محاربة التجاعيد... حلم أم حقيقة؟

نشر في 07-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 07-03-2015 | 00:01
No Image Caption
التجاعيد نوعان: طبيعية تسببها التعابير، وتجاعيد الشيخوخة أو التجاعيد السطحية، التي تُصنَّف «غير طبيعية» إلى حد ما. تتشكل التجاعيد بعد سلسلة أحداث تصيب نسيج البشرة. إذاً، تستند استراتيجيات تشكلها في جزء كبير منها إلى تغيرات نسيجية تترافق مع الشيخوخة.
تتبدَّل باستمرار وسائل الحماية ضد العوامل الخارجية القاسية التي تفاقم التجاعيد. بغية محاربة العوامل الخارجية، يمكننا مثلاً اللجوء إلى الحماية من الأشعة ما فوق البنفسجية المسؤولة عن إنتاج الجذور الحرة. لتحقيق هذه الغاية، نستخدم مواد منقية للأشعة ما فوق البنفسجية من النوعيتين A وB، ومن ضمنها مواد عاكسة مثل ثاني أكسيد التيتانيوم، أو مضادات أكسدة ومواد مزيلة للسموم بهدف محاربة تأثيرات الملوثات، حاصرات الإنزيمات الضارة، الكولاجين، وغيرها.

تقوم الإستراتيجية الأكثر رواجاً على تحفيز إنتاج مواد يؤدي نقصها إلى تشكل التجاعيد: الكولاجين والإلاستين، حمض الهيالورونيك... تتوافر مواد عدة يمكنها أن تنتج تأثيرات مماثلة، نذكر منها الفيتامين C لقدرته على تحفيز إنتاج الكولاجين، والريتينويدات لقدرتها على تحفيز خلايا البشرة الجيدة. ولا ننسى الببتيدات الأساسية أو الصغرية التي تحفز إنتاج مواد محددة. يمكننا أن نذكر الماتريكسيل-3000 التي تمتصه الخلايا الليفية اليافعة لإنتاج حمض الهيالورونيك أو خلاصات نباتية تتمتع بخصائص مماثلة. إحدى المواد المهمة أيضاً تلك التي تحفز إنتاج الخلايا الدهنية، علماً أن تشكل طبقة غليظة من الدهون تحت الجلد يجعل البشرة ملساء. ويتمتع بعض الخلاصات النباتية بتأثير مماثل في الخلايا الدهنية.

تصبّ صناعة المواد التجميلية اهتمامها على نظائر البوتوكس من خلال مواد عدة. لما كان البوتوكس مادة سامة، فلا مجال لاستخدامها في المساحيق التجميلية. في المقابل، تملك النظائر تأثيرات مشابهة مع سمية منخفضة. ولعل أهم هذه المواد الببتيدات الصغيرة، مثل أسيتيل هيكسابيبتيد-3 (نوع من الببتيدات الثلاثية الأحماض الأمينية). تتمتع هذه المادة بجزء من مادة ذلك السم، لذلك تؤدي إلى نتائج مشابهة لما يحققه البوتوكس، إلا أن عتبة نشاطها أدنى بكثير. يطرح الخبراء أيضاً ببتيدات أخرى طريقة عملها مماثلة. بالإضافة إلى ذلك، تقوم مقاربة أخرى على استخدام نظائر من مواد طبيعية. على سبيل المثال، تقترح إحدى الشركات استعمال نظير للوغليرين-1، ببتيد يتوافر في سم الأفعى يعيق عمليات الانتقال العصبية-العضلية، ما يحد بالتالي من التوتر.

تعتمد مقاربة أخرى على التدخل على مستوى انقباض الخلايا الليفية اليافعة. وتقوم هذه خصوصاً على خلاصات نباتية، أبرزها مادة تُستخرج من شجرة اللبان وتُمزج مع المغنيزيوم، فتسهم في التخفيف من التجاعيد والخطوط بمنعها تقلص الخلايا الليفية اليافعة.

توصل علماء كيمياء عالم التجميل أيضاً إلى طريقة أخرى لتمليس البشرة، تقوم على استعمال إسفنجات من الكولاجين، تتألف من بروتينات متلاصقة (كولاجين) توضع على سطح البشرة الجافة، فتتغلغل داخل طيات البشرة، لا سيما عندما تكون جافة. عندما تحتك برطوبة البشرة، تمتص الماء وتنتفخ. فتزداد حجماً وتعيد إلى البشرة نضارتها. وهكذا تحصل المنطقة المعالجة على عملية تمليس خفية.

تقنيات تقشير

تنتمي تقنيات التقشير أيضاً إلى عالم محاربة التجاعيد باستعمال منتجات التجميل، مع أن استخدامها لا يقتصر على ذلك. ترتكز فاعلية هذه المنتجات على استخدام عناصر كيماوية تقشر طبقات البشرة السطحية، ما يطلق تلقائياً عملية استبدال الطبقات العميقة بتلك المفقودة. ويعود هذا التأثير إلى استخدام عناصر قابلة للذوبان في الكبراتين، مثل أحماض الفاكهة، حمض الغليكوليك وحمض اللاكتيك.

من الممكن أيضاً الحصول على نتائج مماثلة باستخدام إنزيمات البروتيوليتك، مثل الباباين، التربسين، وحتى التربسين الكيماوي. يقوم تمليس البشرة على إزالة طبقات سطحية من الجلد، إلا أن العملية تكون تلقائية في هذه الحالة باستخدام كريمات كاشطة تتألف عموماً من بلورات مجهرية من أكسيد الألمنيوم توضع على البشر وتخضع لعمليات تدليك آلية بسيطة.

تتوافر أيضاً مقاربات أخرى في ما يتعلق بالتركيبة، تتيح اقتراح حلول مثيرة للاهتمام. على سبيل المثال، يؤدي استعمال غسول يشد البشرة إلى نتائج واضحة. يقوم هذا المبدأ على استخدام مواد تنتج حين توضع على سطح البشرة شريطاً يشد الجلد. تكون المواد عموماً بروتينات تتمتع بخصائص تشد البشرة. ومن الممكن أيضاً استخدام تركيبات تجمع البوليمرات والأملاح المعدنية، مثل السيليس، لتشكيل أشرطة تشد سطح البشرة.

تصحيح بصري

من الممكن أيضاً تخفيف بروز التجاعيد من الناحية البصرية. وتقوم هذه الطريقة على استعمال مواد تحد من التفاوت في سطح البشرة كي تصبح التجاعيد أقل بروزاً. تترك هذه التقنية على البشرة أصباغاً لها شكل كروي تسبب انحراف الضوء الذي تعكسه البشرة، ما يعني أنها ترسله في مختلف الاتجاهات. نتيجة لذلك، تصبح التفاصيل أقل دقة، وبالتالي أقل وضوحاً.

تقنيات ناشئة أو مستقبلية

لا يمكننا أن نختم الكلام عن هذه التقنيات من دون تناول الأحدث بينها: بروتينات الشباب. من الممكن استخدامها بالاعتماد على مواد مختلفة وتُعتبر البوليفينولات أبرزها اليوم. أما في مجال الخلايا الجذعية، فتحتل البشرة مكانة بارزة. لذلك سارعت الصناعة التجميلية إلى الانكباب على هذا القطاع. ونميز اليوم مقاربتين معتمدتين: تقوم إحداها على حماية مواضع الخلايا الجذعية الموجودة طبيعياً في البشرة. ويمكن تحقيق هذا الهدف باستخدام مواد مثل مضادات الأكسدة. أما الثانية، فترتكز على الخلاصات النباتية، خصوصاً الأجزاء التي تشهد نشاطاً حيوياً قوياً مثل البراعم، التي تسمح بالحصول على مواد ناشطة رئيسة تتسم بخصائصها المغذية والحامية للخلايا اللحمية الجذعية المتوسطية.

تشكل عوامل النمو، التي ما زال استخدامها محدوداً، مجالاً للمستقبل، خصوصاً من خلال أساليب حديثة «خالية من المخاطر الحيوية»، يمكن الحصول عليها عبر تطعيم الخضروات فتنتج عوامل نمو عالية النقاوة.

تشمل محاولات محاربة التجاعيد أيضاً إستراتيجيات حماية المواد الجينية المرتبط بعملية التقدم في السن، خصوصاً التيلوميراز. كذلك تبدو مقاربة محاربة الالتهاب المزمن بعرقلة نظام NF-Kappa-B مثلاً واعدة. بالإضافة إلى ذلك، طور فريق في جامعة ستانفورد أخيراً تقنية تلجأ إلى الكهرباء لعكس تأثيرات الشيخوخة. مثلاً: يسمح تحفيز البشرة بالكهرباء بتعزيز ظواهر مثل استرخاء العضلات تحت الجلد، التي تشكل بدورها سبب التجاعيد الأقل بروزاً.

علاوة على ذلك، يؤدي استعمال الضوء الأبيض الناتج من LED إلى نتائج جيدة، بما أن بعض رزمه يحفز علمية الأيض والطاقة في الأنسجة.

وسائل تقليدية

لا تحمل تركيبات المنتجات الكلاسيكية من كريم ومصل أي مشاكل محددة. ولكن كي تكون فاعلة من الضروري أن تنجح في التأثير في الطبقات العميقة من الجلد، ما يضع الخبراء أمام معضلة توافر عواملها الناشطة الأساسية ويرغمهم على اتباع أساليب علاجية أكثر دقة. وتشكل عملية التوجيه vectorisation حلاً ممتازاً لمسألة امتصاص البشرة.

يعتمد إعداد المنتجات المضادة للتجاعيد العصرية على عدد من التقنيات الموصوفة أعلاه في آن، من دون أن ننسى الأساليب التقليدية. كذلك يسمح عدد كبير من تقنيات التقييم بتحديد تأثيرات كل نوع من المنتجات بدقة، ما يسمح لها بالتطور واكتساب فاعلية أكبر. صحيح أن من المستحيل وقف ضرر التقدم في السن أو إصلاحه تماماً، لكن المنتجات المضادة للتجاعيد تشكل منتجات عالية التقنية تعتمد على تكنولوجيا متطورة ودقيقة تتمتع بفاعلية عالية. إذاً، ما عادت محاربة التجاعيد مجرد حلم بعيد المنال. في متناولك اليوم مجموعة واسعة وشاملة من تقنيات ومنتجات تساعدك في تحويل الحلم إلى حقيقة.

back to top