السيد لـ الجريدة.: تكيُّس المبيضين من أكثر أسباب تأخر الحمل شيوعاً لدى الكويتيات

نشر في 26-03-2015 | 00:02
آخر تحديث 26-03-2015 | 00:02
No Image Caption
تزايد المراجعات بـ«دار الشفاء» لكفاءة الطاقم الطبي والتجهيزات العالية

كشف اختصاصي النساء والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب في مستشفى دار الشفاء د. محمود السيد أن عدد الولادات في القسم العام الماضي بلغ 5809، بواقع 500 ولادة شهرياً، وقال إن نسبة العقم بالكويت تتراوح بين 13 إلى 15 في المئة، مشيراً إلى أن هناك أسباباً متعددة لتأخر الحمل، منها ما هو متعلق بالزوج، ومنها ما هو مرتبط بالزوجة. وأكد د. السيد في حواره لـ»الجريدة» أنه نظراً للضغط الشديد على المستشفى فقد أضيفت غرف جديدة، لافتاً إلى أن هناك إقبالاً شديداً وتزايداً كبيراً من المراجعين، بسبب كفاءة الطاقمين الطبي والفني والتجهيزات العالية التي يتم تقديمها، مضيفاً أن «مستشفى دار الشفاء ملتزم تطبيق بروتوكولات وزارة الصحة وحضور المؤتمرات».  وذكر أن الحقن المجهري آخر الطرق للمساعدة على الإنجاب، لافتاً إلى أن تكيّس المبيض هو خلل في وظيفة المبيضين، ويكون مصحوباً بتغيرات هرمونية مع بعض الأعراض مثل اضطرابات الدورة الشهرية وانقطاعها فترات مختلفة.  وقدم د. السيد النصيحة للمقبلات على الزواج بضرورة إجراء الفحص الطبي، لتجنب الأمراض الوراثية لأبنائهن، وفي ما يلي نص الحوار:

• ما العقم وما نسبته؟

المقصود بالعقم هو تأخر حدوث الحمل لأكثر من سنة بعد الزواج، ويسمى العقم أولياً إذا لم يتم الحمل عند المرأة التي حملت من قبل، ونسبة حدوثه  تتراوح بين 13- 15 في المئة، حيث إن أكثر من 80 في المئة من المتزوجين ينجبن خلال السنة الأولى من الزواج دون تدخل، ونحو 50 في المئة من اللاتي يحملن في السنة الأولى يحملن في السنة الثانية، وبذلك يكون أكثر من 90 في المئة من السيدات حملن بعد مرور سنتين من الزواج.

• ما أسباب تأخر الحمل؟

هناك أسباب متعلقة بالزوجة وأخرى متعلقة بالزوج (30 في المئة من الحالات)، وأسباب متعلقة بالاثنين معاً (40 في المئة)، وأسباب غير معروفة (25 في المئة).

وأما الأسباب المتعلقة بالزوجة فأهمها القصور في التبويض، وتعتبر المشاكل المتعلقة بالإباضة مسؤولة عن 25 في المئة من أسباب تأخر الحمل، وأهم أسباب عدم الإباضة هو تكيس المبيض، وزيادة هرمون البرولاكتين أو وجود  خلل في وظيفة الغدة النخامية والغدة الدرقية أو الفشل المبكر للمبيض، نتيجة للنقص الشديد في مخزون المبيض من البويضات، إذ إن كل سيدة لديها مخزون من البويضات تجدد نسبياً منذ الولادة ويستهلك على مدار المدة الإنجابية لها، إضافة إلى انسداد قناتي «فالوب»، وقد ينتج هذا نتيجة للالتهابات المتكررة أو الالتصاقات الناتجة عن هذه الالتهابات، أو بعد العمليات الجراحية بمنطقة الحوض، مثل استئصال الأورام الليفية أو الحمل خارج الرحم أو أورام عدة، أو استئصال الزائدة الدودية.

 أما بالنسبة للزوج فإن 40 في المئة من أسباب تأخر الحمل تكون بسبب مشاكل خاصة بالسائل المنوي، مثل نقص شديد في عدد الحيوانات المنوية، أو حتى عدم وجود حيوانات منوية بالسائل المنوي، أو ضعف الحركة، أو زيادة نسبة تشوهات الحيوانات المنوية، كما أن هناك أسباباً أخرى متعلقة بالقدرة على المعاشرة الجنسية أو ارتداد السائل المنوي خصوصاً في المرضى الذين يعانون مرض السكر أو تم لهم عمليات استئصال البروستاتا.

 تكيس المبيض

• ما المقصود بمرض تكيس المبيض؟ وكيف يتم تشخيصه؟

هو خلل في وظيفة المبيضين، ويكون مصحوباً بتغيرات هرمونية مع بعض الأعراض مثل اضطرابات الدورة الشهرية وانقطاعها فترات مختلفة، وزيادة في وزن الجسم وغزارة في الشعر في أماكن مختلفة مثل الوجه والبطن والأطراف، وتساقط شعر الرأس وتأخر الحمل بسبب عدم الإباضة، ويتم تشخيصه بأخذ القصة المرضية، حيث تشكو المريضة من الأعراض التي تم ذكرها سابقاً، وكذلك عمل أشعة بالموجات فوق الصوتية (السونار)، إذ يظهر عدد كبير من الجريبات الصغيرة (2-8 مم) متراصة قرب السطح الخارجي للمبيض ويكون مصحوبا بخلل في مستوى هرمونات الغدة النخامية والهرمونات الذكرية (التستوستيرون) وزيادة هرمون الدولاكتين في 10 في المئة من السيدات، ويتم عمل تحليل لهذه الهرمونات في اليوم الثالث من الدورة الشهرية.

• وهل هناك مضاعفات أخرى لمرض تكيس المبيض غير تأخر الإنجاب؟

نعم على المدى البعيد يكون أكثر عرضة لحدوث مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وارتفاع نسبة الإجهاض في حالة حدوث الحمل، وكذلك زيادة سمك بطانة الرحم، وقد تكون مقدمة لحدوث أورام في بطانة الرحم، خصوصا مع المرضى الذين يعانون انقطاع الدورة فترات طويلة.

• ما علاج تكيس المبيض؟ وبماذا تنصح هؤلاء المرضى؟

أولاً أنصحهم بتخفيض الوزن إلى المعدل الطبيعي، وذلك بممارسة الرياضة واتباع حمية غذائية، أما بالنسبة للعلاج فإنه يتوقف على المشكلات التي يسببها، فالعلاج هو علاج الأعراض، فمثلا إذا كانت المشكلة هي تأخر الحمل فيكون العلاج عبارة عن تنشيط المبيض بأدوية خاصة في صورة أقراص بالفم أو أدوية بالحقن مع مراقبة الإباضة بجهاز السونار، وفي حالة عدم استجابة المبيض لهذه الأدوية فهناك علاج جراحي وهو تثقيب المبيض باستعمال منظار البطن، ويجب ألا نلجأ لهذا العلاج إلا بعد فشل المبيض في الاستجابة للأدوية.

وإذا كانت المشكلة مقتصرة على عدم انتظام الدورة فلا ترغب المريضة في الإنجاب، ويكون العلاج في صورة حبوب منع الحمل، وإذا كانت المشكلة هي غزارة الشعر فإن العلاج سيكون أيضاً باستعمال حبوب منع الحمل، وكذلك مضادات الاندروجين الهرموني الذكري)، والذي قد يزيد مستواه في الدم في بعض هؤلاء المرضى، ولا يجب استعمال مضادات الاندروجين إذا كانت المرأة ترغب في الإنجاب، وذلك لتأثيرها السلبي على الجنين إذا كان ذكراً.

التلقيح الصناعي

• ما طرق العلاج الأخرى؟

التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب والحقن المجهري.

• ماذا تعني بالتلقيح الصناعي والحقن المجهري وما نسبة نجاح كل منهما؟

التقليح الصناعي هو طريقة من طرق المساعدة على الإنجاب ويتم استعمالها في حالات معينة، كعدم كفاءة السائل المنوي التي تتمثل في قلة العدد أو الحركة عن المعدلات الطبيعية، أو مشاكل متعلقة بالمعاشرة الزوجية مثل عدم القدرة على الانتصاب أو وجود أجسام مضادة ضد الحيوانات المنوية بمخاط عنق الرحم أو مرض البطانة الهاجرة (الابتناز) أو في الحالات التي لا يوجد سبب واضح لتأخر الحمل، ويمكن إجراؤها حتى 6 مرات.

ونسبة نجاح هذه العملية نحو 10 في المئة، ولكن نحو 50 في المئة من النساء اللاتي تجرى لهن عملية التقليح الصناعي يحملن بعد 6 محاولات، وهي عملية بسيطة يتم فيها حقن السائل المنوي بعد تحضيره بالمختبر داخل تجويف الرحم بعد تنشيط البويضة وتحديد موعد الإباضة عن طريق حقن أدوية معينة بعد التأكد من استجابة المبيض للأدوية النشطة.

أما الحقن المجهري فهو آخر الطرق للمساعدة على الإنجاب، ويجرى لبعض المرضى مثل حالات الضعف الشديد والسائل المنوي، وكذلك عدم وجود حيوانات منوية بالسائل المنوي، وفي هذه الحالة يتم الحصول على الحيوانات المنوية بأخذ عينة من المريض، كما تجرى أيضاً في حالة انسداد قناتي فالوب.

وفي حالة الحقن المجهري يتم تنشيط التبويض بأدوية معينة مع مراقبة عملية الاستجابة لهذه الأدوية بالموجات فوق الصوتية ومستوى هرمون الاستروجين بالدم حتى نحصل على عدد كاف من الجريبات التي تحتوي على البويضات.

 وتستغرق عملية تنشيط المبيض نحو 7-12 يوما، وعندئذ نعطي دواء لاستكمال نضج هذه البويضات، ثم نسحب هذه البويضات بعد 34-36 ساعة من إعطاء هذا الدواء بمراقبة السونار تحت مخدر عام أو موضعي، ويقوم مختبر الأجنة بفحص هذه البويضات وحقنها بالحيوانات المنوية للزوج بواسطة ميكروسكوب خاص، ويتم حفظ البويضات الملحقة في حاضنات خاصة، حيث يتم انقسام البويضة المخصبة (الريجوت) وتتحول إلى جنين يحتوي على 4-8 خلايا في اليوم الثاني أو الثالث بعد حقن البويضات.

وبعد ثلاثة أيام من سحب البويضات يتم إرجاع الأجنة إلى تجويف الرحم وهي عملية بسيطة تتم دون استعمال مخدر، ونسبة نجاحها تتراوح بين 30-50 في المئة.

ومن أهم العوامل التي تؤثر على نسبة النجاح سن صاحب الحالة، ومخزون المبيض من البويضات، وهو محدد مسبقا ووراثيا منذ الولادة يتم استهلاكه طوال الفترة الإنجابية لأي سيدة، ويقل هذا المخزون تدريجيا مع تقدم السن، ويكون هذا الانخفاض شديدا بعد سن (35-36 سنة)، وبذلك تتفاوت نسبة نجاح هذه العملية في سن 40 سنة.

فحوصات تأخر الحمل؟

- إذا كان الفحص المبدئي للعينة المأخوذة من الزوجين سليما وتحليل السائل المنوي طبيعيا، فعلى الزوجين الانتظار للعام الأول، حيث إن نسبة الحمل، تزيد على 80 في المئة في العام الأول بعد الزواج إلا في بعض الحالات مثل تقدم سن الزوجة أو وجود مشكلات واضحة قد تؤثر على الإنجاب، ولا يجب إجراء أي فحوصات للزوج إلا بعد التأكد من أن تحليل سائله المنوي سليم.

وبعد ذلك يتم عمل تحاليل خاصة للتأكد من الاباضة مثل هرمون الدوجستيرون يوم 21 من الدورة الشهرية والهرمونات الخاصة بتشخيص تكيس المبيض وهرمون البرولاكتين والغدة الدرقية في حالة عدم انتظام الدورة لدى الزوجة.

وكذلك عمل أشعة بالصبغة للاطمئنان على سلامة قناتي فالوب خاصة في الحالات التي يتوقع فيها انسداد هاتين القناتين مثل الحالات التي أجريت لها عمليات جراحية بالحوض مثل استئصال ورم ليفي أو كيس من المبيض أو استئصال الزائدة الدودية أو عمليات قيصرية.

back to top