صادق الفراجي «مسيراً بالعواصف»

نشر في 26-03-2015 | 00:02
آخر تحديث 26-03-2015 | 00:02
تستضيف غاليري {أيام القوز} معرض {مسيراً بالعواصف} للفنان العراقي المغترب صادق كويس الفراجي. تعالج روائح أعمال الفراجي هشاشة الوجود الإنساني، وتعلن عن مشاعر الخسارة والمنفى والتجزؤ والنزوح.
يقدم صادق الفراجي في معرضه الأخير أعمالاً جديدة مشوقة تدور حول موضوع حكائي بعنوان {قارب علي} حيث يقدم رسومات سردية عن ابن أخيه علي الذي تعرف إليه مرة في زيارة عائلية له إلى بغداد عام 2009.

يشرف على المعرض نات مولر، ويتضمن سلسلة لوحات ورسومات فحمية ومذكرات الفنان اليومية، بالإضافة إلى فيديو آنيميشن مؤثر يمزج من خلاله الفنان مشاعر جمالية متباينة وقعت بينه وبين ابن أخيه علي وأولاده. يدمج ما بين رغبة الشاب بالهروب من الأحداث الجارية في العراق، مع مأزقه هو نفسه كفنان في المنفى غير قادرٍ على العودة إلى بلاده. ويستخدم في طرح هذه القضية نمطاً شبيهاً بالرسم الطفولي صائغاً ملامح حزينة ومؤثرة طالما ميَّزت أعمال الفراجي السابقة. وتدل رسوماته تلك على طرح قضايا وجودية مثل الرغبة في العيش بسلام وأمان، أو السعي إلى تحقيق السعادات الحياتية وتحقيق الذات، أو حتى إمكان الحلم.

رحلة الحياة

يعرض الفراجي رحلة الحياة المحفوفة بالعقبات بنمط مشابه للعبة {السلم والثعبان} حيث يستخدم لوحتها كمجاز بصري لإبداعه. في النهاية المطاف، سيصل علي أو الفراجي إلى وجهتهما النهائية غير المعروفة، المعبأة بعوالم خيالية ابتكرها الفنان، والمليئة بالقصص الخيالية التواقة والغامضة رغم المخاطر الكثيرة المواجهة. وتشير العاصفة في عنوان المعرض إلى العنف الذي يتلقاه العراق والذي يدفع علي إلى مغادرته، بالقدر نفسه الذي يشتاق فيه الفراجي للعودة إليه بوصفه مكان طفولته وبلده.

ابتكر الفنان الأعمال المشاركة في {مسيراً بالعواصف} من مادة الحبر الهندي الأسود والفحم وقلم رصاص غرافيت وطبعات سوداء وبيضاء، وهو يعتمد اللون الأسود لأنه يشعر بأنه يكشف عن قوة التعبير بشكل كبير، وبالوقت نفسه يجمد لحظة ما ليجعلها صالحة لكل زمان.

بقدر ما يُعتبر هذا المشروع شخصي بشكل عميق، نحن إزاء قضية تتجاوز الخصوصية المكانية والسياسية والجغرافية لتصبح قضية عالمية من شأنها الدعوة إلى السعي نحو الأمل.

يترافق مع افتتاح المعرض إطلاق كتاب فني يتضمن دراسة شاملة من عمر مهنة الفنان الممتدة لثلاثين عاماً، حرر الدراسة الناقد مات مولر وأشرف عليها، وهي تتضمَّن نصوصاً نقدية عدة أبرزها للمؤرخ التاريخي شيفا بالاغي.

صممت الكتاب هدى أبي فارس من مؤسسة {خط}، وتنشره مؤسسة {سشيلت} في أمستردام، كذلك يشارك صندوق موندريان المالي في هولندا في الدعم المالي للمعرض.

حول الفنان

يستكشف الفراجي من خلال أعماله ذات الوسائط المتعددة ما يصفه بأنه «قضية الوجود» من خلال رسوماته ولوحاته والفيديوهات وكتبه الفنية ورسوم الغرافيتي والأعمال التركيبية. تحتل معظم أعماله شخصية غامضة ممثلة على شكل فراغ أسود قابل لتصفية ما حوله من وقائع، مستكشفاً تعقيدات التنقل في الطبيعة غير المستقرة فعلياً التي سيطرت على التواجد الطبيعي العصري. فتلك الشخصية المنفردة في لوحته الملونة على شكل ظلي باللون الأسود والتي تطغى على كثير من الخصائص الشكلية لمؤلفاته، يحاول الفراجي أن يلتقط فيها الحركة التعبيرية والالتواءات الخفية للجسم المحملة جسدياً من بيئات مشحونة نفسياً. ويسجل الفنان غالباً سرده الحكائي الخاص بتصورات مبنية على اللونين الأبيض والأسود لابتكار شخصيته، لا سيما في حالة الخسارة والتجزئة والهفوات والتأكيد بشكل كبير على تجربة المنفى.

ولد  في بغداد عام 1960، يعيش ويعمل في اميرسفورت، هولندا. حصل على بكالوريوس في الفنون الجميلة والتشكيلية من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1987، وعلى دبلوم في التصميم الغرافيكي من كونستاتين هيغنز، هولندا عام 2000.

قدم معارض فردية عدة، من بينها: مركز بيروت للمعارض 2014، غاليري أيام لندن، 2013، غاليري أيام دبي المركز المالي 2011، غاليري أيام دمشق 2011، غاليري ستادس أمرسفورت، هولندا 2010، متحف ستيشن، هيوستن 2008، متحف ستيدليك، دين يوش 2007. كذلك شارك في معارض جماعية عدة، من بينها: بينالي فوتوفيست، هيوستن 2014، سامسونغ بلو سكوير ومتحف بوسان للفنون، كوريا الجنوبية 2014، مهرجان أيكونو على الهواء وعلى النت 2013، متحف موري آرت، طوكيو 201، معهد العالم العربي 2012، المركز الثقافي العام سان مراتن، بيونس آيريس 2012، متحف الفن الحديث والمعاصر، الجزائر 2011، المتحف العربي للفن الحديث، قطر 2010.

تتواجد أعمال الفراجي في العديد من المقتنيات الشخصية والعمومية، منها: المتحف الوطني الحديث بغداد، مركز الفنون، بغداد، المتحف الوطني للفنون الجميلة، عمان، مؤسسة شومان، عمان، المؤسسة الملكية للفنون الجميلة، عمان، متحف نوفوسيبريسك للفنون، روسيا، متحف كلوج نابوكا للفنون، رومانيا، مت  حف كانتري، لوس أنجيلوس، متحف هيوستن للفنون الجميلة، هيوستن.

back to top