الأغلبية الصامتة: «ولدكم عوركم»

نشر في 26-03-2015
آخر تحديث 26-03-2015 | 00:01
 إبراهيم المليفي «ولدكم عوركم» وما شأننا نحن؟ وما ذنبنا كي تهدر الحقوق الدستورية المكفولة للمواطنين بالتعبير عن رأيهم المخالف للرأي الرسمي؟ وما علاقتنا بــ"ولدكم" الذي خرج عن مساركم؟ فلا هو الذي كان حجة في الحفاظ على الدستور والقانون وهو في عز «دولته» كي نستظل بظله، ولا هو القريب من همنا نحن البسطاء كعادة من سكنوا خارج دائرة الأضواء.

كيف لمن هو عاجز عن إخماد صياح أهل بيته أن يُخرس أصوات سكان الحي؟ ذلك في الأوضاع العادية، ولكن ماذا عن سلطة وأجنحة وحكومة ومسؤوليات إدارة وبيت مال متخم بالدراهم والثقوب، وعالم خارجي لحوح وجغرافيا سياسية ضاغطة تتطلب الاستقرار الداخلي لمواجهة ما يهب علينا من رياح عاتية، وأخيراً وهو الأهم شعب جبل على الحرية والتذمر؟!

"ولدكم عوركم" وما شأننا نحن؟ وما ذنبنا كي تهدر الحقوق الدستورية المكفولة للمواطنين بالتعبير عن رأيهم المخالف للرأي الرسمي؟ وما علاقتنا بــ"ولدكم" الذي خرج عن مساركم؟ فلا هو الذي كان حجة في الحفاظ على الدستور والقانون وهو في عز "دولته" كي نستظل بظله، ولا هو القريب من همنا نحن البسطاء كعادة من سكنوا خارج دائرة الأضواء.

هو "ولدكم" الذي أزعجكم "جابلوه" لا نحن، وإذا سلّم شطر من الحراك رقبته له، أو راهن عليه فليس بقية الناس مع رأيه، ولكن من الواضح أنكم لا تميزون بين من يخوض معركة محاربة الفساد لتحقيق المصلحة العامة وبين من يتمظهر فيها بغرض المساومة.

إن العاجز عن إسكات "ولده" عاجز حتماً عن إسكات أهل الحي، وضرب "عيالهم" ليس هو الوسيلة لإخراسه بل مدعاة فتنة وتوسيع لدائرة الخلاف؛ لتشمل أطرافاً لها مواقف وآراء محددة في قضايا انتشار الفساد وتدهور الحالة العامة للدولة بشكل متواصل.

إن الحكمة لو كانت حاضرة في الأيام الماضية لما نصحت باستعمال القوة ضد اعتصام صامت، حتى لو خرج فريق منهم في مسيرة غير مرخصة، فلم يكن أسهل من تشتيتهم بهدوء، خصوصا أن جميع خبراء معارضة المعارضة يؤكدون أن الأعداد التي حضرت إلى ساحة الإرادة قليلة، ومن شارك في المسيرة أقل، ولكن يبدو أن "نزعة" تطبيق القانون "بحزم" ضد المخالفين كانت "حداً أعلى".

في الختام ليس الساخطون هم من ضغطوا زر استدعاء المزيد من الساخطين، بل هي "مطّاعات" القوات الخاصة التي ضربت النساء والمقعدين والعزّل والصامتين؛ لتشعل نار المروءة والغيرة  في صدر كل صاحب رأي منصف، يوم الاثنين الفائت فيه سلم للمجد ارتقى درجاته من اختار الصعود، وسلّم للعار نزل إلى "دركاته" من اختار النزول.

back to top