرار.

إنه وقت الوحدة الوطنية، والمواقف ستحسب للجميع، فمن أراد الاستمرار في الصغائر فسيصغر في عين الكويتيين، ومن يترفع عن الخلافات فسيحصد التقدير.

كلنا خلفالقيادة السياسية في تضامنها الكلي مع إخواننا الخليجيين، وكلنا للكويت في الشدائد والملمات، لا تفريق بين كويتي وكويتي.

 الجريدة

back to top