برنامج تنحيف لكُلّ فئة عمريَّة!

نشر في 05-03-2015 | 00:02
آخر تحديث 05-03-2015 | 00:02
No Image Caption
لا يمكن التعاطي مع مفهوم فقدان الوزن بالطريقة نفسها في جميع الفئات العمرية لأن لكل مرحلة من الحياة خصائصها وتختلف فيها الحاجات الغذائية. تشهد البيئة الخاصة بكل عمر تغيراً متزايداً بحسب الأحداث التي تطبع الحياة. لذا يجب تكييف برنامج التنحيف مع هذه العوامل التطورية كلها ومع مختلف العناصر الخاصة بكل فرد.
الطفولة والمراهقة: مرحلتان أساسيتان

خلال أول مرحلتين من الحياة، أي الطفولة والمراهقة، لا يمكن التحدث عن برنامج تنحيف بمعنى الكلمة إلا في حالات البدانة أو فقدان الشهية، إذ تتطلب هذه المشاكل متابعة طبية خاصة إلى جانب الخطة الغذائية. لا شك في أن هاتين المرحلتين من الحياة تكونان حاسمتين لأنهما تحددان سلوكنا الغذائي في سن الرشد وتفاعلاتنا وعاداتنا التي يصعب التخلي عنها لاحقاً. في سن البلوغ، وهي مرحلة صعبة في حياة الفتاة تحديداً، تظهر انحناءات الجسم لدى المراهِقة ويجب أن تتقبل هذه الأخيرة شكلها الجديد.

اليوم، من الملاحظ أن الفتيات الصغيرات في هذا العمر يواجهن مشكلة الوزن الزائد أو النحافة المفرطة. يُفترض أن يسهم تنظيم وجبات الطعام المتوازنة وسط العائلة والحوار العائلي والإصغاء الفاعل من الوالدين في الكشف عن إشكالية كامنة يتم التعبير عنها بطريقة أو بأخرى من خلال النمط الغذائي أو رفض الأكل. إنه الوقت المناسب أيضاً للتحرك قبل أن تترسخ الكيلوغرامات الزائدة التي يمكن أن تولّد العقد لدى المراهقين أو قبل أن تترسخ هذه النزعة إلى رفض الأكل نهائياً، ما يمكن أن يؤدي إلى شكل من فقدان الشهية.

تعاون الأهل عامل جوهري لمساعدة الفتاة المراهقة على فهم صورة المرأة الحقيقية فضلاً عن إدراك أهمية الغذاء من دون أن يطرح الأمر مشكلة دائمة، أي الاستمتاع بالطعام من وقت إلى آخر واحترام القواعد الغذائية المناسبة في الوقت المتبقي.

مشكلة الوزن الأزلية: ما من {وصفة سحرية}!

في سن الرشد، ترتكز المرأة على مخزون من العادات والسلوكيات التي يجب أن تتحكم بها وتكيّفها بأفضل طريقة ممكنة مع الحياة اليومية. في المقام الأول، تعيش الفتاة بعض الأيام الصعبة كل شهر. تنعكس التقلبات الهرمونية الشهرية على الجسم كله وتشمل الأعراض التي ترافقها: الانتفاخ، احتباس الماء في الجسم، الشعور بالجوع والعطش، الرغبة في تناول السكريات، ألم في الثديين، تعكّر المزاج، فرط النشاط.

من خلال تطبيق بعض القواعد البسيطة، يمكن تجنب عدد من مصادر الإزعاج والعيش بهدوء أكبر في هذه الفترة. يمكن الحد مثلاً من استهلاك السكريات السريعة لتجنب تغيّر معدل سكر الدم بشكل جذري، من ثم تقليص الرغبة في أكل السكريات، فضلاً عن الحد من تناول الملح والمأكولات المالحة جداً مثل الأسماك واللحوم المدخنة والأجبان المالحة بشكل مفرط... كذلك، يجب ألا تجبر المرأة نفسها على شرب الماء لأن هذه الفترة تعزز احتباس الماء في الجسم.

خلال هذه المرحلة الناشطة من الحياة، تتحرَّك المرأة كثيراً وتربي أولادها وتهتم بمنزلها وتعمل، ويمكن أن تمارس الرياضة في الوقت المتبقي لها. لذا يصرف الجسم نسبة كبيرة من الطاقة. في هذه المرحلة، لا تواجه المرأة عموماً مشاكل في الوزن إلا في فترات الحمل.

يُشار إلى أن مفهوم {الأكل لشخصين} خلال الحمل لم يعد متعارفاً عليه اليوم. لكن تؤدي التقلبات الهرمونية دوراً سلبياً في هذا المجال (رغبة ملحّة في الأكل، جوع، نفور من الأكل). يجب توخي الحذر والاستعداد نفسياً لمواجهة هذه المرحلة: يجب التنبه تحديداً إلى النظام الغذائي وعدم الرضوخ للإغراءات إلا من وقت إلى آخر للاستمتاع بإحدى الوجبات المفضلة. رغم النشاطات المتعددة في هذه الفترة، من الملاحظ أن نسبة كبيرة من النساء تواجه مشكلة الوزن الزائد وقد تدخل في دوامة يصعب الخروج منها: فتشعر المرأة بأن عاداتها السيئة تتحكَّم بها أو يمكن أن تعيش في بيئة صعبة حيث يصبح التعويض الغذائي المخرج الوحيد. هكذا تنتقل المرأة من {حمية سحرية} إلى أخرى من دون أن تحقق النتيجة المرجوة، فيترسخ فيها شعور الإحباط وسرعان ما تستسلم...

نقاط تضمن النجاح الدائم

يبرز اليوم عدد كبير من الحميات (قليلة السعرات الحرارية، غنية بالبروتينات، مكملات غذائية...)، والعلاجات ومستحضرات العناية. تقضي أفضل مقاربة عموماً بالقيام بخيار يناسبك من دون تعريض الصحة للخطر أو فقدان الطاقة أو العيش في توتر دائم. الأهم هو الالتزام بمسار معين مع الاقتناع بأن مشكلة الوزن لن تختفي نهائياً ولكن ثمة خطوات للتحكم بها بطريقة منطقية.

{الوزن المثالي} مفهوم ذاتي جداً وهو يختلف بين فرد وآخر، بحسب العمر و}التجربة الغذائية} والبيئة المهنية والعائلية والوضع النفسي. المقاربة الأنسب لتحقيق النحافة والحفاظ على النتائج المحققة هي تلك التي تأخذ هذه العوامل الفردية كلها بالاعتبار لابتكار طريقة شخصية لتحقيق النحافة ومتابعة المسار نفسه في مرحلة ما بعد النحافة، تمهيداً لإنشاء نمط غذائي جديد وترسيخه في الحياة اليومية على المدى الطويل.

يجب أن يسمح هذا النمط الغذائي الجديد بالتحكم بوجبات الطعام تزامناً مع الحفاظ على الحياة الاجتماعية والعائلية والمهنية من دون إحباط، ومع احترام بعض القواعد والاستمتاع بالطعام ضمن حدود والحفاظ على وزن مستقر.

تؤدي العوامل الوراثية دوراً في هذا المجال طبعاً، لكن تكون العادات الغذائية قد ترسخت منذ سنوات عدة. لا تقتصر المهمة إذاً على فقدان الوزن بل يجب تغيير تلك العادات وتطبيق نمط غذائي جديد على مر الحياة. يجب التخلي عن مفهوم {كل شيء أو لا شيء} وعن الحميات الصارمة والإحباط المتكرر. من الضروري أن نكيّف النظام الغذائي مع إيقاع حياتنا الشخصية والمهنية.

انقطاع الطمث وما قبله: مرحلة صعبة

يتغير جسم المرأة وتتراجع حركة جسمها بشكل عام وقد تشعر بأنها بدأت تفقد أنوثتها. لذا يجب أن تتعلم أن {تصغي} إلى جسمها وتغيّر بعض عاداتها الغذائية. تعطي العلاجات الهرمونية البديلة آثاراً جانبية مهمة مثل تعكر المزاج واضطراب النوم...

يجب أن تساعد المرأة الطبيب النسائي على إيجاد علاج هرموني مناسب لها وألا تتردد في إبلاغه بمختلف التغيرات أو الاضطرابات الناجمة عن علاج معين. في بعض الحالات، يجب أن تجرّب المرأة علاجات عدة قبل أن تشعر بالراحة على المستويات الجسدية والهرمونية والعاطفية. نظراً إلى تراجع النشاط الجسدي، تتغير الحاجات الغذائية. لذا يجب تكييف الغذاء من خلال تخفيض الكمية المستهلكة يومياً وتغيير الخيارات الغذائية وعدد الوجبات.

الضغط النفسي: التحكم بالغذاء

وسط جو من التوتر، يؤدي الغذاء دور مضاد للاكتئاب. يعترف كثيرون بأنهم يأكلون بعد مواجهة مشكلة مهنية أو شخصية أو عند الشعور بالملل بكل بساطة. هكذا تبدأ حلقة مفرغة ترتكز على التعويض عن المشاكل بالطعام. يجب إيجاد مصادر متعة أخرى بعيداً عن الطعام من خلال استكشاف اهتمامات جديدة والخروج من المحيط المهني والعائلي من وقت إلى آخر.

بالتالي، يجب تطوير مقاربة تضمن تفريغ الضغوط للحفاظ على النتائج المحققة بعد فقدان الوزن. يمكن تحقيق ذلك من خلال العمل على تحسين {صورة الذات} فضلاً عن الاهتمام بالنفس وتقدير الذات وتقبّل الجسم من دون التأثّر بصورة الآخرين.

مقاربة النحافة وسط الدعم

يصعب تطبيق هذه الطرق كلها من دون مساعدة الغير لأن قوة العادات المترسخة والجمود الذي ينجم عنها يؤديان غالباً إلى الاستسلام بسبب غياب الدعم الفاعل. لا بد من الحصول على دعم نفسي خلال هذه المرحلة من إعادة بناء الذات، إذ يصعب إحداث هذه التغيرات الدائمة من دون مساعدة خارجية.

back to top