تشكيل قوات برية مشتركة لمحاربة «داعش»

نشر في 07-03-2015
آخر تحديث 07-03-2015 | 00:01
 أنس محمود الشيخ مظهر بعد اندفاعه المفاجئ نحو الحدود السورية العراقية ونجاحه في السيطرة على مناطق شاسعة من العراق، يعاني "داعش" اليوم أزمة حقيقية حولت وضعه الميداني من الهجوم إلى الدفاع الذي جعله يُمنى بهزائم متلاحقة أحيانا كثيرة نتيجة ضربات طيران التحالف الدولي المركزة على مواقعه، وانتصارات قوات البيشمركة في العراق وسورية ضد هذا التنظيم، يضاف إليها تمكن الميليشيات المسلحة في العراق فيما يسمى بالحشد الشعبي من تنظيم صفوفها والبدء بهجمات مؤثرة على "داعش" في مدن يسيطر عليها التنظيم، كذلك النجاح النسبي للمجتمع الدولي في تجفيف مصادر تمويل هذا التنظيم.

على ذلك يستوجب على الأطراف المعنية بمحاربة "داعش" العمل للقضاء عليه بشكل نهائي، ومن أهم النقاط التي يجب العمل عليها لتعزيز النجاحات السالفة الذكر ما يلي:

- تشكيل قوات برية مشتركة تتكون من الدول ذات العلاقة بموضوع "داعش"، يكون هدفها ملء الفراغ الذي يعانيه طيران التحالف في افتقاد قوات برية تكلل ضرباته الجوية بانتصارات ثابتة على الأرض.

هذه الخطوة ليست بالسهلة بسبب الحساسيات السياسية والأيديولوجية بين دول المنطقة وتوجهاتها المذهبية، ولكن لوجود مصالح مشتركة بين هذه الدول في محاربة "داعش" يمكن أن تضم هذه القوة جيوش دول المنطقة العربية وغير العربية، بحيث تقسم مناطقها الميدانية على أساس الأغلبية السكانية لتلك المناطق لتلافي الحساسيات، وتكون تحت إشراف دولي.  هذه النقطة تتطابق تماما مع الدعوة المصرية لتشكيل جيش عربي موحد، لكن باستيعاب جيوش غير عربية أيضا، وتتطابق أيضا مع التوجهات الإيرانية والأميركية والعربية في العراق، والتي تشير إلى أنهم قسموا الجهد العسكري بينهم بتفاهمات مباشرة أو غير مباشرة، فأصبحت كل منطقة في العراق ضمن مهام جهة من هذه الجهات، فإيران تتحرك بحرية في مناطق ديالى وصلاح الدين دون تدخل أميركي، في حين بقيت مناطق الأنبار والموصل تحت النفوذ الأميركي الذي يمكن أن يسمح لتحرك بري تركي أو عربي فيهما مستقبلا، وهناك مؤشرات لهذا التوجه من خلال الزيارات المكوكية لبعض ساسة المنطقة إلى السعودية قبل أيام، وسنتكلم عنها بالتفصيل في مقالة قادمة.

- العمل على محاربة الفكر الذي يتبناه "داعش" وجميع المنظمات الإسلامية المتشددة، من خلال التركيز على فكرة الجهاد ومستوجباتها وظروفها، فالقضاء على التنظيم حاليا لا يضمن عدم ظهور مثيلاته مستقبلا، لذلك فإن محاربة أفكار هذه التنظيمات وتفنيدها هو ما يجب القيام به، سواء ما يعتمد منها على روايات تاريخية أو أحاديث تتضمنها المصادر الإسلامية حتى إن صنفت بأحاديث صحيحة.

- مراجعة شاملة للتاريخ الإسلامي وتشذيبه من الروايات المشكوك فيها سواء ما روي فيها عن الرسول عليه الصلاة والسلام أو صحابته أو تابعيه، وجرد التاريخ الإسلامي من العصمة التي ظلت ولأجيال موضع تقديس أعمى غير مبرر.

- إصدار عفو عن عناصر "داعش" غير المتورطين في عمليات قتل وذبح المدنيين، فالتقارير المؤكدة تشير إلى أن الكثيرين ممن التحقوا بالتنظيم أصبحوا يستشعرون خطأ وخطورة ما أقدموا عليه بعد أن تكونت لديهم فكرة واضحة عن حقيقة هذا التنظيم، لذلك فإعطاء هكذا عفو دولي عن هذه العناصر سيكون خطوة مهمة في طريق إضعافه والقضاء عليه.

لا سيما أن التقارير تشير إلى فقدان "داعش" الكثير من شعبيته بعد انتشار الفيديوهات التي تظهر وحشية هذا التنظيم في التعامل مع المخالفين له، مم انعكس نقصا كبيرا في التبرعات التي تصل إلى التنظيم.

* كردستان العراق – دهوك

back to top