الحرب العالمية الثالثة

نشر في 07-03-2015
آخر تحديث 07-03-2015 | 00:01
 عبدالرحيم ثابت المازني رجل الإعلام دوره تثقيفي إرشادي تعليمي، ولكن عندما يتحول من إعلامي إلى مضلل ومهيج للأنظمة لتحقيق هدف يسعى إليه هو والجهة الإعلامية التابع لها فهنا نقول إن الإعلام أصبح بوقاً من أبواق الحرب، نعم أظن أن الحرب العالمية الثالثة ستكون بسبب كذب وتضليل بعض الإعلاميين لخداع الشعوب وأحياناً الأنظمة، حيث تعلو صيحاتهم، فيسير على خطاهم عامة الشعب ليشكلوا بعد ذلك رأياً عامّاً.

للأسف سمعت وقرأت لبعض الإعلاميين ما يدعو إلى ما يسمى بتطهير المنطقة العربية من الإرهاب! في إشارة إلى تونس أو غيرها من الدول العربية، الأمر الذي يدعو إلى الريبة والشك، لأن الجميع يعلم علاقة هؤلاء بالنظام ومدى ترابطهم وانسجامهم معه، وعلى الرغم من تصريحات القيادة المصرية بعدم التدخل في شؤون الدول العربية وأنها لا تهدف إلى غزو أي دولة عربية، فإن التصريحات الإعلامية مقلقة وتدعو إلى الحذر.

نحن لم نستطع القضاء على الإرهاب داخلياً، فهل سنستطيع القضاء عليه دولياً؟.

تحالف دولي كبير في العراق وسورية لا يستطيع حتى الآن القضاء عليه، وأنهك اقتصاد دول كبري في أفغانستان من قبل، وراح ضحيته آلاف القتلى، فأي فكر وأي تضليل وأي طريق نريد جر البلاد إليه؟! هذا الطريق وعر ومكلف، ولن نستطيع مواجهته، هذه الكيانات المسلحة عدو خفي لا ظاهر له أرضه ومنشآته التي يمكن القضاء عليها، وعلى ذلك فإن محاربته ليست بالأمر السهل، حيث نرى الجميع يهرب من مواجهة هذه الكيانات.

لا أدعو قواتنا إلى الخوف، ولكن أدعوها إلى العقل وعدم الانزلاق وراء هذه الدعوات والتسرع للانجراف في هذا المستنقع، لأن الاتهام واضح وصريح، مصر تريد أن تغزو الوطن العربي وتريد أن تهدد كيان الدول العربية، ولا تخفى عليكم التصريحات الأخيرة التي صدرت بناء على التسريبات التي لا نعلم صدقها من عدمه، ولكن ما نعلمه أنها تركت أثراً وحذراً، لأن بها اتهامات مقلقة ومرفوضة...

وهذا ما اتضح من تصريح دول مجلس التعاون برفضها الاتهام لقطر بتمويل الإرهاب، وما نتج عنه من بيان شديد اللهجة بخصوص مصر ورفض معظم الدول العربية قصف مدنيين ليبيين.

وإضافة إلى ذلك فإن المتخصصين العسكريين يقولون إن إمكانيات طيراننا لا يوجد بها قنابل ذكية، كما أن تحليق الطيران المنخفض مكلف جداً، أي أن القصف لا يمكن أن يحدد أهدافه بدقة، والمتخصصون يعلمون ماذا سيفعل القصف بالمدنيين لأنه لا يستطيع التفرقة بين داعشي ومدني.

الرد المصري كان مطلوباً حتى لا تفقد الثقة بالدولة المصرية، وخاصة من الدول المحيطة كإسرائيل، غير أن هناك طرقاً أخرى للرد، لأن هناك أموراً أخرى كان يجب وضعها في الاعتبار، كالمصريين في ليبيا وموافقة الدول العربية والمجتمع الدولي، حتى لا تتم الإدانة الدولية للقصف، والتي قد تعرض الوضع الاقتصادي المصري والأمن الداخلي للخطر، لذا فعلينا تعقل القرارات وردود الأفعال حتى لا ننجرف مع تيار قد لا نتحمل نتائجه.

أما رسالتي لإعلامنا "الأمّور" فعليك ألا تدير المعركة من الاستديو حيث الكاميرات وأجهزة التكييف، تعقلوا كلماتكم وتصريحاتكم، هناك أبرياء تسببتم في قتلهم، سواء من المصريين العالقين بليبيا أو من قواتنا، إعلان الحروب ليس بالأمر السهل، ويجب عليكم أن تحذروا القيادة من خطورة السير في هذا الاتجاه الذي تريد كثير من الدول و"داعش" نفسه جر مصر وجيشها إلى السير فيه، لأنه مشتت للقوى ومرهق للجيش ومكلف للدولة في وقت يئن الشعب من الفقر والعوز، فمن أين لنا بتكاليف هذه الحروب، معنى ذلك أننا لا نطالب بشيء كشعب من فرص عمل ولا تنمية ولا حل أي مشكلة راهنة، فقط محاربة الإرهاب.

يا سادة الحرب خدعة، فلا يجب علينا أن نخدع أنفسنا ونقول إننا قادرون على الاستمرار، وهنا أترحم على روح الرئيس الراحل أنور السادات حين انتصر وتوقف ولجأ إلى السياسة، لأنه لا يستطيع أن يستمر.

back to top